vendredi 14 mars 2025

عمر الراضي في ندوة الاحتقان الاجتماعي في المغرب و آثاره على المشهد السياسيين

الصديق أحمد لمحضر أعاد ترتيب أفكاري المشتتة خلال ندوة سلا. له جزيل الشكر.

Omar Radi

عمر الراضي في ندوة الاحتقان الاجتماعي في المغرب و آثاره على المشهد السياسيين
(…) أُذَكِّركم أننا و قبل 14 سنة تقريبا التقينا في الشارع مطالبين بمغرب يغيب فيه الفساد و ينعدم فيه الاستبداد . و قيل لنا لحظتها أن شارعكم ضَمَّ خلطة غريبة إذ كيف يستقيم أن يلتقي اليساري و الإسلامي حول مطالب واحدة و في ساحات موحدة مشيرين إلى أن بين الطرفين تضاد و تناقض لا يمكن معه أن يتفق طرفاه . و الحال أن المعادلة كانت بسيطة لأن الشارع كانت بوصلته واحدة و دقيقة من خلالها تمت الاصطفافات . مَنْ مع الذل و الإذلال و مَنْ ضدهما و على استعداد للإطاحة بهما .
و المذلة قد يقبل بها اليساري و الإسلامي و الحداثي و الليبرالي و بهذا القبول قد يشكل تحالفا محددا . و المذلة أيضا قد يرفضها من هم من هؤلاء أيضا و من خلال هذا الرفض يشكلون تحالفا نقيضا للأول رأينا بعض عطاءاته في ساحات و شوارع عشرين فبراير .
لقد عشنا الاحتقان بفعل القمع و نزع ملكية الفقراء و البطالة و كانت مظاهرات 2011 و ها نحن اليوم نعيش نفس الشروط المولدة للإحتقان بل و بوتيرة أخطر انتهت بنا جميعا إلى الاحساس بالرعب الذي يخنق الأنفاس .
إن البلد في أزمة مظهرها اليأس و جوهرها الراسخ الإيمان بلاجدوى التحرك لمواجهة آثار هذه الأزمة . إن أبشع صور هذه الأزمة تمثلت في صفقة بيع كرامة ملايين المغاربة لنتانياهو و هي إهانة تتسرب إلى دواخلنا و ستساهم يوما ما في انفجار مؤكد لهذه المكبوتات التي أنتجتها قرارات الذل و الاهانة الرسمية .
و لكي نستثمر في هذه الوضعية بما يسمح لبلدنا بتحول آمن نحو المستقبل ، على الحركة السياسية التي تتطلع فعلا إلى تمثيل مطامح المغاربة و تعبر عن غضبهم أن تضع المؤسسة الملكية أمام مسؤولياتها في كل ما يجري اليوم في المغرب .
لقد انتقدنا كل الحكومات و البرلمانات لنكتشف في الواقع أن كل اللعبة تخضع لإرادة القصر و هو من يتحكم في كل شيء . إن كل مشاهد الصراعات السياسية التي نصادفها في الإعلام و في المواقع الإخبارية ليست إلا نقاشات مزيفة و كاذبة ، مقاطعتُها و الانسحاب من المساهمة فيها ضرورة سياسية ناجعة . في حراك 2011 اختفت هذه المسرحيات و بدا الصراع بين الشارع و القصر و هذا هو الصراع الحقيقي الذي يختزل العملية برمتها . ما نراه اليوم هو ان القصر بأدواته و بمؤسساته أعاد الإلتفاف على الشارع و احتواءه و السيطرة عليه ، و مهمتنا أن نحرره من هذه القبضة من جديد بخطاب سياسي جديد من خلاله يسائل المغاربة الملكية عن الحصيلة بما هي نجاحات و إخفاقات مطالبين بالشروحات الكافية لما انتهت اليه الأوضاع . و هنا نكون أمام الدرجة الصفر من السياسة و التي لا تعني إلا أن نسأل مباشرة من له السلطة الفعلية و كيف يمارسها و ماذا يحقق من خلالها . دستورنا لا يسمح اليوم بهذا و أمامنا خطوة أولية إجبارية لكي نتقدم في صراعنا أكثر بأن نطالب بدستور حقيقي غير ممنوح يفرض مساءلة كل المؤسسات و يرغمها على تقديم الحساب و المنجزات و قد تأتي فرص و طرق محاسبتها كلما كان هناك خلل و اختلالات (…)

* قمت بتفريغ بعض ما جاء في كلمة عمر الراضي في ندوة العدل و الإحسان حتى يتحول هذا البعض الى نص مكتوب مما أرغمني أحيانا على التدخل بالإضافة و بالحذف دون قصد في تغيير محتواها فمعذرة * 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire