نرثي الموتى، ومن يرثي الأموات/الأحياء؟!!
متى نحيا؟ متى نتحد؟ وكيف؟
لا يفوت المناضلون وغير المناضلين فرص رثاء الموتى والشهداء، وحتى "رفع أكف الضراعة" من أجل الشفاء، خاصة في صفوف العائلات والأصدقاء والرفاق..
ليس ذلك عيبا، إذا كان نابعا من صدق المشاعر ونبلها ومن ود العلاقات الإنسانية والاجتماعية ومن عمق الالتزام النضالي..
إنه واجب إنساني قبل أن يكون واجبا نضاليا.
جميل أن نرثي موتانا، اعترافا بطيبوبتهم وبجميلهم، وتقديرا لبطولاتهم وانتصارا لقضاياهم..
لكن، لابد نذكر موتانا/موتاهم بما لهم وما عليهم، وكذلك الأموات/الأحياء؛ وفي ذلك عبرة..
"من يعمل مثقال ذرة خيرا" يسجله التاريخ قبل أن نسجله نحن، و"من يعمل مثقال ذرة شرا" يسجله التاريخ أيضا وقبل أن نسجله نحن.. وبالتالي فلا مجال، دائم وثابت، لمقولة "اذكروا أمواتكم بخير"!!
من يذكر بخير، قد فرض ذلك بنفسه أولا على الأعداء قبل الأصدقاء..
من يذكر بخير، قد فرض ذلك، في أحيان كثيرة بدمه وحياته وحريته ومعاناته (حال الشهداء والمعتقلين السياسيين والمشردين...)، وليس بلباسه أو لونه أو عرقه أو دينه أو لغته أو ماله وممتلكاته أو بعلاقاته أو شعاراته أو ادعاءاته أو حتى بجيوشه أو بطشه؛ بل بخيره، أي بإنجازاته فكرا وممارسة...، وبما يخدم قضية شعبه والإنسانية جمعاء..
ليس سهلا أن تذكر بخير، على عكس أن تذكر بشر..
من السهل أن تذكر بشر. ليس بالضرورة أن تكون شريرا؛ يكفي أن تكون صادقا ويكفي أن تجهر بالحقيقة.. ديدن النظام وزبانيته وباقي المتملقين ولاعقي الأحذية أن يشوهوا التاريخ وأن يمسخوا الحقيقة..
يذكرون الشهداء بشر، وكذلك المناضلين وكل بنات وأبناء شعبنا غير السائرين/السائرات وراء سرابهم المفضوح، دينا ودنيا...
ونحن، كيف نذكر بخير من عذبنا وشردنا وأطفالنا ومزق صفوف عائلاتنا؟!!
كيف نذكر بخير من أحرق أكباد أمهاتنا وآبائنا وفلذات أكبادنا، إناثا وذكورا؟!!
كيف نذكر بخير من نهب خيرات شعبنا، برا وبحرا وجوا؟!!
كيف نذكر بخير من أكل من لحمنا وشرب من دمنا؟!!
كيف نذكر بخير من يتمنا وصادر أحلامنا، بل أحلام شعبنا؟!!
كيف نذكر بخير من يسعى الى قتل الأمل فينا؟!!
كيف نذكر بخير من كذب علينا (وعود النهار يمحوها الليل، ووعود الليل يمحوها النهار)؟!!
كيف نذكر بخير من ساقنا الى المقصلة؟!!
كيف نذكر بخير من يتلذذ في معاناتنا، وفي "سقوطنا" وفي "عجزنا"..
كيف نذكر بخير من باعنا في سوق النخاسة؟!!
كيف نذكر بخير من خاننا؟!!
كيف نذكر بخير من يمارس الخبث باسم النضال؟!!
كيف نذكر بخير من تستر على كل هذا ال"من..."؟!!
كيف نصافح كل هذا ال"من..." ومن تستر عليه؟!!
إنه الحد الفاصل بيننا وبينهم..
إنها أنهار دماء...
لنا/لشعبنا ذاكرة حية ومتقدة..
لا مفر من المحاسبة والمحاكمة، غدا أو بعد غد..
"الشعب، كما التاريخ، يمهل ولا يهمل"..
نرثي الرفاق الذين رحلوا قبل الأوان أو في الأوان، سيان...
نرثي البسطاء من بنات وأبناء شعبنا.. نرثي المنسيات والمنسيين.. نرثي الضحايا، نرثي الشرفاء (موقفا وممارسة)، نرثي العمال والفلاحين الفقراء...
نرثي الشهداء، اعتزازا وافتخارا وتقديرا، وكذلك التزاما ووفاء للعهد...
ليس رثاء الأموات سهلا.. إنها مسؤولية تقتضي قول الحقيقة، سواء مع أو ضد.. وفي هذه الحال، الرثاء طريق نحو الحياة كما نحو الموت..!!
لكن من يرثي الأموات/الأحياء؟!!
من يرثينا؟!! من يجهر بحقيقتنا؟!! من يسمعنا "مر الكلام"؟!! من "يرمي الكلمة في بطن الظلمة لتحبل سلمى"؟!!
ليس تشفيا أو حقدا أو ازدراء أو نكوصا، إنها مسؤوليتنا جميعا؛ إنها ثورة حتى النصر...
وليس تباهيا كميا أو مزايدة شكلية أو تسابقا نحو الفتات..
إنه ليس انزلاقا مفروضا أو مفتوحا نحو المجهول أو الحضيض...
رثاء المناضلين هو النقد البناء وليس الطعن أو التشويش أو الافتراء والتضليل؛
رثاء المناضلين هو بسط عناصر الحقيقة وإبراز نقط القوة والضعف واقتراح الحلول والبدائل...
ورثاء الذات هو النقد الذاتي، هو مساءلة الذات، وليس تقديس الذات أو بالمقابل جلدها أو الاستسلام...؛
إن الرثاء مطلوب للموتى والأموات/الأحياء، خدمة للقضية...
إن الرثاء هنا بمعنى قول الحقيقة، ولو مرة أو فاضحة، من قبل ومن بعد...
إنها نقطة البداية.. إنها عنصر ثقة..
إننا، وأقصد القوى الثورية عبر العالم، نعيش ظرفية صعبة، محليا ودوليا. والمعضلة الأساسية تكمن في ذواتنا. فإلى أي حد نستطيع مواجهة المد الجارف للامبريالية والصهيونية والرجعية، بإفريقيا وأمريكا وآسيا...؟
بدون أوهام، لنراجع أوراقنا..
هذه حالنا الآن.. حال العجز والضعف وحتى البؤس، رغم الشعارات والصور البراقة (الخادعة)..
أقولها بصوت مرتفع وبكل مسؤولية وللتاريخ.. لا أقصد الاستسلام أو التيئيس، بل بالعكس تماما.. أدعو الرفاق وكافة المناضلين الثوريين، منسجمين ومتحدين وملتزمين، الى مواصلة المشوار بكل ما يستدعيه الأمر من تضحيات.. فالانطلاق من الحقيقة، ولو تكن مرة، بداية سليمة لرفع التحدي وصنع المستقبل، مستقبل شعب..
لشعبنا رصيد هائل من الانتصارات والدروس، لنكن في مستوى حمل المشعل وتحقيق الآمال والأحلام..
لنبادر الى توحيد جهودنا/صفوفنا على قاعدة صلبة، وليس على قاعدة هشة محكومة بالعاطفة أو الأحقاد وتصفية الحسابات..
لا يفوت المناضلون وغير المناضلين فرص رثاء الموتى والشهداء، وحتى "رفع أكف الضراعة" من أجل الشفاء، خاصة في صفوف العائلات والأصدقاء والرفاق..
ليس ذلك عيبا، إذا كان نابعا من صدق المشاعر ونبلها ومن ود العلاقات الإنسانية والاجتماعية ومن عمق الالتزام النضالي..
إنه واجب إنساني قبل أن يكون واجبا نضاليا.
جميل أن نرثي موتانا، اعترافا بطيبوبتهم وبجميلهم، وتقديرا لبطولاتهم وانتصارا لقضاياهم..
لكن، لابد نذكر موتانا/موتاهم بما لهم وما عليهم، وكذلك الأموات/الأحياء؛ وفي ذلك عبرة..
"من يعمل مثقال ذرة خيرا" يسجله التاريخ قبل أن نسجله نحن، و"من يعمل مثقال ذرة شرا" يسجله التاريخ أيضا وقبل أن نسجله نحن.. وبالتالي فلا مجال، دائم وثابت، لمقولة "اذكروا أمواتكم بخير"!!
من يذكر بخير، قد فرض ذلك بنفسه أولا على الأعداء قبل الأصدقاء..
من يذكر بخير، قد فرض ذلك، في أحيان كثيرة بدمه وحياته وحريته ومعاناته (حال الشهداء والمعتقلين السياسيين والمشردين...)، وليس بلباسه أو لونه أو عرقه أو دينه أو لغته أو ماله وممتلكاته أو بعلاقاته أو شعاراته أو ادعاءاته أو حتى بجيوشه أو بطشه؛ بل بخيره، أي بإنجازاته فكرا وممارسة...، وبما يخدم قضية شعبه والإنسانية جمعاء..
ليس سهلا أن تذكر بخير، على عكس أن تذكر بشر..
من السهل أن تذكر بشر. ليس بالضرورة أن تكون شريرا؛ يكفي أن تكون صادقا ويكفي أن تجهر بالحقيقة.. ديدن النظام وزبانيته وباقي المتملقين ولاعقي الأحذية أن يشوهوا التاريخ وأن يمسخوا الحقيقة..
يذكرون الشهداء بشر، وكذلك المناضلين وكل بنات وأبناء شعبنا غير السائرين/السائرات وراء سرابهم المفضوح، دينا ودنيا...
ونحن، كيف نذكر بخير من عذبنا وشردنا وأطفالنا ومزق صفوف عائلاتنا؟!!
كيف نذكر بخير من أحرق أكباد أمهاتنا وآبائنا وفلذات أكبادنا، إناثا وذكورا؟!!
كيف نذكر بخير من نهب خيرات شعبنا، برا وبحرا وجوا؟!!
كيف نذكر بخير من أكل من لحمنا وشرب من دمنا؟!!
كيف نذكر بخير من يتمنا وصادر أحلامنا، بل أحلام شعبنا؟!!
كيف نذكر بخير من يسعى الى قتل الأمل فينا؟!!
كيف نذكر بخير من كذب علينا (وعود النهار يمحوها الليل، ووعود الليل يمحوها النهار)؟!!
كيف نذكر بخير من ساقنا الى المقصلة؟!!
كيف نذكر بخير من يتلذذ في معاناتنا، وفي "سقوطنا" وفي "عجزنا"..
كيف نذكر بخير من باعنا في سوق النخاسة؟!!
كيف نذكر بخير من خاننا؟!!
كيف نذكر بخير من يمارس الخبث باسم النضال؟!!
كيف نذكر بخير من تستر على كل هذا ال"من..."؟!!
كيف نصافح كل هذا ال"من..." ومن تستر عليه؟!!
إنه الحد الفاصل بيننا وبينهم..
إنها أنهار دماء...
لنا/لشعبنا ذاكرة حية ومتقدة..
لا مفر من المحاسبة والمحاكمة، غدا أو بعد غد..
"الشعب، كما التاريخ، يمهل ولا يهمل"..
نرثي الرفاق الذين رحلوا قبل الأوان أو في الأوان، سيان...
نرثي البسطاء من بنات وأبناء شعبنا.. نرثي المنسيات والمنسيين.. نرثي الضحايا، نرثي الشرفاء (موقفا وممارسة)، نرثي العمال والفلاحين الفقراء...
نرثي الشهداء، اعتزازا وافتخارا وتقديرا، وكذلك التزاما ووفاء للعهد...
ليس رثاء الأموات سهلا.. إنها مسؤولية تقتضي قول الحقيقة، سواء مع أو ضد.. وفي هذه الحال، الرثاء طريق نحو الحياة كما نحو الموت..!!
لكن من يرثي الأموات/الأحياء؟!!
من يرثينا؟!! من يجهر بحقيقتنا؟!! من يسمعنا "مر الكلام"؟!! من "يرمي الكلمة في بطن الظلمة لتحبل سلمى"؟!!
ليس تشفيا أو حقدا أو ازدراء أو نكوصا، إنها مسؤوليتنا جميعا؛ إنها ثورة حتى النصر...
وليس تباهيا كميا أو مزايدة شكلية أو تسابقا نحو الفتات..
إنه ليس انزلاقا مفروضا أو مفتوحا نحو المجهول أو الحضيض...
رثاء المناضلين هو النقد البناء وليس الطعن أو التشويش أو الافتراء والتضليل؛
رثاء المناضلين هو بسط عناصر الحقيقة وإبراز نقط القوة والضعف واقتراح الحلول والبدائل...
ورثاء الذات هو النقد الذاتي، هو مساءلة الذات، وليس تقديس الذات أو بالمقابل جلدها أو الاستسلام...؛
إن الرثاء مطلوب للموتى والأموات/الأحياء، خدمة للقضية...
إن الرثاء هنا بمعنى قول الحقيقة، ولو مرة أو فاضحة، من قبل ومن بعد...
إنها نقطة البداية.. إنها عنصر ثقة..
إننا، وأقصد القوى الثورية عبر العالم، نعيش ظرفية صعبة، محليا ودوليا. والمعضلة الأساسية تكمن في ذواتنا. فإلى أي حد نستطيع مواجهة المد الجارف للامبريالية والصهيونية والرجعية، بإفريقيا وأمريكا وآسيا...؟
بدون أوهام، لنراجع أوراقنا..
هذه حالنا الآن.. حال العجز والضعف وحتى البؤس، رغم الشعارات والصور البراقة (الخادعة)..
أقولها بصوت مرتفع وبكل مسؤولية وللتاريخ.. لا أقصد الاستسلام أو التيئيس، بل بالعكس تماما.. أدعو الرفاق وكافة المناضلين الثوريين، منسجمين ومتحدين وملتزمين، الى مواصلة المشوار بكل ما يستدعيه الأمر من تضحيات.. فالانطلاق من الحقيقة، ولو تكن مرة، بداية سليمة لرفع التحدي وصنع المستقبل، مستقبل شعب..
لشعبنا رصيد هائل من الانتصارات والدروس، لنكن في مستوى حمل المشعل وتحقيق الآمال والأحلام..
لنبادر الى توحيد جهودنا/صفوفنا على قاعدة صلبة، وليس على قاعدة هشة محكومة بالعاطفة أو الأحقاد وتصفية الحسابات..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire