لعل أهم لقاء جمعني بالفقيدة غزلان بنعمر، وظل حاضرا بذاكرتي، بل استفزني لكسر قاعدة المجالس أمانات.
كان ذلك سنة 2015 على هامش إحدى مسيرات ساكنة طنجة ضد شركة أمانديس التي شدت الرأي العام، وأعادت بعض التوهج والصدى النضالي القوي لطنجة بعد حركة عشرين فبراير.
على مائدة عشاء رفقة الصديق محمد الموساوي، كان لدينا نحن الثلاثة متسع من الوقت للحديث عن حركة عشرين فبراير، والتي تبقى غزلان أحد أيقوناتها، والحامية لكثير من أسرارها، كما ستبقى لتجربة طنجة بعض خصوصياتها وفرادتها..
تخلل الجلسة الكثير من البوح لمدى الخيبات والخسارات الذاتية، والجماعية، وبعض الحسرة على لحظة تاريخية لن تتكرر في القريب.
عندها أخبرتنا غزلان بكثير من المرارة كيف صدت كل الأبواب في وجهها من أجل حقها في فرصة عمل تستجيب لمؤهلاتها العلمية- مهندسة- ، فقد كانت تسبقها سيرتها النضالية عن مؤهلاتها العلمية والمهنية.
ستشتغل غزلان بشركة رجل الأعمال الشهير الذي كان قريبا من حركة عشرين فبراير-أو هكذا تمظهر حينها- غير أن الصدمة كانت مضاعفة عندما سيوجه لها هذا الأخير أول نصيحة وتوجيه عمل وذلك بأن تترك قناعاتها النضالية جانبا إن أرادت النجاح المهني.
كان حديث طويل ومتشعب، كنا متحررين نسبيا من ضغط وسياقات الحركة، تبادلنا الكثير من الأسرار، ووقفنا على العديد من المحطات.
وعدتنا غزلان في آخر الجلسة بالمساهمة معنا في تجربة أنوال بريس.
ونحن نتوادع على قارعة ساحة صور المعكازين، ألقيت على مسامعها قصيدة للمجاطي تكثف فرادة ومجون طنجة، عبرت عن إعجابها بالقصيدة وافترق كل لسبيله.
بعدها بمدة استفسرت الصديق الموساوي عن سبب تواري غزلان، ليخبرني إصابتها بالمرض اللعين، وقرارها الانسحاب لمقاومة المرض بهدوء وكبرياء.
وداعا غزلان
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire