samedi 12 juillet 2025

بوعبيد لم ينتحر..هولاء دفعوه ل"الانتحار" بأولاد يوسف إقليم بني ملال


 بوعبيد لم ينتحر..هولاء دفعوه ل"الانتحار" 

لا أحد تمنى النهاية المأساوية لقصة بوعبيد نواحي بني ملال، بالضبط أولاد يوسف،..
لا أحد يتفق مع الاعتداء على موظفين أثناء أداء مهامهم؛ فهم ليسوا خصوما أو أعداء، فقط طبيعة عملهم تفرض تدخلهم.(عودوا إلى شريط تكريم "لاجودان" المتقاعد المكرم بأولاد تايمة؛ بالدموع يطلب السماحة، ويكرر ظروف العمل تفرض علينا).
فكل التضامن مع رجل الوقاية المدنية المعتدى عليه، ونسأل الله له الشفاء؛ وأتفق مع تحميل المسؤولية بالدرجة الأولى لمن أعطاه أوامر بالصعود لأعلى الصهريج، وعرض حياته للخطر. 

قبل ذلك لنعد إلى أصل القصة: لماذا اختار بوعبيد الاحتجاج بهذه الطريقة؟؟؟
تابعت القصة في بدايتها، وبعدها اعتقدت خيرا بمسؤولينا، وأن القضية طويت، وفك بوعبيد اعتصامهم؛لأفاجئ صباح اليوم بأنه حدثه الأشهر الآن في المغرب في وسائط التواصل الاجتماعي، والكل يدلي بدلوه،.. 

قصة بوعبيد لم تكن تحتاج إلى كل هذا الضجيج، ولا لتعريض حياة الناس للخطر؛ فالرجل مطلبه بسيط: فتح تحقيق في الوفاة الغامضة لأبيه الجندي المتقاعد، والذي حسب رواية بوعبيد: : "توفي في ظروف غامضة..."، ويطالب بتشريح جثته. 

كان من الأجدر الاستماع له، وقبول تظلمه، وأن تفتح النيابة العامة ببني ملال التحقيق في وفاة والده. نسطر على والده، فهو لم يطالب بالتحقيق في الوفيات المشبوهة في المخافر الأمنية(ياسين شلبي نموذجا)، ولم يطالب بجثة بن بركة، ولا الجثت المدفونة تحت تكنة تازمامرت... 

من يصنع أعداء النظام والرافضون له هم أعوان النظام بالدرجة الاولى؛ فالرجل كان يختم كلامه ب"عاش الملك"، ويطلب تدخل الملك. الأصل أن يكون القضاء حاميا لحقوق الناس ومطالبهم. 

بناء عليه، بوعبيد لم ينتحر؛ وحتى أنت تتابع شريط نهايته أن الحبل الذي لفه على عنقه كان يؤمن به سقوطه، أي لم تكن نيته الانتحار لحظة مواجهته لتدخل الفرقة الخاصة(نرفض ممارسة العنف ولا مبرر له، الطريق الأمثل: النضال السلمي)، ولكن قدر الله له ما شاء. 

لنعد إلى الانتحار؛ فهولاء، في اعتقادي، من دفعوه للانتحار:
- النيابة العامة ببني ملال، بالدرجة الأولى، والتي لم تستجب لطلبه وتفتح تحقيقا في وفاة أبيه؛
- المسؤول الذي أعطى الأمر بصعود رجل الوقاية المدنية، وعرض حياته للخطر، وكان قريبا من الموت لولا لطف الله، وجب محاسبته؛
- طريقة تدخل الفرقة الخاصة؛ والتي استغلت موجة التعاطف مع رجل الوقاية المدنية المعتدى عليه، واستغلت طلب البعض بتصفية بوعبيد( عودوا إلى الأشرطة لتسمعوا السب والشتم ونعته ب"ولد الحرام"،...). 

بالنسبة لي بوعبيد ولدنا، ظروف قاهرة دفعته إلى ما أقدم عليه، مع الرفض المطلق للعنف. ورجل الوقاية المدنية ولدنا، دفعته ظروف العمل وسوء تقدر الموقف من طرف المسؤول عنه، إلى تعريض حياته للخطر. 

عدونا الحقيقي هو القضاء الذي لا يحمي حقوق المواطنين، هو القضاء الغير مستقل، هو القضاء المتلاعب بالملفات، هو القضاء المرتشي،... 

القضاء هو طريقنا نحو دولة الحق والقانون، أو طريقنا نحو الاحتقان والغضب؛ ففي كل جزء من ربوع امملكة هناك ."بوعبيدات"..فلنحذر.
حسن كريش
https://www.facebook.com/share/p/16zQFkwfGB/

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire