المصنع المخزني أنتج الضباع والمغتصبين والانتحاريين :
إن صناعة هذا الجيل المعاق والمكبوت والمجهل، لم تكن وليدة الصدفة، بل تمت منذ سنين في مختبر الدولة المخزنية، طبخة وضعت على نار هادئة منذ سنين، وأشرف عليها أمهر طباخي البهارات السامة، وتمت كالتالي :
- تخريب النظام التعليمي، بحشوه بالخرافات والترهيب، مع إلغاء بذور التنوير والتحديث، وضرب مقومات استعمال العقل وثقافة الفنون والتفكير النقدي في مناهج التدريس.
- إشاعة جو من ترهيب السلطة واستبدادها بالمواطنين، تهدف حماية السلطة ودوامها لا حماية المواطن، حيث كان الهاجس الامني خلق رعايا تابعين، في جو من الخوف والرهبة من السلطة.
- توجيه كل طاقة الأجهزة الأمنية لكبح المعارضين السياسيين والتضييق على الفكر المتنور، والإهمال المقصود لأمن الناس في معيشهم، إلى درجة أن المؤسسة السجنية أصبحت مدرسة لتخريج الإجرام، خصوصا مع آلية العفو التي تخرج الوحوش للفتك بالناس.
- تشجيع مربعات إجرامية، محفوظة لكبار "البزناسة" في كل المناطق، ضمانا لريع تجارة الممنوعات، وكعين للسلطات على ساكنة هاته المربعات.
- دخول الحقل الديني في تناغم مع هاته المربعات الإجرامية، من خلال تغذية خلايا التكفيريين من ذات المستنقع، وتشغيل دينامية الإرهاب من رحمه، بحمولتها الذكورية المريضة والدموية التقتيلية.
- رفع الدولة ليدها عن القطاعات الاجتماعية، خصوصا التشغيل والتعليم، جعل جيلا من الشباب عرضة للضياع والاستيلاب، ومستعدا لبيع نفسه في سوق من يدفع أكثر، ولو كان المشتري صاحب حزام ناسف.
- انحسار الثروة في يد قلة من العائلات المتنفذة على السلطة، مما يجعل اقتتال الطبقات المسحوقة على لقمة العيش بركانا أيلا للانفجار في أي لحظة.
كل هذا الضغط السلطوي الموجه والمنظم والمرتب، لا يمكن إلا أن يفرخ جيلا من الضباع كما قيل ذات زمن، جيلا من الانتحاريين، جيلا من المغتصبين، جيلا من المضطربين نفسيا، جيلا من الضياع الذي تمت برمجته من طرف نفس مشروع الدولة الحاكمة.
إن العلاج، لا يكون بتفكيك التمضهرات، بقدر ما يكون بتمحيص المسببات من المنبع، فخيارات الدولة المركزية عملت منذ سنين على التفكيك الأسري للمجتمع، ضرب أي إمكانية لإشاعة الديمقراطية الحقة وحقوق الإنسان، وتحكمت في توزيع الثروة فقط على خدامها وحاشية الحكم.
إليكم النتيجة إذن : تعفن الرأس والجسد.
في الحاجة لمضادات حيوية عاجلة، أو سنضطر للبحث عن رأس وجسد آخر.
ملحوظة : صورة لمحاولة اغتصاب تلميذة في واضحة النهار.
منعم وحتي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire