" القوّات المسلحّة "
على رصيف بين ساحتين ، ينكسر الضوء على الرجل جمراً
يمضي الناس وتتسّع الساحات للصمت المكتوم في الشوارع
منذ الصباح كان الفضاء الوسيع لهم وصولاً الى مساء مباغت بعسكر مؤججّج بالعصي والهراوات والقنابل المسيلّة للدموع وارتفع الآذان يعلن حق الجياع الى رحمة الله في العشاء .
المدينة من أهلها تكون وهذا الرجل من المدينة واحد من أهلي .
من أتى من خارج المدينة ينسى منبته بعد يسير إلفة لا تطول ليتعلّم ما تقول الشمس للإسفلت عند انتصاف النهار في دروب لا تغلق الأفق على أحد .
تكبر المدينة بالناس حين تخرج صارخة لتدرك على التوّ أن المكان أوسع من صورته .
والمدينة ناس ينذرون النذور ويدورون حولها باحثين عن لقمة عيش ضائعة في فوهة ليالي لا يحصيها عدد .
المدينة ما صنعت لنفسها من صُوَر تؤنس وحشة الفقراء .
المدينة أهلها حين يكونوها وتكونهم
وفي لسان أهلها صرخة على هذا الظلم الفادح الذي يجرح الحقيقة في حقيقتها .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire