بعد موت مهاجر... الأفارقة السود يثورون في طنجة
كان يوم الأربعاء يوما ولا كبقية الأيام في حي بوخالف بمدينة طنجة، إذ لقي مهاجر كاميروني حدفه بعد أن سقط من الطابق الرابع من البناية التي كان يقطنها خلال عملية مداهمة للشرطة. وسرعان ما هب السكان، وأغلبهم مهاجرين من جنوب الصحراء، ليعبروا عن غضبهم في الشارع منددين بعنف العمليات البوليسية.
في غضون ثلاثة أشهر، تعد هذه ثالث حالة وفاة لمهاجر من جنوب الصحراء خلال تدخل الشرطة في طنجة. وأفاد شاهد عن الحملة البوليسية لإذاعة فرنسا الدولية أن الشاب كان كاميرونيا وعلى اتصال بالمفوضية العليا لللاجئين. وعندما عمدت الشرطة بعد ظهر يوم الأربعاء إلى حملة مداهمة وتوقيف في البناية التي كان يسكنها، حاول الشاب المقاومة. لكن بعد فترة كانت جثته هامدة على الأرض أسفل البناية.
تجمع عندئذ عشرات المتساكنين حول الجثة وهم يصرخون غضبا وأرادوا نقلها بنفسهم إلى المشرحة، لكن قوات الأمن المغربية سدت عليهم الطريق. وعرفت المنطقة خلال الساعات التالية مواجهات متفرقة مع الشرطة. أخيرا تم تسليم جثة الشاب إلى قوات الأمن بعد وساطة من قبل مسؤولين حقوقيين على أن يرافقها إلى المشرحة مجموعة تشمل عشرة مهاجرين.
"أردنا حمله بأنفسنا إلى المشرحة لكي نبين أننا مصممين على معرفة ظروف وفاته"
رفاييل كاميروني هو الآخر، يعيش في طنجة بصفة غير قانونية منذ ثمانية أشهر
"قضيت الليل أتساءل هل كان من الممكن أن يكون الشاب قد قفز من تلقاء نفسه"
إيدير غيني يسكن عادة في مدينة الدار البيضاء وهو يوجد منذ عدة أسابيع في حي بوخالف بطنجة.
حسب الصحيفة الإلكترونية "طنجة 24" أنكرت السلطات تورطها في هذه الحادثة وقد تم فتح تحقيق لتحديد ظروفها.
وقد نددت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عدة مرات بأعمال العنف والمعاملات السيئة التي تصحب العمليات المكثفة لإرجاع مهاجري جنوب الصحراء إلى الحدود. كما لمح الملك محمد السادس في شهر سبتمبر2013 إلى قلقه معلنا أن هذا الملف يجب أن يتم تناوله "بطريقة شاملة وإنسانية"، لكنه أنكر في نفس الوقت وجود "استعمال منهجي للعنف من قبل قوات الأمن".
يُقدر حاليا عدد المهاجرين من جنوب الصحراء الموجدين في المملكة المغربية بحوالي عشرين ألف شخص أغلبهم في حالة غير قانونية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire