جمعية شموع للمساواة
بيان 8 مارس 2021
"النساء والإنسانية لاتحتفل بالقهر وهدر الحقوق، النساء والإنسانية ومن ضمنها شموع للمساواة تناضل من أجل إحقاق الحقوق والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل"
لم يكن يوم الثامن من مارس #8_مارس #٨_اذار من كل سنة أبدا عيدا للاحتفال بالمرأة، بل يوما لتقييم حصيلة التقدم الإنساني نحو المساواة الكاملة بين المرأة والرجل.
فمنذ أن خرجت حركة "الخبز والورد" يوم 8 مارس 1908 تطالب بكافة الحقوق الأساسية للمرأة، وعلى رأسها المساواة في ظروف العمل، استمرت وإلى اليوم الحركة الإنسانية في العالم في النضال من أجل عالم يحقق المساواة بين المرأة والرجل في كل المجالات.
ومنذ أن اعتمدت الأمم المتحدة يوم 08 مارس 1977 كيوم أممي للوقوف على وضعية المساواة بين المرأة والرجل والحركة الإنسانية والنسائية -والتي تعتبر شموع للمساواة جزء منها- تناضل إلى اليوم من أجل عالم تستطيع النساء فيه العيش بكرامة ومساواة مع الرجل.
وقد استمرت المرأة عبر العالم ما بين 8 مارس 2020 و 8 مارس 2021، في النضال لمواجهة الاستغلال الطبقي والتمييز الجنسي، وهي السنة التي عرفت إبانها البشرية فتكا مزدوجا لجائحة كورونا وجائحة تفاقم الاستبداد.
وفي المغرب تزداد مأساة المرأة المغربية في نضالها من أجل تحقيق المساواة، بسبب وجود تشريعات متخلفة تنهل من التقاليد والثقافة الذكورية السائدة، وبسبب وضع حقوقي هش ومزر، حيث تعاني النساء من الأمية والهدر المدرسي، نظرا لبعد المدارس في القرى عن الفتيات؛ وبسبب الوضع التعليمي الهش، حيث تشتغل معظم النساء في القطاع الغير مهيكل، وفي ظل قانون شغل هش لا يوفر الحماية للشغيلة عموما، والنساء بصفة خاصة، إذ تشتغل بعض النساء في الحقول الأسرية الصغيرة بدون أجر.
كما نسجل تعرض النساء لعدة حوادث شغل، وهو ما يؤكد ضعف حماية قوانين الشغل لهن؛ ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : معاناة النساء المغربيات في حقول التوت، تعرض العاملات الزراعيات لحوادث مميتة، وحادث وفاة عاملات مصنع النسيج بطنجة، والعنف الذي مورس على حمالات باب سبتة، و معانات نساء قطاع الصحة يضاف إلى كل ماسبق استمرار تزويج القاصرات، وهو ما يضاعف العنف الممارس عليهن..
وبسبب السياسات المتبعة التي واكبت الحجر الصحي تأثرت النساء بشكل مضاعف إذ تنامى العنف في المنازل (55٪ حسب الإحصائيات الرسمية)، وفقدت العديد من النساء عملهن لأن أغلبهن يشتغلن في القطاع غير المهيكل. بل وحرمت العديد من النساء من الدعم الهزيل الذي خصصته الدولة نظرا للقوانين والتشريعات الذكورية التمييزية التي تجعل من الأب المطلِّق والغير حاضن على الأطفال هو الولي..
وتظل وضعية الهشاشة أكبر عنف مسلط على المرأة حيث أن 11 مليون امرأة مغربية بدون شغل، ويفاقم وضعها الهش هذا تراجع مختلف الخدمات العمومية من صحة وتعليم ونقل وسكن... وواقع مغربي يحرمها من أبسط الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وأمام غياب برامج تعليمية وإعلامية للتربية على المساواة يسود الفكر الذكوري المتخلف، مما ينعكس على تشريع يتساهل مع قضايا التحرش والعنف ضد النساء، ولا يوفر الحماية لهن علما أن للعنف المسلط على النساء كلفة اقتصادية واجتماعية باهضة.
وفي ظل كل هذا تظل المرأة مغربيا وعالميا تقاوم الإمبريالية والرأسمالية المتوحشة، كما تقاوم الاستيطان في فلسطين، وهنا لا بد من أن نؤكد تضامن شموع للمساواة مع الأسيرات الفلسطينيات حيث عرفت سنة 2020 إضافة 118 أسيرة لسجون الاحتلال، ومع نضال المرأة في العالم من أجل المساواة بين المرأة والرجل.
08 مارس 2021
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire