لشيء ونقيضه.. معضلتنا هي الرضوخ والقبول بالفتات أو معانقة "الشيطان"، باسم البطولة (الرعونة والحقد...) من أجل هزم "الملائكة"..
نحن ضد من، يا ترى؟ ومع من؟
نحن ضد النظام القائم، وبشهادة هذا الأخير (نيابة عنا وعلى رؤوس الأشهاد).. لقد حوكمنا بتهمة "المؤامرة الغاية منها قلب النظام" (خمسة عشر سنة سجنا نافذا).. لم نستسلم ولم نركع، داخل السجن وخارجه.. لم نشرب ماء ملوثا ولم نأكل خبزا مسموما.. اليوم كالبارحة.. الأمر واضح ومشهود. ونحن ضد حلفاء النظام، من رجعية وصهيونية وامبريالية.. ونحن ضد القوى الظلامية والشوفينية.. ونحن أيضا ضد الحربائية، السياسية والنقابية (الإصلاحية والانتهازية...)..
نحن، لسنا واحدا أو اثنين.. نحن جماعة، نحن شعب (عمال وفلاحون وطلبة ومعطلون...).. نحن قضية.. نحن المستقبل..
نحن النضال المبدئي والمسؤول.. ونحن الصدق النضالي..
نحن مناضلون بسطاء.. نحن مناضلون شرفاء.. نصيب كما قد نخطئ، ولا نخجل من الخطأ..
ونحن مع من، يا ترى؟
ببساطة، نحن مع النضال المبدئي المسؤول.. ونحن مع الصدق النضالي.. نحن مع الحقيقة.. نحن مع الوضوح والمبدئية والصدق..
وبالنتيجة، فبيروقراطية الأمس داخل الاتحاد المغربي للشغل هي بيروقراطية اليوم، مع المحجوب بن الصديق، كما مع الميلودي موخاريق..
كما أن الوحدة النقابية اليوم هي نفسها الوحدة النقابية الأمس..
ماذا جرى؟
ألم يكن "فك الارتباط" من أجل محاربة البيروقراطية والتصدي لها؟.. ألم يكن "تدبير الصمود" من أجل محاربتها والتصدي لها؟
هل تغيرت/تحولت البيروقراطية؟ هل "تدمقرطت"؟
ماذا حصل اليوم؟
ماذا عن "فك الارتباط"؟ وماذا عن "تدبير الصمود"؟
الجواب، من خلال البيان الختامي "للجنة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل- التوجه الديمقراطي" (08 فبراير 2015): "تؤكد كما جاء في البيان الختامي لمجلس التنسيق الوطني للتوجه الديمقراطي المجتمع يوم 17 شتنبر 2014 "تشبث جميع المنتسبين/ات للتوجه الديمقراطي بانتمائهم للاتحاد المغربي للشغل وبتسييد العلاقات الديمقراطية داخله، مع التذكير بأن جميع الإجراءات التنظيمية السابقة واللاحقة المتعلقة بفك الارتباط مؤقتا على مستوى القوانين الأساسية ــ قطاعيا وترابيا ووطنيا ــ غايتها تدبير الصمود داخل الاتحاد، ولا تمت بصلة رغم كل التأويلات المُغرضة لأي فعل انشقاقي".."
في جميع الأحوال، أكان "فك الارتباط" انشقاقا أم لا، "مغرضا" أم لا.. أو كان "تدبير الصمود" انشقاقا أم لا، ماذا حصل في صفوف البيروقراطية "المتنفذة"؟
وماذا استدعى "الاستياء من عدم إشراك الأطر النقابية للتوجه الديمقراطي في اجتماعات اللجنة الإدارية والمجلس الوطني للمركزية وفي اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحادي عشر المقرر عقده في 20 مارس المقبل"؟ ثم "الدعوة إلى الإشراك الفوري للتوجه الديمقراطي في ما تبقى من مراحل التحضير، معتبرة أن إقصاءه سيشكل طعنا في شرعية المؤتمر الحادي عشر" (عن البيان الختامي)؟
ما هي شروط "الإشراك"؟ لا أثر لها في البيان الختامي، نقرأ فقط "رفع الحيف عن الجامعة واسترجاع وضعيتها الطبيعية داخل المركزية على أسس ديمقراطية كمقدمة لتجاوز الأزمة التنظيمية مع مجموع التوجه الديمقراطي"..
ما هو مصير المطرودين؟ وماذا عن الموقف (الحوار الاجتماعي، 20 فبراير...)؟ وماذا عن الوضعية المالية للاتحاد؟...
هل القيادة البيروقراطية القائمة أو القادمة ستتصدى للمخططات الطبقية الحالية والآتية (ضرب القدرة الشرائية من خلال الزيادات المتواصلة في الأسعار، الطرد من العمل والتسريح، التضييق على الإضراب والتنظيم النقابي، الإجهاز على المكتسبات، منها التقاعد...)؟
فحسب البيان الختامي دائما، "انطلق نقاش يوم 16 يناير الأخير بين الأمانة الوطنية والكتابة التنفيذية للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي بهدف رفع الحيف عن الجامعة واسترجاع وضعيتها الطبيعية داخل المركزية على أسس ديمقراطية كمقدمة لتجاوز الأزمة التنظيمية مع مجموع التوجه الديمقراطي"..
أولا، هل هذا "النقاش" (أليس حوارا؟) هو أول نقاش مع البيروقراطية؟ وهل من طرف الجامعة بالضبط أم من طرف غيرها؟
ثانيا، ألم تعد "الأمانة الوطنية" بيروقراطية"؟ ألا يوجد بهذه "الأمانة الوطنية" رموز الفساد التي يجب أن "ترحل" حسب رموز "الديمقراطية"، مثل فاروق شهير (الرجوع الى تصريح 21 يوليوز 2012 تحت عنوان "لهذه الأسباب يجب أن يرحل فاروق شهير عن الاتحاد المغربي للشغل")؟
وماذا عن موخاريق نفسه وغيور وسليك والمنياري...؟
هل سيكون المؤتمر الوطني الحادي عشر أحسن/أجمل من المؤتمر الوطني العاشر؟
ثالثا، أليس هناك "الاتحاد المغربي للشغل-التوجه الديمقراطي" بقواعده المناضلة وقيادته المعلومة، الذي يجب أن يحاور أو "يناقش" بشفافية وديمقراطية بدل الكتابة التنفيذية للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، هذه الأخيرة التي لم "تفك الارتباط"؟
والخطير، من يقرر، وكيف، ومتى؟ ألا يتعلق الأمر ب"التوجه الديمقراطي"، نقيض "التوجه البيروقراطي"؟
لماذا تجاهل المناضلين الذين التحقوا بما يسمى ب"التوجه الديمقراطي"، أو بعضهم، تصديا بالفعل للبيروقراطية الفاسدة ومن أجل ديمقراطية حقيقية داخل الاتحاد، والذين فرض عليهم باسم "خدمة الطبقة العاملة وليس استخدامها" ما سمي ب"فك الارتباط" ثم "تدبير الصمود"، وقدموا تضحيات جسيمة على أكثر من مستوى وواجهة، دون أي اعتبار للكراسي الوتيرة في الأجهزة القيادية أو القاعدية؟
هل تم إشراكهم أو أخذ رأيهم في الحوار أو ما سمي "بالنقاش"؟
هل تم احترام أو أخذ بعين الاعتبار اجتهاداتهم ومقترحاتهم وانتظاراتهم...؟
هل هناك بيروقراطية أبشع من هذه "الديمقراطية" المزعومة التي تهين المناضلين وتعتبرهم "كومبارس" وحطب حروب "تكتيكية" خاسرة؟
إنه في الزمن الرديء هذا، كباقي الأزمنة الرديئة، "إذا سكتت مت وإذا نطقت مت"، فسنقولها (أمام التاريخ وأمام شعبنا)، ولنمت..
حسن أحراث
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire