lundi 24 mars 2025

رمضانيات إمزورن؛ محاولة الفهم/ جابر الخطيب


 رمضانيات إمزورن
محاولة الفهم

بعد الداعية العمري، حط الرحال النجم المقرئ الكوشي بإمزورن لقيام ليلة تراويح ليست كعادتها.
كان الحضور فوق المتوقع، وقد تم التهيؤ لذلك بإعداد ساحات للصلاة، ومواقف السيارات، وتوفير وجبات للقادمين من بعيد.
وتسهر جمعية بصمة خير وشركاؤها من الجمعيات على هذه الأنشطة الرمضانية الملفتة للجدل والانتباه.
وجب قراءة هادئة هادئة وإلمام سوسيولوجي وتاريخي بالمنطقة لفهم هذه الظاهرة، وكيف تبدل مزاج الساكنة، وخلق هذا الإقبال الكثيف بالمنطقة.
- لماذا إمزورن وليس الحسيمة المدينة؟
تبقى إمزورن الحاضرة الشريان الاقتصادي والتجاري بالإقليم، الأكثر استقطابا بمحيطه، تعرف كثافة مقارنة بالمراكز الحضرية الأخرى بالإقليم، أو بالحسيمة المدينة الفارغة على عروشها معضم السنة لحين فصل الصيف.
وتتمركز أغلب الحرف والمحلات التجارية بإمزورن، فساهمت في تشكل فئة تجار وحرفيين ستبحث مع الوقت لاحتياجات أخرى الى جانب المال، والحاجة لتوسيع أنشطتها الاقتصادية.
تمتد أصول الجالية الريفية بأوربا من إمزورن والنواحي، وقد ساهمت بشكل كبير في توسع الحاضرة عمرانيا، ونشاطا اقتصاديا، ويظهر ذالك بشكل جلي مقارنتها بالحواضر الأخرى بالإقليم.

بعدما كانت إمزورن مثال للنبوغ المدرسي، مصحوبة بحركة تلاميذية - يسارية- هادرة كان لها الأثر على الجامعات المغربية، وتشكل وعي شباب المرحلة وبصم بذلك على امتداد عقود. 
باتت خلال العقود الأخيرة نسبة الهدر المدرسي في صفوف اليافعين، فتبدلت الأحلام، واختصرت كل أماني اليافعين والشباب الالتحاق بالديار الأوربية على عجل، وبكل الطرق، ولم تعد للجامعات ذاك الاستقطاب السابق.

هذا الواقع بهشاشته وتحولاته العميقة، وتقاطع أطراف خارجية بأخرى بالداخل، وحاجة المخزن الرسمي لملأ الفراغ المخيف شكل تربة مثالية للحشد والإثارة خلال هذا الشهر، بعدما ظل حراك الريف آخر الحشود العالقة بذاكرة الريفيين والمغاربة، تشهد على ذلك الصور المبهرة.
لعل الهشاشة، والاحتياج، وغياب الأفق لدى شلاب يائس من وضعه، بدون أفق تعليمي، أو اجتماعي وجد غايته وطمأنينته في أنشطة السلفية بالمنطقة، تشكلت ونمت بدول أوربا، وعادت للاستثمار بمسقط الرأس بعد تمرسها، فوجدت من الدعم والحاضنة من فئة بالداخل ( التجار والحرفييين...).
طبعا اسمر الاشتغال لسنوات، يظهر أثره ذلك في عدد المساجد المشيدة والتي تتجاوز الحاجة اليها( بعض الدواوير تتوفر على أكثر من مسجد) في غياب حاجيات أخرى مهمة لاستقرار الساكنة(الماء، الطرق..).

هل نجح التيار السلفي الدعوي فيما فشلت قبله حركات الإسلام السياسي( العدل والإحسان،حركة التوحيد والإصلاح..).
يبدو الأمر كذلك
هل استراتيجية عمل هذه الأخيرة كان أكثر فعالية؟ أم تحولات واقع الريف السوسيولوجي سهل ذلك، فضلا عن الإمكانيات المالية المتوفرة، والخطاب السهل الأقرب للعامة، المتمظهر في جبة الفعل الإحساني، فضلا عن هامش المساحات المسموحة من قبل السلطة هو الحاسم؟
يبقى المؤكد هو أن الريف يعرف تحولات عميقة، وفتحا سلفيا مبينا، انطلق من أوربا، وعاد للريف، وهاهو يستقدم بعض نجومه للحشد والانتشاء خلال هذا الشهر.
جابر الخطيب 
https://www.facebook.com/share/p/14xp6Tb66f/

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire