إسماعيل هنية يبارك التطبيع مع الكيان الصهيوني..
ما هو موقف الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع؟
قدم الى المغرب مؤخرا على رأس وفد "هام" رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية. وقيل، والعهدة على "الراوي/الرواة"، إن الزيارة بدعوة من حزب "العدالة والتنمية"؛ في الوقت الذي يعلم فيه الجميع أن هذا الأخير كأداة طيعة ومنفذة لا يملك مصيره ولا قراراته، بما في ذلك قرار الدعوة.
ويُطرح هنا بالخصوص سؤال الهدف من الزيارة، والآن بالذات (الزيارة الثالثة العلنية لحركة حماس إلى المغرب بعد زيارة رئيس المكتب السياسي السابق للحركة خالد مشعل مرتين في 2012 و2017).
قد نجهل بعض الحيثيات والتفاصيل، كما دائما، بسبب شح المعلومة الدقيقة وسيادة التعتيم و"هُزالنا" السياسي أيضا. لكن، لا يمكن أن نصمت عن بعض الأهداف المفضوحة التي لا تخدم القضية الفلسطينية، بل تُسيء اليها. ونعني هنا مُباركة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وبمعنى آخر "رفع الحرج" عن النظام القائم وعن باقي القوى السياسية الرجعية المتورطة في جريمة التطبيع، وخاصة حزب "العدالة والتنمية"، أحد أذرع القوى الظلامية العابرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ومناطق أخرى. إن الزيارة عبارة عن ضوء أخضر لمواصلة سير قطار التطبيع (السريع) وإشارة الى الأنظمة الرجعية "المُتلكئة" والمُترددة من أجل ركوب TGV الصهيوني الامبريالي.
وجولة "حماس" المحسوبة التي قادتها أيضا الى موريتانيا محكومة بقرارات سياسية مدروسة، نزولا عند أوامر الامبريالية، وخاصة العراب الصهيوني، أي الولايات المتحدة الامريكية، وتنزيلا لمخططات محكمة لتوسيع رقعة التطبيع.
والحديث (الإعلام المملوك والموجه) عن المقاومة الفلسطينية واختزالها في "حماس" يُؤكد انخراط هذه الأخيرة قلبا وقالبا في المؤامرات التي تُحاك ضد الشعب الفلسطيني في السر والعلن. وأكبر مؤامرة الآن هي طمس التضحيات البطولية لأبناء وبنات الشعب الفلسطيني وقتل المقاومة المبدئية التي يقودها العديد من الفصائل الفلسطينية المناضلة من بينها الحركة الشعبية لتحرير فلسطين، من طرف "المقاومة" المساومة والمغشوشة باسم "حماس"؛ تماما كما تم تدمير منظمة التحرير الفلسطينية من طرف حركة "فتح"، كطابور خامس، تحت رعاية الرجعية والصهيونية والامبريالية..
ومعلوم أن وفد "حماس" قد التقى، دون تغطية إعلامية (التعليمات)، العديد من الأسماء السياسية، من بينها الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب. وكما يقال "رُب ضارة نافعة"، و"النفع" هنا يعود الى رصيد وجيب حزب "العدالة والتنمية" المُقبل على "المعركة/اللعبة" السياسية (الانتخابات التشريعية والجماعية) بعد انهيار أسهمه في البورصة السياسية والنقابية. وتُعد الزيارة بالنسبة اليه تبرئة للدمة أمام تهمة خيانة القضية الفلسطينية كقضية وطنية.
وهنا يُناقش السؤال الملغوم "هل أنتم، أي نحن، فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين"؟
وهنا أيضا يُطرح السؤال، بل الأسئلة المُحرجة لنا جميعا في ظل استمرار الإجرام الصهيوني وتواطؤ الطابور الخامس الرجعي/الظلامي:
ما هو موقف الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع؟
ما هو موقف الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب؟
ما هو موقف ورد المساندين حقا، كلمة وفعلا، مناضلين وإطارات سياسية ونقابية وجمعوية، للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المُكافح؟
هل نكنس الأماكن التي وطأتها أقدام هنية ووفده "ا . لميمون"؟!!
هل نُنظم الوقفات والمسيرات التي تجمع "الحابل بالنابل"؟!!
ربما الصمت (وليس السيف) "أصدق انباء من الكتب.. في حده الحد بين الصدق والكذب" (معذرة لأبي تمام عن التصرف)...
الصمت خيانة صامتة...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire