mercredi 16 avril 2025

لا يَهم أن تَحمِل الجنسيّة الأمريكية.. المٌهم أن تكون إسرائيليا


لا يَهم أن تَحمِل الجنسيّة الأمريكية.. المٌهم أن تكون إسرائيليا!

منذ مساء أمس والإدارة الأمريكية تقيم الدنيا ولا تقعدها، من أجل الحصول على أي معلومة توصلها إلى معرفة مصير الجندي الإسرائيلي الأمريكي الأسير، الكسندر عيدان الأسير في غزة، بعد أن أعلنت حركة "حماس" فقدان الاتصال مع فريقها الذي كان مكلفا بحراسته.

وخلال أقل من 24 ساعة تحركت الدبلوماسية الأمريكية في كل الاتجاهات للضغط على الوسطاء وتهديد المقاومة الفلسطينية من أجل "إنقاذ" الجندي الإسرائيلي الأسير الذي يحمل جنسيتها، ويبدو من خلال اسمه العائلي أن أصوله عراقية.

للتذكير فقط، فقد سبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ظهر في البيت الأبيض وهو يحمل صورة الجندي الأسير الذي كان مفترضا أن يطلق سراحه مباشرة بعد انتهاء الجولة الثانية من تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينة، لكن تعنٌّت إسرائيل، وشروط مبعوث ترامب، الملياردير والمستثمر في العقارات ستيف ويتكوف، عطلت الصفقة، وكانت النتيجة استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة الذي أدى حتى اليوم إلى استشهاد أكثر من 1652 فلسطينياً، وإصابة 4391 آخرين، أغلبية الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء استبيحت أرواحهم ودماؤهم بسبب عدم الإفراج عن الأسير عيدان!

وإذا ما تأكد مقتل هذا الجندي الأسير، حتى لو كان ذلك بفعل القصف الإسرائيلي الهمجي على مكان أسره، يجب انتظار ردود فعل قوية غير متوقعة، وربما غير مسبوقة من الإدارة الأمريكية المتطرفة التي أصبحت لعبة في يد مجرم الحرب نتنياهو وحكومته الفاشية.

بالمقابل، في الأسبوع الماضي فقط، في 7 أبريل الجاري، أطلق مستوطنون إسرائيليون النار على طفل فلسطيني هو عمر محمد ربيع ( 14 سنة)، يحمل الجنسية الأمريكية، في بلدة ترمسعيا بالضفة الغربية، وأردوه قتيلا. ووصف الجيش الصهيوني الطفل بأنه "إرهابي" عرض المدنيين الإسرائيليين (المستوطنين) للخطر بإلقاء الحجارة !

 فكيف كان رد فعل الإدارة الأمريكية؟ وماذا قالت عن هذا الحادث المؤلم؟

وزارة الخارجية الأمريكية اكتفت بالقول بأنها "على دراية تامة بواقعة مقتل فتى أمريكي من أصل فلسطيني على يد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.. هناك تحقيق جار. نعلم بتقارير الجيش الإسرائيلي التي تفيد بأن هذا كان عملا لمكافحة الإرهاب، ونحن بحاجة لمعرفة المزيد عن طبيعة ما حدث على أرض الواقع".

انتهى البيان، وانتهت القضية.

عمر محمد ربيع طفل في ريعان طفولته مازال يتابع دراسته، وألكسندر عيدان جندي إسرائيلي تم أسره وهو يحمل سلاحه من طرف المقاومة الإسرائيلية.

كان يمكن لألكسندر عيدان وعمر محمد ربيع أن يكونا زميلين في نفس المدرسة أو الجامعة في القدس أو بغداد، لو لم يزرع الغرب الإمبريالي قبل 75 سنة هذا السرطان المسمى "إسرائيل"! 

ذنب الطفل عمر محمد ربيع أنه فلسطيني، و فَوْرَةُ الْغَضَبِ، من أجل الجندي الأسير الكسندر عيدان، لأنه إسرائيلي.

هل يتعلق الأمر بازدواجية معايير؟ لا، أبدا. هذه أصبحت أمرا معتادا في الغرب عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. 

نحن أمام أكبر سقوط أخلاقي لكل القيم التي صنعت من أمريكا "زعيمة" لما كان يسمى بـ "العالم الحر" قبل أن تختطفه الحركة الصهيونية، وتحوله إلى عالم في خدمة مشروعها الشيطاني الذي يقود العالم بخطى حثيثة نحو نهايته الحتمية.. 
علي أنوزلا
https://www.facebook.com/share/p/1ERJUaJxGe/

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire