lundi 6 janvier 2025

في تكريم الشاعر طلال حيدر " بيّاع الزمان " لمرسيل خليفة


" بيّاع الزمان "

لم أكن أعرفه، ولم أكن أشعر بحاجة إلى معرفته. كنت آنذاك شاباً، متحمسّاً، أخرقاً، أريد أن أغيّر العالم. وانا في طريقي إلى ساحة الTrocadéro بباريس رفقة محمود درويش لنلتقي ذلك الغريب في مقهى Le CoQ وطول الطريق كنت أتصوّر شخصاً يشبهنا ، يتميّز بالصمت والرزانة . فرأيت رجلاً لا يخفي عواطفه المتقلبّة ولا يحسب أي حساب لأي شيء .
" دنجوان " ببدلته الايطاليّة الأنيقة، يحب الضحك، فاتح الصدر ، قلبه يموج على الأيدي بسخاء فيضاني، يشرب حتّى يتعتعه السُكرْ. والقصيدة الوحيدة التي حفظتها منذ ذلك الحين هي حريته المطلقة .
تارة يتحوّل إلى أب حنون يحكي عن أولاده بحب فائق، وطوراً يحكي بشغف مارق عن عشيقاته في كل أصقاع الأرض وفي نفس الوقت كان زوجاً مشغول البال ونهر الحب الجارف لشريكته في صمت القصيدة التي لم يكتبها بعد. ثمّ يسيل شِعره بهيستيريا جنونيّة .
تفجّر أعمى، لم يكن يقول الشعر، كان هو الشعر بعينه، كان قصائد لا تنتهي. في آخر اللقاء قال لي محمود: شو هالبركان هيدا ؟!
من الصعب لمن لا يعرفه، ولمن لا يراه يجلس ويشرب ويحشّش ويمشي معه أن يكوّن فكرة حقيقيّة عن شخصيته . يرقص عارياً كالغصن تحت الشمس بلا حياء وحتى الإغماء . يقهقه بفرح الوجود الكئيب وعندما يرقص يحوّل الوجود بركاناً ثائراً وأعجوبة .
رقّص كل النساء من أجل غجريّة .
نبت كالشوكة في " بدنايل " وصار شجرة باسقة . تحرّر من قيود الله والعقل . ينزل تمزيقاً بالمحرّم ويشيّع العصيان . يحترف الكذب ويتسلّح بالشعر والحنين إلى المطلق .
" دايخ ومش سكران " يصف الأحلام كما هي ويستخدم مختلف أنواع الهزيان والهلوسة ويفيض بالعواطف .
في حديث مع كثير من الخمر بجلسة عرمرميّة على شط بحر الهوى
بجبيل - متل هالايام من شي سنة - قال لي هامساً والدمعة في عينيه :
- لقد فشلت !
- كلّنا فشلنا يا صديقي !
" رامبو " أهم شاعر بالعالم فشل . فشل بالنسبة إلى المطلق . ولماذا لا يكون المطلق فاشلاً !؟
تطلّع إليّ بنظرة كانت كالحاجة التي لا توصف في الصداقة اللذيذة إلى روح الآخر .
شاعر حقيقيّ ، يتألم ويصرخ . . و . . يخيب . لكنّه لا يستسلم ، لا يترهّل . . أعرف بأنه يعبث به هواء الخوف وتتدحرج إلى جوانبه أوراق الغيظ والتعب والحزن ورغبة مهشمّة ، مصلوبة في الحياة . . وبالشعر الرجاء .
رقيق تخنقه الوحشة ويجرحه الحنين . . من الحزن .
بطل بقاعيّ . مأخوذ شعره من المتسكعين والباعة المتجولّين والعاملين في الحقول الغامرة بالخير والبركة .
بطل وصعلوك في آن .
حرّ حتّى الانتحار والجنون .
جاهليّ بدويّ فولكلوريّ خرافيّ .
هجّاء ، مدّاح .
جاء إلى الحياة فتدبّر أمره ، لم يقل له أحد أن يجيء " إجا وعِلِقْ "
في الثمانين من عمر سريع يظلّ شاباً ، خارجاً عن المألوف ، متمردّاً ، صوفيّ التأمل والروح والحلم والتوحّد . يحب ويغني ويرقص ويهذي ويستشعر وهو يعيش في الموت .
بدائيّ ماكر ، مصاب بحب الحياة . الفاحش والبريء إلى العالم . مربوط به على شغف ، مبهور بشعلة تلتهمه كما لو كانت نار الجحيم . شعلة تجعله ينبض بشيء من الجنون .
إنه خرافة ، ولا احتمال للحياة خارج الخرافة . ولا جمال للحياة خارج الخرافة ولا حياة خارج هذا الشيء القليل أو الكثير أو التام من الجنون الذي هو الشِعر . إنه الشعر الذي يتجسّد في هذا المجنون إلى حدّ الروح . وكل شعر يضيء هو انتصار على الموت والحرب والوحشيّة والابادة الروحيّة والنفسيّة والجسديّة .
يبدو حُب الشعر عملاً أحمق ، يبدو كذبة مستحيلة ، ونؤمن في هذا المستحيل .
من يستطيع أن يحب ويستشعر وهو يعيش في الموت ؟! ذلك بالضبط هو الجنون ، ذلك بالضبط هو الرجاء ، ذلك بالضبط هو الخلاص .
الخلاص من حقارة الواقع وعجز الحقيقة والخلاص من فكرة الموت . وهذا هو ما جعلنا اليوم نأتي إلى مسرح الايڤوار لتكريمه ولنقول أن هناك أمل بعد !
طلال حيدر شكراً لك

 

Marcel Khalifé

samedi 4 janvier 2025

رحيل المناضل الحقوقي الاستاذ محمد السكتاوي الكاتب العام لأمنيستي المغرب

 

بكثير من الحزن والاسى، ننعي في منظمة العفو الدولية المغرب الاستاذ محمد السكتاوي الكاتب العام لأمنيستي المغرب الذي غادرنا صباح اليوم إلى مثواه الأخير ! فقدان  كبير لنا جميعا في الحركة الحقوقية المغربية وحركة امنيستي عبر العالم! 
لترقد روحك الطيبة بسلام أستاذنا العزيز محمد السكتاوي Sektaoui Mohamed 
وخالص العزاء لكل الأسرة والأصدقاء والصديقات

-بشأن مراسيم دفن الراحل:

الدفن: سوف يوارى جثمان الفقيد الأستاذ محمد السكتاوي بمقبرة الشهداء بالرباط على الساعة الرابعة مساءا،
لتقديم العزاء: 
 منزل الفقيد: شارع الفتح حي الفتح، فيلا رقم 100 ، يعقوب المنصور الرباط.


mercredi 1 janvier 2025

حوار صحفي مع المعارض السوري هيثم مناع عن التغيير في سورية



هيثم مناع معارض وحقوقي سوري، عارض النظام مند عهد الاسد الاب وسجن 18 عاما حيث اعتقلته المخابرات السورية في 1966-1967 ثم 1970 حتى 1986.
اجرت معه صحيفة اللومانيتيه الفرنسية L’Humanité في 31 ديسمبر 2024 مقابلة صحفية تحدث فيها عن التغيير في سورية.
وفيما يلي نص الحوار..
بيير باربانسي: استعرض الرجل القوي في هيئة تحرير الشام (HTC)، أحمد الشرع، على قناة العربية- الحدث رؤيته للانتقال. ما هو تعليقكم على تصريحاته الأخيرة ؟
مناع: إذا وضعنا الملابس الجديدة وربطة العنق جانبا، من الواضح أننا أمام شكل كلاسيكي للسيطرة العسكرية… كما فعلت بالضبط جبهة النصررة في تجربة "جيش الفتح” في الشمال السوري، وكررت الأمر "هييئة تحرير الشام” في محافظة إدلب في إطار تكوينها العسكري الأمني والواجهة المدنية في "حكومة الإنقاذ”. خارطة الطريق التي يقترحها تثير الاشمئزاز والشفقة: تنظيم مؤتمر "وطني” خلال أيام تحدد القيادة العسكرية من يشارك به يضم من ترضى عليه مع من يرضى عليها، مهمته تشكيل جسم تشريعي من فوق لشرعنة كل القرارات التي يتخذها "القائد” وحكومته. لمنحهم بضع سنوات من الاستفراد بمصير البلاد والعباد.
هذا ما يعنيه الشرع بالوعد بدستور جديد خلال 3 سنوات وأربع من أجل الانتخابات.
لم نعد أمام حكومة مؤقتة أو سلطة أمر واقع، بل أمام مشروع واضح لتركيز السلطة والثروة والقرارات المصيرية لسوريا خلال السنوات القادمة بيد شخص واحد قد صادر مع بطانته السلطتين العسكرية والأمنية.
قبل 24 ساعة من المقابلة المذكورة، تم نشر القرار رقم 8 للسيد الشرع بترفيع وتعيين 49 شخصا من هيئة تحررير الشام وأخواتها في قيادة الجيش السوري الجديدة. (ستة منهم من غير السوريين!).
وقبل ذلك جرى تسمية أنس خطاب، مديرا عاما للاستخبارات في البلاد، خطاب نفسه المدرج على قائمة الإرهابيين في قوائم الأمم المتحدة منذ عام 2014، وتنقل بين داعش وجبهة النصرة، وهو رجل الشرع. مع هذه التعيينات، صار الآن بالإمكان حل جبهة تحرير الشام باعتبار قادتها في قمة المسؤولية في الجيش والمخابرات السورية.
بيير باربانسي : هل يمكن لمشروع المعارضة الديمقراطية والعلمانية، وأنت أحد رموزه، الاندماج والتفاعل مع مشروع هيئة تحررير الشام؟
*مناع: نحن اليوم، نعيش ما يشبه تجربة الخمير الحمر بعباءة سوداء. يقولون لنا أن تجربة إدلب هي النواة. ولكن حتى اللحظة، لم يتم تحرير سجين واحد في السجون الـ11 التي تسيطر عليها هيئة تحررير الشام. حقوق المرأة غير موجودة، وحرية التنظيم السياسي معدومة.
عندما تتحدث مع أقلهم تطرفا عما يفعله الجهادديين الأوزبك والشاشان والايغور إلخ في المدن السورية، يجيبون: «في أوروبا يمكنك الحصول على الجنسية بعد مرور 5 أعوام، وهؤلاء يعيشون معنا في سوريا منذ عشر أعوام، وقد تركوا الأهل والبلاد من أجل مساعدتنا!»
لنتحدث أيضا في مستقبل المرأة السورية في نظرتهم الأبوية المغلقة، لم لا يتحدث الشرع عن تعريفه للمواطنة؟ وعن نظرته للعلاقة بين الدولة والدين… لِمَ لَم تحدث مراجعات إيديولوجية إن كان هناك تغيير قد حدث في الأسس العقائدية الشمولية، الطائفية والمذهبية والاستئصالية، لجبهة النصررة التي أوضحتها في كتابي عن الجبهة منذ ثماني سنوات؟
لا يمكننا أن نلعب بالنار ونرقص مع الشياطين.
·بيير باربانسي : كيف تعيدون تجميع صفوفكم من أجل جمع السوريين في مشروع يواجه ما يحدث؟
- مناع: نحن في مشاورات واسعة مع القوى السياسية الديمقراطية والمنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان والمجتمع المدني المُعارضة للنظام البائد ولأي مشروع شمولي واستئصالي في سوريا، ثمة شبكة واسعة للتنسيق.
ونوجه النداء لعقد اجتماع ( نحو موتمر وطني سوري جامع ) واسع النطاق قبل 20 يناير في جنيف، مع متابعة بالفيديو كونفرانس في المدن السورية الكبرى. والعمل معا على رسم خارطة طريق جامعة من أجل بناء سوريا التي تشبه الغالبية العظمى من السوريين والسوريات.