القاص المغربي سعيد منتسب |
مع الأحكام التي التفت حول أعناق أشراف الريف التواقين إلى تأمين كرامة ثابتة، يحق للبلاد أن تتشح بالسواد، لأنها تخلو- كما يبدو- من رجال يعرفون أن الدفء يحن إلى الدفء، وأن المغاربة يستطيعون أن يميزوا بين الخائن و"الوطني"، وبين المتآمر والاتكالي، وبين الذي يسلو عن انكساراته بالاستغراق في الخضوع، وبين الذي يتمرد على كل أشكال الاستحواذ والاستبداد.
ماذا فعل أبناء الريف الطيبين ليستحقوا كل ذلك الجور الذي يعكس ضياعا جارفا وتخبطا قاصما يعربد في رؤوس صانعيه؟
هل نصدق أنهم تخابروا مع "جهات أجنبية" (لا نعلم من هي !) لتحويل البلاد إلى محضنة للنزال الحربي والتخريب؟
هل نصدق أنهم عقدوا صفقات بمليارات الدولارات لشراء المدافع والدبابات، وأعدوا العدة والعتاد لإعلان "جمهورية الريف" المزعومة؟
هل استفاقوا ذات صباح داكن، وقرروا من تلقاء أنفسهم، أن يخرجوا إلى الشارع، للاحتجاج على "الطحن" و"فساد الوزراء" و"تجميد" المشاريع وتهريبها؟
هل قرروا أن يصبحوا زعماء عن عمد وسبق إصرار، وأن يكفوا عن التسكع الطويل والاعتيادي على أرصفة الريف، لأنهم تشبعوا بـ "مخدر قوي" اسمه عبد الكريم الخطابي؟
هل تعتقدون يا صناع الأحكام ومدبرو الملفات وماسكو الأختام أن المغاربة أغبياء، وأن بوسع طبيخكم أن يقنعهم بأن خيرة أبنائهم وأشرفهم خونة ومتآمرون؟
إنها ورطتكم أنتم الذين تجبروننا على تناول قرص الغيظ الكثيف على نحو يومي دؤوب. ورطة العناد الأسود الذي يهدد قوة الدولة، قبل أن يهدد صبر الوطن.
إنكم يا سادة تصافحون الكارثة القادمة (لا ريب فيها) بكثير من الود والشوق، حتى لا تظهروا أمام الناس بمظهر الضعيف المخطئ. إنكم تضحون بوطن بكامله حفاظا على وحل وجوهكم ونتانة طبيخكم وانهيار سياساتكم.
ماذا تعني تلك الأحكام إذا كان "القرار المركزي" قد سخط مثلما سخط زعماء الحراك؟ وماذا تعني تلك الأحكام إذا ثبت أن المدبرون السياسيون والإداريون كانوا يقضمون جسد الريف على مهل، ليحولوه إلى متاهة لا تنتهي؟
ما معنى تلك الأحكام إذا كان الملف المطلبي لزعماء الحراك صار هو النموذج التنموي لمنطقة الريف، وإذا كان صوتهم هو الصوت الحالي لمسؤولي الدولة؟
إن الدموع تتمنع إذا كان هذا الوطن يجحد أبناءه، وإذا كان يصر بجلافة على سحبهم من أحضانه..
ماذا فعل أبناء الريف الطيبين ليستحقوا كل ذلك الجور الذي يعكس ضياعا جارفا وتخبطا قاصما يعربد في رؤوس صانعيه؟
هل نصدق أنهم تخابروا مع "جهات أجنبية" (لا نعلم من هي !) لتحويل البلاد إلى محضنة للنزال الحربي والتخريب؟
هل نصدق أنهم عقدوا صفقات بمليارات الدولارات لشراء المدافع والدبابات، وأعدوا العدة والعتاد لإعلان "جمهورية الريف" المزعومة؟
هل استفاقوا ذات صباح داكن، وقرروا من تلقاء أنفسهم، أن يخرجوا إلى الشارع، للاحتجاج على "الطحن" و"فساد الوزراء" و"تجميد" المشاريع وتهريبها؟
هل قرروا أن يصبحوا زعماء عن عمد وسبق إصرار، وأن يكفوا عن التسكع الطويل والاعتيادي على أرصفة الريف، لأنهم تشبعوا بـ "مخدر قوي" اسمه عبد الكريم الخطابي؟
هل تعتقدون يا صناع الأحكام ومدبرو الملفات وماسكو الأختام أن المغاربة أغبياء، وأن بوسع طبيخكم أن يقنعهم بأن خيرة أبنائهم وأشرفهم خونة ومتآمرون؟
إنها ورطتكم أنتم الذين تجبروننا على تناول قرص الغيظ الكثيف على نحو يومي دؤوب. ورطة العناد الأسود الذي يهدد قوة الدولة، قبل أن يهدد صبر الوطن.
إنكم يا سادة تصافحون الكارثة القادمة (لا ريب فيها) بكثير من الود والشوق، حتى لا تظهروا أمام الناس بمظهر الضعيف المخطئ. إنكم تضحون بوطن بكامله حفاظا على وحل وجوهكم ونتانة طبيخكم وانهيار سياساتكم.
ماذا تعني تلك الأحكام إذا كان "القرار المركزي" قد سخط مثلما سخط زعماء الحراك؟ وماذا تعني تلك الأحكام إذا ثبت أن المدبرون السياسيون والإداريون كانوا يقضمون جسد الريف على مهل، ليحولوه إلى متاهة لا تنتهي؟
ما معنى تلك الأحكام إذا كان الملف المطلبي لزعماء الحراك صار هو النموذج التنموي لمنطقة الريف، وإذا كان صوتهم هو الصوت الحالي لمسؤولي الدولة؟
إن الدموع تتمنع إذا كان هذا الوطن يجحد أبناءه، وإذا كان يصر بجلافة على سحبهم من أحضانه..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire