بعد الاعلان الرسمي من طرف محمد مجاهد/ الديمقراطيين المستقلين و محمد الساسي/ الشبيبة الإتحادية ( تيار الوفاء للديمقراطية،) عن تأسيس تيار سياسي جديد يحمل اسم ( اليسار الوحدوي،) على أنقاض تيار الأغلبية داخل المؤتمر 4 و الأخير للحزب الاشتراكي الموحد ، و هي الأرضية التي حملت تحالفا أغلبيا الى القيادة، و الذي ضم رفاق منيب ، رفاق الساسي و رفاق مجاهد ،،،
ان المبرر السياسي الذي دفع رفاق مجاهد و رفاق الساسي ، الى الاعلان رسميا عن ميلاد التيار الجديد ، هو عدم التزام رفاق منيب بتصريف مقررات أرضية الأفق الجديد ، كما صادق عليها المؤتمر الأخير للحزب، و أهمها المصادقة على قرار التسريع باندماج مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي ، كما ينتقد رفاق الساسي و مجاهد ، سلوك منيب و رفاقها في تفعيل مقررات أرضية الأقلية ( اليسار المواطن و المناصفة ،) ،،،
عبر الاعلان عن تيار سياسي جديد من قلب حصيلة تيارات قديمة داخل الحزب الاشتراكي الموحد ، يكون هذا الأخير ، قد استكمل دورته التنظيمية في الاندماج الحزبي/ السياسي ، حيث تميزت سيرورة الاندماج تاريخيا، بتغليب اعتماد المقاربة التنظيموية ، و في المقابل ، استبعاد الخوض في القضايا الخلافية نظريا و سياسيا ، كما كان من نتائجها ، إعادة إنتاج نفس الهياكل التنظيمية التقليدية ، و الفارغة من كل تجديد على المستوى النظري و السياسي ، و هو ما أدى إلى سيطرة التموقع السياسي/ التنظيمي، بعيدا عن كل قيمة سياسية مضافة ، فرفاق الساسي ، كانوا قد تابعوا كملاحظين ، أشغال المؤتمر الوطني الرابع لمنظمة العمل سنة 1997 ، بعد أن وصلوا للباب المسدود مع تيار الأموي ، الذي انتهى إلى تأسيس حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، لأن منظمة العمل كانت تركز اهتمامها على نقاش تجميع مناضلي اليسار الجديد ، كما عبرت عنها الرسالة الشهيرة لقيادة منظمة العمل لوزير الداخلية 1997، حول وضع الحصار الذي عانت منه منظمة العمل، حيث اقترحت دورها الأساسي و الايجابي في تجميع مجموعات اليسار داخل حزب واحد ، أما رفاق مجاهد فقد وافقوا على قيادة الحزب منذ انسحاب مكونات يسارية أخرى من الحزب، كما صادق رفاق الساسي و مجاهد ، على التنكر لمقررات المؤتمر الثالث 2011 ، و تصريف مقررات أرضية الأقلية ( اليسار المواطن،) ثم مصادقة الجميع( رفاق منيب، مجاهد و الساسي ) ، على تنفيذ حملة تطهير داخل الحزب ، ضد المناهضين لقيادة الحزب ، بإصدار قرارات الطرد و التخوين .
أمام هذا المأل الذي انتهى إليه مسار الاندماج، يمكن القول بأن تاريخ الاندماج لم يكن سوى تاريخ الإنشطار و التشرذم، نظرا لتغليب مقاربة لاسياسية ، تعطي الأسبقية للتساكن التنظيموي في مقابل تأجيل الخوض في المدخل النظري/ السياسي ، و النتيجة السقوط في الهدر السياسي .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire