mardi 10 décembre 2024

الشيوعي الألماني: انتصار الجهاديين في سوريا انتكاسة مؤقتة للقوى المناهضة للإمبريالي

 



إن انتصار الجهاديين في سوريا هو انتكاسة مؤقتة للقوى المناهضة للإمبريالية والقوى العاملة من أجل نظام عالمي متعدد الأقطاب. قبل كل شيء، إنها انتكاسة للشعب السوري، الذي أصبحت التنمية السلمية بالنسبة له بعيدة المنال لأن بلدهم أصبح مرة أخرى ألعوبة للإمبريالية.
في بداية ديسمبر، هاجمت القوات الجهادية الإرهابية التابعة لهيئة تحرير الشام المدن السورية، واحتلت حلب وحمص، وأخيرا، في 7 ديسمبر، العاصمة السورية دمشق. لقد استقال الرئيس السوري الأسد وغادر البلاد. ويخطط "الائتلاف الوطني السوري"، وهو ائتلاف يضم مختلف جماعات المعارضة، لتشكيل ما يسمى بالحكومة الإنتقالية.
إن محركات هذا التطور هي الولايات المتحدة وإسرائـ*، اللتان تحاولان منذ أكثر من عقد من الزمان القضاء على سوريا كدولة ذات سيادة بكل الوسائل - من خلال دعم الإرهابيين الذين أطاحوا الآن بالقيادة السورية الشرعية من خلال العنف، ومن خلال العقوبات المفروضة على سوريا التي دفعت السكان نحو الفقر، والذين دمروا البنية التحتية في سوريا من خلال الهجمات العسكرية المستمرة. لقد تسامحت تركيا على الأقل مع هذا الهجوم. وفي المناطق السورية التي احتلوها، في إدلب، كان للجهاديين مطلق الحرية. كما يدعم ما يسمى بالجيش الوطني السوري، وهو قوة مرتبطة به بشكل مباشر، الهجوم في مناطق معينة من سوريا.
وفي هذه الحالة، لم تتمكن الحكومة والجيش السوري من وقف هذا الهجوم. كما لم تعد حكومة الأسد قادرة على تعبئة الناس في البلاد. لقد كان وضعهم كارثيا بما يتجاوز الطبقة العاملة بسبب الحرب وسياسات العقوبات الإمبريالية. كما أن دعوات الشيوعيين والقوى التقدمية الأخرى لسياسة اقتصادية مختلفة لم تتم الإستجابة لها من قبل الحكومة البرجوازية. ويدعو الحليفان روسيا وإيران إلى حل سياسي. في هذه الحالة، حتى الدعم العسكري الروسي، الذي كان لا يزال متاحا في بداية الهجوم، أو الدعم من إيران، لم يكن من الممكن أن يمنع انتصار الجهاديين.
ردود أفعال دول الناتو وإسرائـ* واضحة. يُنظر إلى الهجوم الناجح الذي شنه الإرهابيون الجهاديون على أنه نجاح. وقال رئيس الوزراء الإسرائـ*ـي نتنياهو إن تغيير السلطة في دمشق كان نتيجة الضربات الإسرائـ*ـية على إيران وحزب الـ* وفتح فرصا جديدة لإسرائـ*. لقد تحقق أحد أهداف إسرائـ*، وهو عزل حزب الـ* في لبنان عن إيران. تم استغلال هذه الفرص الجديدة على الفور. لقد احتلت إسرائـ* بالفعل جزءا آخر من مرتفعات الجولان السورية وتنفذ العديد من الهجمات على سوريا. ويرى الرئيس الأمريكي بايدن "فرصة تاريخية" وأعلن أن الجنود الأمريكيين سيبقون بالطبع في البلاد.
كما أن الإمبريالية الألمانية وحكومتها في المقدمة: فقد رحب المستشار شولتس بالإطاحة بالرئيس السوري ووصفها بأنها "أخبار جيدة". ودعت وزيرة الخارجية بيربوك بشكل منافق إلى حماية الأقليات الدينية والعرقية. ولو كان الأمر جديا، لكان على المرء أن يدعم الحكومة السورية الشرعية، التي تدافع عن التعايش السلمي بين مختلف الأديان والمجموعات السكانية.
نعلن تضامننا مع الشعب السوري والقوى التقدمية، وخاصة مع الأحزاب الشقيقة التي بات عليها الآن الخوف من الاضطهاد. مهمتنا كحزب شيوعي ألماني هي الكفاح ضد الإمبريالية وسياساتها القاتلة في بلادنا.
رينات كوبي، سكرتيرة العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي الألماني، نُشر في موقع صحيفة "أونزيري تسايت" الألمانية في 10-12-2024


lundi 9 décembre 2024

الحزب الشيوعي الهولندي: الإمبريالية والجهادية جنبا إلى جنب في سوريا

 


الحزب الشيوعي الهولندي: الإمبريالية والجهادية جنبا إلى جنب في سوريا

لقد أدت التطورات في سوريا إلى سقوط الرئيس بشار الأسد. وتتولى الجماعات الجهادية زمام الأمور في دمشق، وهو الأمر الذي لم يكن لينجح لولا مساعدة الولايات المتحدة وتركيا وإسرائـ* وغيرها من القوى الإمبريالية. وما يتم تقديمه الآن على أنه "تحرير" هو بداية فصل جديد في زعزعة الإستقرار ونهب سوريا وتصعيد آخر للتناقضات في الشرق الأوسط.

لقد أدت الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من 13 عاما إلى مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين. تلعب الإمبريالية الأمريكية دورا هاما في هذه الحرب. فعلى مدى سنوات، كانت الولايات المتحدة تحاول إبعاد الأسد عن الطريق في محاولة لوضع الموارد والسوق السورية تحت سيطرة احتكاراتها الخاصة بعيدا عن مجال نفوذ روسيا وإيران.

ينطبق الأمر نفسه على الحكومة التركية، بأجندتها التوسعية وحربها ضد الجماعات الكردية. فلم تتوانى الحكومة التركية عن دعم "المعارضة" الجهادية بالأموال والموارد والأسلحة، مثل هيئة تحرير الشام. ولا يستطيع ساسة حزب العدالة والتنمية التركي إخفاء فرحتهم الآن بعد أن أثمرت استثماراتهم أخيرا. نتذكر أنه في عام 2018 قدمت هولندا مساعدات مالية لـ هيئة تـ*ـرير الشام الإرهابية. واستخدمت تلك الأموال لشراء شاحنات صغيرة مثل المركبات التي رأينا الجهاديين يقودونها إلى دمشق اليوم، من بين أشياء أخرى.

إن إسرائـ*، التي تحتل الأراضي السورية في مرتفعات الجولان منذ عقود، هي أيضا الفائز الساخر من هذه النتيجة. بينما تذبح الشعب الفلسـ*ـي باسم مكافحة "الإرهاب" و"الجهادية"، فإن النظام الإسرائـ*ـي القاتل لا يعارض التعاون المتناغم مع الجهاديين في سوريا لتحقيق أهدافه. في الوقت الحالي، يشن الجيش الإسرائـ*ـي بالفعل هجمات وهو في صدد احتلال المزيد من الأراضي السورية.

كما يهلل الساسة البرجوازيون الهولنديون لـ"تحرير" سوريا على يد "المتمردين"، كما يطلق على الجهاديين الآن. وفي الواقع، فإن هذا التدخل الإمبريالي يؤدي إلى المزيد من زعزعة الاستقرار ونهب سوريا، وهو بعيد كل البعد عن "تحرير" الشعب السوري.

يعرب الحزب الشيوعي الهولندي عن تضامنه مع الشعب السوري الذي يعاني منذ أكثر من عقد من الزمن من حرب أهلية مروعة أسفرت عن مقتل وجرح العديد من الأشخاص وتهجير الملايين من الناس. ونعرب بشكل خاص عن تضامننا مع الشيوعيين في سوريا. إن الطبقة العاملة السورية وغيرها من قطاعات الشعب المضطهدة تواجه فترة صعبة، ولكنهم وحدهم قادرون في نهاية المطاف على تحرير بلادهم من الإمبريالية والجهادية.

التضامن مع الشعب السوري!

بيان صادر عن الحزب الشيوعي الهولندي الجديد "الإمبريالية والجهادية جنبا إلى جنب في سوريا" في 8-12-2024 -- المعسكر الشيوعي #سوريا #هولندا #الحزب_الشيوعي_الهولندي


jeudi 5 décembre 2024

نيكاراغوا تعلن التضامن مع سوريا


نيكاراغوا: التضامن مع سوريا!
في ضوء الوضع الذي تسبب فيه الإرهاب الدولي، والذي كثف هجماته ضد سيادة الجمهورية العربية السورية، تعلن نيكاراغوا عن إدانتها ورفضها لهذه الأعمال التي تعرض للخطر مرة أخرى العديد من الذين عانوا ويعانون من الهجمات الوحشية التي تشنها المنظمات الإرهابية المعروفة.
نحن على يقين من أن الذكاء سيسود وأن شعب الجمهورية العربية السورية الشقيقة الشجاع سيعرف كيف يتجاوز هذه اللحظات الخطيرة، ويقاتل بشجاعة، كما عرف كيف يتحرك، لهزيمة المحاولات الماكيافيلية للهيمنة، عبر الوحشية الإرهابية، على الشجاعة التي تُعرف بها تلك الشعوب.
لا للدمار والريبة والتمزقات الثقافية التي تميز الإرهاب الدولي!
ليحل السلام ويسود الذكاء!
ماناغوا، 30 نوفمبر 2024
بيان صادر عن وزارة الخارجية لـ نيكاراغوا

 

بلاغ وزارة خارجية جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية حول الوضع السوري


 كوريا الشمالية – المتحدث باسم وزارة خارجية جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية حول الإر*اب ضد سوريا

أعطى المتحدث باسم وزارة الخارجية لـ جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الإجابة التالية على سؤال طرحته وكالة الأنباء المركزية الكورية في 5 ديسمبر فيما يتعلق بتدهور الوضع في سوريا يوما بعد يوم بسبب التحركات العسكرية المتهورة للإر*ابيين:
لقد أقدم الإر*ابيون من كل الأنواع، الذين يطيلون أيامهم المتبقية في المناطق الجبلية في سوريا، مؤخرا، تحت تأثير التلاعب السياسي من قبل قوى خارجية ودعمها العسكري، على شن هجمات مفاجئة على مناطق مختلفة تحت سيطرة الحكومة والجيش السوري، مما أدى إلى تدمير المدن والقرى الآمنة وقتل المدنيين الأبرياء. وهذه جريمة شنيعة ضد الإنسانية لا يمكن تبريرها أبدا.
ولكن ما لا ينبغي إغفاله هو أن سفك الدماء الجديد في سوريا على يد الإر*ابيين يأتي في الوقت الذي تتعزز فيه آمال الشعوب العربية وتوقعاتها بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط بفضل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا بين منظمة القوة الوطنية اللبنانية (حزب الـ*) وإسرائـ*.
إن الحادث الأخير هو من أوله إلى آخره نتاج المؤامرات الخبيثة للقوى المعادية "لشيطنة" الحكومة الشرعية في سوريا، وخلق حالة من القلق والرعب في سوريا، وفي الوقت نفسه، إعادة إنتاج سيناريو المجازر في قطاع غز* ولبنان في سوريا مرة أخرى، وبالتالي دفع الوضع في الشرق الأوسط إلى وضع كارثي.
إننا ندين بشدة التحركات العسكرية المتهورة للإر*ابيين في سوريا والنوايا الشريرة للقوى التي تعمل خلف الكواليس وتتواطأ معهم وتشجعهم، ونعرب عن دعمنا الكامل وتضامننا مع الحكومة والشعب السوري في نضالهما العادل للدفاع عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها وحل الأزمة، وجهود الدول العربية لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في منطقة الشرق الأوسط.
جواب المتحدث باسم وزارة خارجية جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية حول الإر*اب ضد سوريا
- وكالة الأنباء المركزية الكورية في 5 ديسمبر 2024



vendredi 29 novembre 2024

معالم من حياة بوبكرالخمليشي النضالية كما عايشتها

 



جابر الخطيب:
عندما نرزأ في أحد احبتنا، أو رفاقنا الأعزاء، تنهال عليك دفعة كل الذكريات، والصور، والمحطات الذي جمعتك بالفقيد، مما يصعب لحظة الفاجعة ترتيبها.
هكذا كان وقع خبر رحيل بوبكر الخمليشي، الذي تم تشييعه في جنازة/ مسيرة مهيبة، توافد عليها كل من يقدر تضحيات الرجل من أجل مغرب أفضل، من مختلف الأطياف والأماكن.
كما تم تنظيم خيمة للعزاء والتأبين، حيث ألقيت كلمات في حق الراحل، تذكر بمناقبه ومساهماته، وتضحياته من قبل رفاقه، وتمثيليات إطارات حضرت التأبين، وشهادات عاملات يحتفظن بذكرى وفاء للرجل رافقهن خلال اعتصامات عمالية.
وأنا أستمع لتلك الكلمات التي لا تخلو من صدق اللحظة، كانت تحضرني الأوجه الأخرى لبوبكر، قد تبدو تفاصيل وأحداث عادية، مقارنة بحجم مهام التنظيم السياسي، سواء في حلته الأولى- إلى الأمام السرية- حيث تحمل الفقيد أعباء إعادة البناء المنظمة - تحت نيران العدو- والضريبة الفادحة كان لها الأثر المزمن على صحته، بسبب قساوة التعذيب والإضرابات الطعامية التي خاضها المعتقلين بالسجون. كما لم تسلم عائلته الصغيرة من أثر السجن.
كانت محطة عشرين فبراير بداية احتكاكي الشخصي بوبكر ، قبلها كان الفقيد لا يخرج عن البروفيلات والتمثلات المتواترة لمعتقلي اليسار الجديد، بطولات فذة، سقف رهان مرتفع، عناد كبير…إجهاض حلم لم يكتمل.
صباح عشرين فبراير، وهي لحظة فارقة، امتزجت بالإقدام المشوب ببعض التردد والخوف..عندما وصلت لساحة بني مكادة/ التحرير، نقطة إعلان انطلاق حركة عشرين فبراير بطنجة، تراءى لي بوبكر من بعيد وسط شباب قلة، مكسِّراً لحظة التردد والانتظار، بعدها كان الطوفان الجماهيري الغير مسبوق.
على طول مسافة المسيرة كنت أصادف بوبكر منتشيا، مراقبا وموجها لرفاقه، وعند وصول المسيرة لنقطة التوقف/ساحة الأمم، حضر السؤال وماذا بعد؟
طبعا، كانت تتداعى تجارب من سبق تطلعات بعض شباب الحركة، وتحضر صورة ميدان التحرير بمصر بكل فعاليته المبهرة، وبينما الجماهير تردد الشعارات، منتظرة ما سيؤول اليه الوضع، وما يرشح من قرار، ومشاورات على الهامش بين الأطراف السياسية، عندها سأصادف بوبكر ليهمس على مسامعي بالحرف بخصوص ماذا بعد "لا يمكن أن نقرر ونقدم على شكل نضالي، ونعلن عن خطوة موالية من دون تنسيق ومعرفة ما يجري بالمدن الأخرى، علينا أن ننتظر حتى لا نتورط في خطوة معزولة" وطبعا كان ينتظر هاتف توجيه التنظيم، عندها كان قد تشكل المجلس الوطني لدعم حركة عشرين فبراير برئاسة عبد الحميد أمين.
بعدها، وفي خضم معمعان حركة عشرين فبراير، كانت محطات نضالية، ومطاردات، أتذكر كيف انتهينا مطاردين بأحد الشوارع الخلفية ببني مكادة خلال مسيرة 22ماي 2011، والتي عرفت قمعا ومطاردات واعتقالات في صفوف المتظاهرين، وفي لحظة سيشير لي بوبكر بأن المنطقة مطوقة، وعلينا المغادرة و الانسحاب بأسرع ممكن، ونجحنا في أ لتسلل لمقر جذور القريب.
بعد حدث عشرين فبراير، ستتشكل تنسيقية دعم شباب عشرين فبراير المشكلة من الإطارات، وستنتظم في اجتماعات ماراثونية، وسيكون الوافد الجديد عليها جماعة العدل والإحسان، بما يحمل ذلك من ريبة وحرج لبعض الأطراف، ومحاولة تجاوز ندوب الماضي. وكنت ألحظ مدى الاحترام والتقدير الذي تبديه الجماعة للفقيد بوبكر، والأخذ برأيه والانتباه لمداخلاته.
بقدر ما يبدو الفقيد متساهلا، يحاول القبض بالخيط الرفيع بين جميع المكونات على تبايناتها، وحدة خلافها أحيانا، يكون صارما متشبثا برأيه عندما يلزم الموقف ذلك، أتذكر اجتماع تنسيقية دعم حركة عشرين فبراير عندما قامت بإلغاء مسيرة 27 فبراير2011 المقررة في آخر لحظة، وكيف ظل بوبكر متشبث بقرار المسيرة، والحضور صباحا لساحة التحرير احتراما وتقديرا للجماهير التي تم تعبئتها على طول الأسبوع.
دائما، وفي سياق دينامية حركة عشرين فبراير عرفت مسيرة 6 مارس اعتقالات بالجملة، غير أن إصرار الجماهير جعل بني مكادة مسرحا للمطاردات والمواجهات بالشوارع والدروب الخلفية ، وبعدما استمرّ ذلك لحدود التاسعة، سيتم ربط الاتصال بأحد أعضاء التنسيقية من قبل المسؤول الأول ميدانيا للسلطة في محاولة جس النبض، وبينما كان موقف السخط ورد فعل الرفض لأي تواصل يغلب على وفد أعضاء التنسيقية الذي تصادف وجودهم بجانب الكوميسارية في مهمة لتفقد المعتقلين الذين تم القبض عليهم ، كان رأي بوبكر مخالفا للجميع، وحاسما، مؤكدا على ضرورة التفاوض، فالوقت متأخرا، ولا أحد يتحكم في هذه المواجهة المفتوحة، والمآلات المترتبة عنها، منهيا القول" استمرار المواجهات بهذا الشكل في غير صالح حركة عشرين فبراير". أخذ برأي بوبكر ، وتم التفاوض على إخلاء نصف ساحة بني مكادة من قبل قوى الأمن،ودخول المتظاهرين للساحة، وبعدها سراح الموقوفين.
خلال الحوارات مع السلطات وكل الجهات الرسمية، يبقى بوبكر مقتصدا في تدخله، غير أنه يذهب مباشرة للقصد، ويكون وصريحا في التعبير، أتذكر كيف فاجأ المسؤول الأول بالولاية ذات لقاء" لا تضربوا المتظاهرين على رؤوسهم، وأطراف أجسادهم الحساسة، ذلك يسبب في الإعاقات..يمكنكم الاعتقال إن شئتم من دون تعنيف".
بقدر ما كان بوبكر الخمليشي مناضلا مؤمنا بالتنظيم كوسيلة للتغيير، وهو الداعي لتحمل مسؤولية إعادة بناء منظمة إلى الأمام بعد اعتقال القيادات المؤسسة، كما سينخرط مباشرة بعد خروجه من السجن في عملية التجميع، وتأسيس النهج الديموقراطي بعد ذلك، وسيظل دينامو التنظيم على مستوى الشمال.
غير ان بوبكر لم يرتكن للمسؤوليات السياسية والتنظيمية للحزب على جسامتها، بل ساهم في تأسيس جمعيات مدنية باهتمامات متنوعة، وهيكلها في ما بات يعرف بشبكة جمعيات الشمال، حيث كان أحد أقطاب المجتمع المدني بالشمال، وجسرها عبر الضفتين، هذه التجربة الممتدة لعقدين كلفته الكثير من الجهد والوقت، كما عرضته لانتقادات عدة، وكثير من النقمة والإشاعات من داخل تنظيمه النهج وخارجه.
بقدر ما كان بوبكر مشدودا لمهام التغيير الكبرى، كان ينتشي لبعض الإنجازات على بساطتها، تعلق الأمر بنشاط جمعوي، أو انتزاع حق لفئة متضررة، وكان ذلك بمثابة غذاء وزاد لمواصلة المشوار، والتطلع نحو التغيير المنشود.
خلال زيارة له بمنزله، استرجع بوبكر رفقة زوجته لمياء بعض محطات تجربة تجميع وتنظيم ضحايا فاجعة غرق معمل النسيج والذي خلف حوالي ثلاثين ضحية، والمعاناة الصحية والنفسية لمن نجو بحياتهم، أغلب الضحايا فتيات وفتيان. لم يكتفي بوبكر ببيانات التنديد على غرار ما تم، بل سيعمل على مساعدة العائلات على تنظيمهم وتوجيههم للمطالبة بفتح تحقيق بخصوص ماجرى، والمطالبة بحقوق الضحايا، وعمل على مرافقتهم خلال محطاتهم النضالية، وتقديم المساعدة المطلوبة، المادية، والمعنوية.
ويبقى أهم دعم قدمه بوبكر هو التحسيس بهذه القضية خارج البلد، وذلك باستثمار علاقاته النضالية بالخارج، وربط الاتصال بالنقابات، والفاعلين الحقوقيين والسياسيين، لخلق رأي عام ضاغط اتجاه شركات النسيج العالمية التي تستخدم شركات المناولة بالمغرب، وتتغاضى عن ظروف الاشتغال المزري، مما يتسبب في مآسي لغياب شروط العمل.
واستغرقت عملية تجميع عائلات الضحايا، وإقناعهم بالنضال من أجل حقوق أبنائهم كثير من الوقت والجهد، دفعه أحيانا للسفر نحو مدن متفرقة لربط الاتصال بالعائلات، وإقناعها للالتحاق بالمجموعة.
حكى بوبكر بكثير من التأثر عن انتقاله لمدينة وزان لإقناع امرأة مكلومة في ولدها-ضحية المعمل المشؤوم- تقضي يومها نحيبا على قبر ولدها الوحيد، وكيف سيقنعها للإلتحاق بجنب عائلات الضحايا بطنجة، وذلك أجدى، وسيرتاح ولدها بقبره عند كشف الحقيقة وتحقيق العدالة ،بعد محاولة طمسها بدفن الضحايا تحت جنح الظلام ، وهكذا سيعمل على تسهيل ذلك ومساعدتها في الاستقرار المؤقت.
للإحاطة ببعض فصول هذه الحكاية المأساة، وبعد نضال طويل سيتم انتزاع سكن ، والتعويض بمبالغ مالية، في انتظار تنفيذ حكم المحكمة على شركة أمانديس ومسؤوليتها في الحادث.
مساء تأبين الفقيد بوبكر الخمليشي، كنت أرقب تلك السيدة القادمة من وزان، بخيمة التأبين حيث تتوالى الشهادات في حق الراحل، كم كانت تود أخذ الكلمة لو كانت تمتلك شجاعة الحديث في حضرة الحضور الكبير،على غرار عاملات يحتفظن لبوبكر بجميل الدعم والتضامن خلال اعتصامات عمالية، وقد أدهشن الحضور لمدى عفوية وصدقية كلماتهن.
لترقد روحك بسلام بوبكر، بعد هذا المسار الذي تعرف خلاله الاستكانة، ولم يتسلل قط الإحباط والتعب لروحك الوديعة.