اليوم تحل ذكرى ميلاد نبي الرواية الكاتب الكبير الروسي فيودور دوستويفسكي ( 11 نوفمبر1821 ) أحد أعظم الروائيين في العالم والذي ترجمت أعماله إلى كل لغات العالم تقريبا وأصبحت مصدر إلهام للفكر والأدب المعاصرين وأصبح اسمه مُعادلا للعمق النفسي والإنساني . أدعى لا حقًا العديد من الفلاسفة والعلماء بنوّتهم له. ترك أكبر الأثر على أندريه جيد، نيتشه، سارتر، سيجموند فرويد، ألبير كامو وغيرهم كثر...... فتنت رواياته القُرَّاء عبر العالم ووضعتهم وجها لوجها مع معضلات المعنى، الوجود، الخير والشر وكان واحدًا من هؤلاء القلة الذين استطاعوا أن يحتفظوا لأدبهم بصلاحية القراءة الأبدية وقد ترجمت أعماله إلى العديد من لغات العالم وأصبحت أفكارها وشخصياتها جزءا من تراث البشرية الأدبي والروحي..
إكتشاف دوستويفسكي يشبه كما يقول الكاتب الأرجنتيني بورخيس: " اكتشاف الحب للمرة الأولى، أو مثل اكتشاف البحر فهو علامة على لحظة هامة في رحلة الحياة "
لقد كان ديستويفسكي نبيًا، حملت رسالته من الإنسانيّة والرحمة ما يكفي لنُدرك أن صراع الإنسان مع المعاناة والألم صراع أزلي. كُلنا خَطَّائين، والألم قدرنا جميعًا، والخلاص الوحيد هو أنْ نكون أكثر إنسانيّة، أكثر رحمة، أكثر تسامحًا وتواضعا. لم تكن نُبُوءة ديستويفسكي طرحًا لماوراء الموت، لم تكن إجابة على أي إشكاليَّات ميتافزيقيّة، كانت إنسانية: كُلنا مذنبون، ورحمة الخالق تنال أكثرنا قدرة على الاعتراف بذنوبه والتسامح مع ذنوب الآخرين.
ويرى الكاتب دانييل غرانين أن صعوبة قراءة رواياته تكمن في أنها تجبرنا على اكتشاف ما في أنفسنا من سوء خوفا من أن نعثر فيها على تلك الأهواء التي تعصف بأبطاله، ويشعرنا بتأنيب الضمير والقضاء على كافة محاولات التهرب وتبرير الشر والفساد الأخلاقي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire