عماد الدين رائف
رحل أشرف نور الدين قبل لقائنا المرتقب.
شابٌ مفعم بالحياة، يعشق الواجب الإنساني، ينظر إلى المستقبل بأمل، طـــــوى صفحة الحياة على أوتوســـــتراد الجنوب، وغـــــادر. غادر على عتــــبة الثــلاثين ولم يـــطأهـــا.
هــي الحياة، تلك النعمة الكبرى، التي كان أشرف يحاول أن ينهل منها ما استطاع، في عمله التطوعي المتواصل بين النازحـــــين السوريين منذ وصــــولهم إلى الجــــنوب حيناً، وفي ما تبقــــى من وقت لمتابعة تحصــــيله العلمي حينا آخر، وفي نواح حقوقية وتنموية أحياناً أخرى.
في أول لقاءاتنا، في أحد مقاهي شارع الحمرا، كانت عيناه تلمع كلما أحسّ بإمكانية تقديم المساعدة العاجلة إلى النازحين المعوقين. يسأل عن التفاصيل. يتريث. يتحدث عن ضرورة توعية العاملين على الإغاثة وتنبيههم إلى الحاجات. عن تفاصيل الإخلاء والإيواء. ويبتسم.
كان يجمع من الاستمارات المتناثرة المعلومات المتعلقة بكل إعاقة على حدة، بمكان السكن، بالحاجات التي يأمل بتلبيتها. يتحدث عن عمل فردي قام به في تجهيز منحدر أمام مبنى ذي استخدام عام، أو عن استمارة مفصّلة تخولنا الوقوف على كل ما يتعلق بالاحتياجات الإضافية، وما يمكن تأمينه منها.
أحاديثنا على الطريق الطويلة من بيروت، إلى بنت جبيل، وصور، ثم إلى بيروت، كانت تجسّد آمال الشاب الطموح، المتطوع المتحمس، وأحلامه التي لا تنتهي. فكيف انتهت فجأة على نقطة من تلك الطريق أمس؟
رحل أشرف، ولا يزال أمامنا الكثير لنفعله. ربما قصّرنا في ذلك، وتأملنا بالغد. أو بوقت إضافي لن يأتي. ربما اعتقدنا أن الحياة لن تخون أشرف الذي منح كثيرين الأمل في الحياة.
وداعاً أشرف.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire