خربشة "بوكو حب"
الكثير من الحب في وطن الجفاء. الكثير من السخاء في وطن البخلاء. ومازلنا ككل مرة نرتكب خطيئة رجفة القلب، نعيد السقوط كما اعتدنا في سيمفونية " كتاب حياتي يا عين". نخرج من جرح الحزن قيحا ترفضه ضمادة النسيان. نلملم ما تبقى من كرامة العاشق باللامبالاة. في المساء، عندما يطل قمر الهائمين الجدد .. قمر أولئك الذين لم يلدغهم عقرب التبرم بعد. نكون حينها نحن في منتصف الآه.. ولا نصل الى منتهاها، بمجرد أن نقترب منها، يطل عاشق جديد، وطري كذلك..
أنا لا أحب سوى حبيبتي، امرأة من زمن "أمل دنقل" مع أنها ليست متمردة، فقط تلبس عباءة التبرم عندما أكون أنا الشرير، وامرأة أخرى شريكة في اللقطة العفوية.. أحب كذلك وطني، لكنني لم أعد أفهم قزحية موقفي، خصوصا وقد بنيت صرحه في صدري، سيجته بالعواطف، والأحاسيس الرقيقة وحتى عواصف الكلمات.. أحب التغرب في بلاد الغال أكثر، أجل أريد هذا.. المشي على خطى المتغربين، اقتفاء حزن الغائبين، وفرحة المتوجين بكرامة الإنسان.. والرفاق.. رفاقي أحبهم كذلك، أحب الصامدين خلف القضبان وخارجه، أحب الشهداء منهم والمنتحرين بحبل القهر، حتى رفاق طاطا منيب أحبهم كذلك، رغم شغبهم المفضوح الجميل.. أحب الذين يتصلون بالهاتف ولا يكون صوتي حاضرا.. وأحبهم أكثر لكونهم يؤمنون بحديث الأعذار.. محمد السادس؟ أحببته مرة واحدة، عندما قبلته شفاه امرأة جميلة على شاشة الهاتف، فقد كانت تزاحم مؤخرتها الكبيرة جسدي النحيل في سيارة أجرة كبيرة.. قالت "مشحال كيووت".. اعجبتني لهجتها الشمالية الأنثوية..
أجل نحتاج إلى الكثير من الحب، إلى القليل من الكره.. قد نجرح من قبل الآخرين، قد نتبرم من طعناتهم. وإن حاولنا التوبة من الحب، ثم عدنا إليه فلا حرج في ذلك ولا إذلال.. فنحن مدمنو البدايات الجميلة، ومعتادون على تأنيب العقل للقلب.. نحن كمدمن الاستمناء، بدايته لهفة ومتعة، نهايته ندم واستغفار.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire