و أنا أتوجه الى الندوة الوطنية للقراءة و الكتاب بعد أقل من 36 ساعة في موعدها المحدد 23 و 24 ماي 2015...و في مكانها المقرر: المكتبة الجامعية محمد السقاط....في هذه اللحظة بالذات...تذكرت نصا كتبته كنوع من الحلم في أواخر سنة 2012 أعيد نشره...
إننا لا نودع في أي لحظة زمنا مضى...بل نستقبل زمنا آخر كاستمرار لمعاني الحق و الخير و الجمال التي تحيا في العقل و القيم... و الوجدان
نحن في لحظة ما بعد الربيع إلى الربيع...لم تمر سنة على تواجدنا بالشارع العام....نطوح و نلوح...نقتل الصمت فينا...و نلعن مائدة الإطعام و نبذر للحلم ما تبقى فينا من أمل...
وقبل أن تخبو شموع ربيعنا.... التقينا في معبد المجذوبة وتعاقدنا على استمرار الربيع في أعماقنا...
في تلك اللحظة من نهايات 2012 كتبت هذا النص لسكان هذا المعبد...
أحبابي
أحس بكن و بكم تتمسكون و تتمسكن بزوايا المعبد الجميل الذي هدانا إليه وجداننا العاقل بجنونه، و المجنون بعقله، و المحكوم بقيمه...
و أدرك أن أحبابي في المعبد يشاطروني الإحساس و الشعور و الوعي بأن سنة 2012 رسخت محبتنا و ولعت وجداننا، و جعلتنا أكثر حبا و فناء في عشقنا للحلم المشترك.
القراءة مكون أساسي لثقافة الفرد، و صاحبة الدور الكبير في تأسيس "حضارته" الشخصية و الجماعية الفاعلة و المندمجة في حضارة "الشعب/الشعوب" و في كونية الإنسان.
القراءة أيضا و هي تتفاعل بعمق مع الذات و المحيط، تولد الأفكار و الأحلام و الآمال...و لذلك كانت كل قراءة، كتابة من نوع آخر، قد تصبح إبداعا جديدا يزخرف وجودنا بجميل الكلام المفكر فيه والفكر المعبر عنه..
للقراءة توأمها السيامي هو الكتابة. فهما وجهان لفعل واحد هو بناء الإنسان، في كل أبعاده و تجلياته، في آلامه و مسراته، في انكساراته و انتصاراته، في رشده و جنونه، في سبات حلمه و حلم يقظته.
الكتابة هاجس لا يتم إلا بجودة القراءة المستمرة. وبودنهما ينسحب الإنسان من عوالم الإبداع و الحلم...
لا خوف أن نستعير من ديكارت...أنا أقرأ إذن أنا موجود...و...أنا أكتب إذن أنا أرسخ الوجود...و بهما معا أحمل الماضي (الذاكرة) إلى المستقبل لضمان استمرار الوجود.
القراءة المكتوبة و الكتابة المقروءة تنتجان في ترابطهما إنسانا قادرا على صنع الحياة وهما تصنعان له " قاموس المعنى" sens الذي يحدد الدلالة و الاتجاه...دلالة الإنسان الحالم بإنسانيته، و الاتجاه في طريق تحقيق هذا الحلم بما يبذله من جهد و ما يقدمه من تضحيات.
القراءة و الكتابة عشق
عبد الرحمان الغندور
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire