أحمد نشاطي:
حدث في مثل هذا اليوم 11 سبتمبر
أمريكا تقرر إزاحة نظام سلفادور ألليندي الاشتراكي من حكم الشيلي بالقوة بواسطة الجنرال أغوستو بينوشيه الذي حاصر القصر الرئاسي بقوات الجيش، وهدد سلفادور بالاستسلام أو الموت...
سلفادور ألليندي هو الرئيس التشيلي الـتاسع والعشرون.. وهو طبيب وسياسي ويعتبر أول رئيس دولة في أمريكا اللاتينية ذي خلفية ماركسية.
أصبح رئيس الجبهة الشعبية عام 1964، وفي 1970 فاز بالانتخابات، بعد تشكيل جبهة الوحدة الشعبية، التي ضمت معظم قوى اليسار، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي. وفي عهده تبنى سياسة تأميم الصناعات وسياسة الفلاحة الجماعية.
في مثل هذا اليوم، أمريكا تقرر إزاحة نظام سلفادور ألليندي الاشتراكي من حكم الشيلي بالقوة بواسطة الجنرال أغوستو بينوشيه، الذي حاصر القصر الرئاسي بقواته ودباباته مطالبا ألليندي بالاستسلام والهروب أو الموت، لكن ألليندي رفض، وارتدى الوشاح الرئاسي، الذي ميز رؤساء تشيلي طوال قرنين من الزمن، ظهر سيلفادور أليندي حاملا سلاحه في يده وهو يراقب الطيران الحربي، الذي يأتمر بأوامر الانقلابيين يحلق فوق القصر استعدادا لضربه. وقبيل حدوث الهجوم على القصر الرئاسي، كانت آخر كلمات ألليندي عبر الراديو كالتالي:
"أعلن أنني لن أتنازل، أنني مستعد أن أقدم حياتي دفاعا عن السلطة التي ائتمنتني الشغيلة عليها، أن هروبي سيكون أقذر من خيانة هؤلاء الجنود الذين خانوا وطنهم...
في هذا المنعطف التاريخي، سأدفع حياتي ثمنا لولائي للشعب. وأقول لهم أني على تمام الثقة أن البذور التي زرعناها في ضمائر الآلاف والآلاف من المواطنين التشيليين لن تذهب هباء...
هم لديهم القوة لحكمنا، ولكن الصيرورة الاجتماعية لا تُحكم بالجريمة أو القوة. التاريخ ملك لنا، والشعوب تصنع التاريخ...
عاشت تشيلي، يحيا الشعب، يحيا العمال!
هذه هي كلماتي الأخيرة، وأنا واثق من أن تضحيتي هذه لن تكون عبثية. وستكون العقاب المعنوي للجبن والخيانة"...
في مثل هذا اليوم من سنة 1973، خرج سلفادور إلى شرفة القصر الذي كان محاطا بالمتظاهرين المؤيدين له... وعندما رأى قوات الانقلابيين تضيق عليهم الحصار، عاد وحمل مدفعه الرشاش صمودا وتحديا... فأعطيت الأوامر لقوات الانقلابيين لقصف القصر وقنبلته حتى دكّته دكا واستشهد سلفادور تحت الأنقاض...
في مثل هذا اليوم، بدأ أوغستو بينوشيه عهده العسكري الفاشي بقتل الرئيس، واستمر حاكما 27 عاما كان فيها العدو الأول لكل مفكري وكتّاب وأحرار أمريكا اللاتينية. وشكل مع نورييغا الحاكم البديل لـبنما ورافاييل ليونداس تروخيليو حاكم الدومينيكان أسوأ وجوه الدكتاتورية التابعة لأمريكا في عالم شهد دكتاتوريات عديدة، مثل سالازار في البرتغال، وفرانكو في إسبانيا.
في مثل هذا اليوم، وبعدما دكت قوات الانقلابيين القصر، أمر الديكتاتور بينوشيه جنوده بنبش ركام القصر والبحث عن سلفادور للتأكد من مقتله وعدم نجاته، فعثروا عليه ميتا وكان حاضنا بكلتا يديه مدفعه الرشاش...
سلفادور لم ينتحر كما فعل هتلر.. ولم يهرب كما فعل موبوتو..
سلفادور مات بشرف وكرامة...
سلفادور مازال حيا في نفوس ملايين الأحرار من أبناء شعبه ومن أبناء الشعوب الأخرى في مختلف أرجاء المعمور... بينما راح بينوشيه للمزبلة ومعه كل ما يمت بصلة لرمزية الديكتاتور...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire