كمشروع طموح لفيدرالية اليسار الديمقراطي، اعتبرنا بعد
تقييم اللحظة، و قرار الدخول للانتخابات الجماعية،
انها محطة عابرة في مسار نضالنا من اجل بديل مجتمعي ديمقراطي وحديث، و هي فرصة
هامة للتعريف بنا كيسار برنامجا و تصورا، خصوصا ان المعركة تهم شؤون المواطنين
المحلية.
لن نخفي سرا ان توحيد لغة و اليات الاشتغال وانزال برنامج الفيدرالية
بين ثلاثة احزاب، عملية تصاغ في سيرورة العمل المشترك، و تزداد دقة في المحطات الكبرى،
و تتطلب من الجميع، ادارة مركزية و مناضلين محليين جهدا اكبر لبلورة روح الوحدة،
نفس الجهد من الاحزمة المؤمنة بمشروعنا و التي لا تستوعبها دورتنا التنظيمية.
لقد لهثت بعض الصحافة لتصيد كنز ثمين، بتتبع جغرافية اربع مناطق على
الاقل، علها تجد فريسة تبيع بها منتوجها، و هذا جزء من حقها في المعلومة، رغم ان
بعضها يبيع عناوين و مضمونا مغلوطا، بعضها حتى لا نعمم، اربع مناطق اسثأترت بزومهم
: اكدال، ازيلال، تادلة و أزمور.
ولأننا اعتدنا ان لا نختبئ وراء التضليل من اي كان، من المهم التأكيد
ان التعميم الذي وزعته الهيئة التنفيذية لفيدرالية اليسار الديمقراطي كان في صلب
التصور البرنامجي للفيدرالية، ووضع في الفقرة الاخيرة ملحوظة مهمة، بضرورة موافاة
الهيئة بتطورات و تفاصيل المفاوضات في بقية الحالات، لمباشرة حسم الامور حسب ما
يترتب من مستجدات مع قرار التحالفات الذي يقطع الطريق على تزكية الفاسدين محليا.
حسمت الامور محليا في ازيلال و اكدال، باعتمادهم نفس الموقف الوارد في
الجزء الاول من التعميم، و اختاروا الدفاع عن الساكنة التي منحت اصواتها
للفيدرالية من موقع المعارضة، و موقع المعارضة لا يعني بالضرورة عدم التسيير،
فراجعوا اذن بعض السموم التي روجتها بعض الصحافة منذ اليوم الاول. بالنسبة لحالتي تادلة
و ازمور، اعتبرتا من الحالات التي وصلنا في الهيئة التنفيذية تقارير حول التفاوضات
المحلية بها، و توصية بتعديل التحالفات محليا بما يخدم مصلحة الساكنة ولا يتعارض
مع الاهداف الاستراتيجية للفيدرالية، اكيد ان تقديراتنا ستتباين، لان هناك من هول
مسالة تصويت المصباح لصالحنا، لكن اسقاط اخطبوطات الفساد المتأصلة في المنطقتين
راجح في الكفة الاخرى، خصوصا ان الفيدرالية ستدبر رئاسة المنطقتين.
ان تعدد القراءات بين تعميم التصور الوطني و التعديل المحدود محليا،
يجب ان لا يأخذ كل هذه الهالة على الاقل داخليا، واكيد ان المحطات التنظيمية
المقبلة كفيلة بتقييم مسارنا و حتى أخطائنا، و هذا لا يعيب تقدمنا في تحقيق
اهدافنا، فالقراءة المحلية تكون احيانا اكثر قربا في تفكيك معادلتها الذاتية، لكن
بجدلها مع البوصلة العامة سنتجنب تيه المواقف و براكماتيتها المفرطة.
فلنوازن بين تقديراتنا، لان الفيدرالية فرضت احترامها، ومن المهم ان
تخرج اقوى في تمرين وحدتها.
ملحوظة لها علاقة بما سبق : من الملموس ان لمشروع فيدرالية اليسار الديمقراطي
حاضنة كبرى، من الشباب و الشيوخ و النساء، لا تدور في فلكها التنظيمي، لكنها حاملة
لنفس المشروع، من المهام المستقبلية ايجاد الية لتقوية هذا الصف و توسيع دائرة
اليسار.
منعم وحتي.