في الثامن عشر من ايار 1987, في بيروت.أطلقت طلقات من الغدر, أنطلقت من أيادي
ملطخة بالعمالة, و بعد اصرار و تصميم و تخطيط من عقول الفكر الظلامي,
رصاصات من الحقد و الكفر و الرجعية الوسخة, على علامّة
جبل عامل و مهديها رفيقنا الشهيد المعلم, و القدوة, مهدي عامل.
فظنوا يومها, بانهم اغتالوا كادرا" اخر من كوادر الحزب الشيوعي
اللبناني, و قيادييه, و فرحوا لانهم اضافوا على لائحتهم شيوعييا" أخر, انضم
الى قوافل من شهداء هذا الحزب سبقته الى المجد و الخلود, و بقيت راسخة" في
عقول شعبه و رفاقه الى الابد.و لكن فليعلم الظلاميين, و من ورائهم, بانهم أضعف من
أغتيال أي شيوعي, و بالاخص مهدي, الذي انار بفكره عتمة هذا المجتمع المظلم و
الظالم, و مازال و سيبقى فكره, و ابداعه الماركسي المتمييز, منارة لرفاقه و
تلاميذه, السائرين على هدى عبقريته, و غنى
نظريته.
فبقدر ما غرقوا هم في عمق الوحل الفكري و ظلامه و رجعيته القاتلة, و اندفنوا
في عمق مقابر التاريخ, و تقمصوا السياسة الهبلاء شرعا" و ناموسا" يحكمون
بسلطتها التجويعية و القمعية و الضرائبية شعبنا, و ما زالوا حتى اليوم,
معارضة" و موالاة", طائفيين و علمانيين, عملاء ووطنيين, كفارا" و مصليين, أحزابا" و
حكوماتا", أصوليين و متأمركين, استلّوا
سيوف الدين و الايمان على الوطنيين و الخوارج و الملحدين, في بيروت و طرابلس و
صيدا و غيرها, لييخنقوا الفكر في سجون الاستعباد و الانظمة تحت اسم الدين و
المذاهب. بقدر ما كان يتجذّر و ينموا ويتصلب فينا يوما" بعد يوم فكر مهدي.
فكانت الحرية لنا دربا" لا شريك لها, تعبر من خلال التاريخ و المجتمع
كالشهب, لتزرع فينا الاصرار على المقاومة و التغيير, نحو مجتمع أفضل , نحو عدالة
اجتماعية, نحو التحرر و اللاطائفية, نحو الوطنية و الانتماء, نحو التقدمية و
التجديد, نحو اعتاق الشعب من الاستعباد من معابد الغيب و الشرع , و ضد استغلال
الدين و العباد و الخالق معا", و حصرهم في زنازين و كهوف الاصولية و
الالتزام, و يختزلون حركة التحررالوطني في حركة استرداد الذات الضائعة.فما ادرى
الجاهلين القتلة و قبائلهم, بنقد الفكر اليومي, و من نقد و نقض الطائفية و نظامها
و دولتها, و من حلل النظرية, و فسّر القضية الفلسطينية , و الحرب الاهلية في لبنان,
و نقد الفكر القومي و الفكر البرجوازي و الفكر الديني, و أزمة الحضارة العربية, و
غيرها الكثير؟؟؟
كانوا و ما زالوا ينهشون ببعضهم البعض, و يتبادلون الكراسي في البرلمانات و
القصور الحكومية, و يتاجرون بدماء و عرق الشعب, و يبيعون القضية سنادات
اميريكوعربية, مقابل التجوييع والتقسيم والتوطين و الغاء حق العودة, و قوى الامر
الواقع, و التطبيع, و مشاريع الخيانة و الاستسلام و الانسحابات, و الكل ساكت صامت,
يدير دويلته و كونتونه المتقمص الوطنية لباسا" و
انتماء" و هوية" من ورق هش كفكرهم.
ما الفرق بين من اغتال غسان كنفاني و من اغتال مهدي عامل؟بين من أغتال حسين
مروة و غيره من الرفاق, و من أغتال ناجي العلي و ابو علي مصطفى و غيرهم؟هؤلاء
القتلة لم ينجحوا في اغتيال مهدي, و لم يحرمونا تنشق فكره, حتى و لو اننا اليوم
بأمس الحاجة , و بالاخص في هذه المرحلة العصيبة في حياة لبنان و المنطقة و الحزب,
الى أمثال مهدي و حسين مروة و فرجالله الحلو و غيرهم.
فالحزب الشيوعي اليوم, بامس الحاجة لامثالهم, او على الاقل الى الاوفياء الى
فكرهم, لينفضوا الغبار الذي تكدس أو القي على جسم الحزب من سنوات, من قبل رفاق أو
اعداء, و شلّوا حياته و حيويته, ليعيدوه الى الشعب و يعيدوا الشعب اليه.الحزب,
الرفاق, الناس,المؤتمرات, اشتاقت الى مهدي و
احترقت في بركان العاطفة و الوفاء.ايها الرفاق فليكن فكر مهدي حاضر معنا في حياتنا
الحزبية, في مؤتمرنا التاسع و ما بعده, في جدلية المعارضة و الولاء, في المظاهرة و
الاضرابات, في التحليل و المقاومة,في كل شيء.
بذلك فقط نثبت, أيها الرفاق, للقتلة انهم فشلوا في الوصول الى أهدافهم
الحقيرة التي سعوا للوصول اليها من خلال اغتيال مهدي, و نثبت لهم ان الشيوعية أقوى
من الموت و أعلى من اعواد المشانق, و سيبقى لمهدي رفاق أوفياء في حزب موّحد, قوي,
شيوعي, ماركسي, ثوري,
معارض, شعبي, مقاوم, مدافع عن الطبقة العاملة, يكشف المؤامرات و يفشلها.فهم الى
مذبلة التاريخ ذاهبون, و مهدي مع الخلود و المجد في وحدة مادية ابدية حتمية.
المجد لمهدي عامل و فكره.
المجد لشهداء الحزب الشيوعي اللبناني
الحرية لاسرى الحرية.
الرفيق جان الشيخ.
و كل الرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني
المجد لمهدي عامل و فكره.
المجد لشهداء الحزب الشيوعي اللبناني
الحرية لاسرى الحرية.
الرفيق جان الشيخ.
و كل الرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire