رسالة تضامن موجهة للأستاذ سعيد ناشيد.
بعد التحية والسلام مع أسمى عبارات التضامن والمآزرة.
الأستاذ سعيد ناشيد؛ وانا أقرأ ما كتبته، استشعرت الأسى في نبراتك، مرارة كلماتك أصابتني بنوع من الحكرة بالإضافة إلى الإحساس بالخطر المحدق بكل متشبث بمبادئ التفكير الحر والعقلاني، في طيات صرختك أحسست بحجم المعاناة والضربات والهجمات التي تلقيتها في صمت والتي ارتبطت بشكل مباشر بممارستك لفعل الكتابة والتعبير عن رأيك.
الأستاذ سعيد ناشيد؛ محنتك وصرختك تضعنا أمام جريمة اغتيال للعقل مكتملة الأركان، فمرة أخرى لم يجد أعداء الفكر والعلم ومحبو الظلام سلاحاً يحاربون به الفكر الحر سوى التضييق الممنهج والقتل الرمزي والبطيء لكل حامل للفكر الحر المنفلت من قوالب الذجل.
الأستاذ سعيد ناشيد؛ لم نفاجئ مما اقترفته قوى الظلام في حقك فمن قتل حسين مروة ومهدي عامل وفرج فوذة وبنعيسى والمعطي واللائحة طويلة ومن لم يسلم من بطشهم حتى قطع رأس تمثال الفيلسوف أبو العلاء المعري في سوريا، فبإمكانهم فعل أي شيء أخر ماعدى مقارعة الفكرة بالفكرة وإعمال العقل فذلك ليس عليهم بسهل.
ما يحدث لك اليوم أستاذ سعيد ناشيد من محاولة تدمير ليس بطارئ أو حدث عابر في الزمان والمكان بل هو حلقة من مسلسل ابتدأ منذ زمان ، حدث يعيد للواجهة وبامتياز معركة الأزل بين العقل العلمي الحر في مواجهة سلطة العقل الفقهي الأصولي الكهنوتي الذي يدور في دائرة الجهل والعتمة .
محنتك الأستاذ سعيد ناشيد، تؤكد وبالملموس أننا أمام محاولة استنبات محاكم تفتيش جديدة وأن قوى الغدر والظلام مستعدة وفي أي لحظة أن تسل سيوف السلطة التي اعتلوا كرسيها بتواطئهم المكشوف وبنفاقهم واستغلالهم للدين أبشع استغلال وبانبطاحهم المذل للمخزن الذي وظفهم أحسن توظيف في الدفاع عن رأس المال و الإجهاز على مكتسبات ومصالح الفئة العريضة من الشعب المغربي.
سرديتك الأستاذ سعيد ناشيد، تدين القوى الظلامية وتثبت تورطهم المتوقع في الاستغلال الوضيع والفظيع لمؤسسات الدولة في تصفية الحسابات مع من يقفون على طرف النقيض من أفكارهم وتوجهاتهم. ويسعون بكل الوسائل إلى إسكات الأصوات الحرة التي لا تملك سوى ملكة التفكير والتعبير بالقلم والكتابة
في الأخير اسمح لي أستاذ سعيد ناشيد أن أوجه رسالة باسمك وباسم كل التواقين إلى الحرية والعدل والمواساة وباسم كل المتنورين والحداثيين ومناصري العقل ،لأقول لكل الظلاميين انتم قلتم لن تسلموا أخاكم ونحن نقول لكم ولكل من يدور في فلككم لن نسلمكم زمام عقولنا ولن نترك الثور الأبيض يقتل (بضم الياء)؛ ليتسع لكم المرعى . مصيركم المحتوم في مزبلة التاريخ وحتما سينتصر العقل ويسود الأنسان.
عزيز الديش
باحث في العلوم الاجتماعية
جامعة غرناطة - اسبانيا-
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire