نيما حبشي :
انا احد سكان مخيم ليبرتى. اسمى نيما
حبشى و عمرى 29. إنى مغنى للمقاومة الايرانية وفى أغنياتى أوصل صوت نضال المقاومة
الايرانية و الشعب الايرانى و رسالة صمودهم أمام نظام الملالى الغاشم. وأوصل صوتي
إلي مسامع العالم و الضمائر الحبه البشريه في كل مكان.
إن شقيقى العزيز « ناصر حبشى » استشهد
فى القتل الجماعى فى الاول من ايلول فى اشرف علي أيدى قوات المالكى المجرمة و بأمر
من النظام الحاكم فى ايران. انه بقي فى اشرف مع 100 من إخوانه وأخواته بموجب
الأتفاقية الرباعيه بين الولايات الأمريكية والأمم المتحده والحكومة
العراقية وسكان أشرف حفاظا لأموال السكان المنتقلين إلي ليبرتى.
لقد قتل من
جراء هذه الجريمة ضد البشرية من سكان أشرف مكبلين و اطلاق رصاص الرحمه على
رؤوسهم كما خطفت قوات المالكي 7 من السكان بينهم 6 نساء مجاهدات و هذا يؤلمنى اكثر.
أود ان اشرح نبذة موجزة عن حياتى .
كنت في ثمانية اشهر من العمر، والدى
تركنا بماانه كان معارضاً وتحت الملاحقة و على وشك الاعتقال
والأعدام , بعد آنذاك بقينا انا وامى
واخى العزيز الشهيد ناصر حبشي , فانا بعد مرور ايام فهمت ان ابى ترك اغلى مايملكه
لتحرير بلده و الحرية لابناء شعبه وانظم الي مناضلى درب الحرية.
قد مضي عشرون عاماً وكانت الايام تمر ثقيلة علينا , عرفنى شقيقي الشهيد ناصر مجاهدى خلق مع استماع الي اذاعة المجاهد طيلة
هذه السنوات و فى الظروف المختنقة, إن ناصر كان فى السنة الثالثة بكلية الميكانيك
وانى كنت فى السنة الاولي بالجامعة التى عاقدنا العزم علي الانتماء الي منظمة
مجاهدى خلق الايرانية وبعد وصولنا الي اشرف اصبحنا مجذوبا لقيم المجاهدين , اننا
قضينا معا 9 سنوات فى اشرف وكنا معاً فى كل جزر ومدّ والموامرات التى يحكها علينا
نظام الملالى والهجمات البشعة والوحشية علينا وكل يوم يزداد ايماننا الي النضال و
حرية شعبنا المكبل.
حتي قرر انا
اجيئ الي ليبرتى وبقي ناصر فى اشرف حسب طلبه ,لدى اللحظات الصعبة عند وداع
شقيقى الذى كان اغلي ما املكه , لن انسي يوماً اردت ان اغادر اشرف الي ليبرتى وفى
لقاءنا الاخير اعتنقت شقيقى وانه قال لى: يا نيما إن مفارقتنا هذاثمن نضالنا و
علينا ان نقدمه فى دربنا ،فانه سيكون هنيئاً لك إن كنت قداخترته.
مضت سنة من الفراق بيننا , فى الصباح
المبكر ليوم اول من ايلول - سبتمبر فاجأنى خبر الهجوم علي اشرف , انى كنت أحس دقات
قلبى التى تضرب بسرعة , لم تكن تزول صور اشرف وناصر من امام عينايى , ماهى الاخبار
هناك؟ هل تم اطلاق النار عليهم ام لا؟ هل يصاب احد ام لا؟و مجموعة من الاسئلة التى
تمرببالى واحد تلو الاخر, وعندما سمعت عبر قناة الحرية بفتح النار علي سكان اشرف ,
كنت اتنفس بصعوبة ومع كل معرفتى عن شقيقى ومدي مصارعته امام العدو كنت اعرف ما
سيحدث له .
بعد إعلان اول
قائمة لاسماء شهداء أشرف كنت احس باضطراب عجيب , ووصل القلق ذروته عندما سمعت اسم
شقيقى « ناصر » ضمن اسماء الشهداء . شعرت أننى لا اري شيئا و تذرف دموعى دون
الاختيار, حاولت كل المحاولة كتمان تذرف دموعى ولكن دون جدوي, لانه ليس شقيقى فحسب
وإنما بدلا عن والدى ومعلمى سيما فى الظروف القاسية لحياتى.
كانت تدور ذكرياته العطرة ببالى.
حيث فى انفراد كنت اناجيه لماذا ذهبت اسرع منى , وأ ماتدرى ما أعظم مصيبتك على ,
ياليتنى كنت معك ونذهب سوياً. فجاة رجعت لى الذاكرة إنه اختار هذا الدرب عشيقا, أ
لا اذا انتممنا الي مجاهدى خلق ماكنا نعلم ان نظام الملالى يفكر في كل لحظة
الي إبادتنا, و شقيقى العزيز ناصر قد نجح في هذا الدرب, فينبغى على ان أفخر به بكل
شموخ .
اما انا
فلن اتنازل من دم شقيقي , فانا اتهم القوات المجرمة التابعة للمالكى واعلن أنهم
مجرمون , كان شقيقى معزولاً عن السلاح و لم يعتد علي هذه القوات المجرمة استشهد
علي ايدى هولاء المجرمين. لاشك أن آمري ومنفذى هذه الجريمه المعاديه للبشريه
سيمثلون امام العداله والقانون.
وسوالي، اين الامم المتحدة
؟ هل مسئوليتها هى تنتظر ان يتم الهجوم والابادة الجماعية ومن ثم تاتى وتستنكر
لفظيا؟لماذا الامم المتحدة تتكلم عن حقوق الانسان ولكن شقيقي او امثاله يجب ان
يسفك دمائهم ؟ هل يجب ان يسفك الدماء كدم شقيقى اكثر فاكثر حتي تفتح العيون وان
يقوموا بعمل جاد ؟هذا يدل الي عدم الاحترام الي القيم والشيم الاساسية لحقوق الانسان
, اني اعتقد علي امريكا والامم المتحدة تحمل مسئوليتها بشان حماية سكان ليبرتي
واحتج علي بقائهما بلاعمل .
علي المجتمع الدولى ان يحاسب الحكومة
العراقية احتراماً لحقوق الانسان واللاجئين وذلك بتنظيم لجنة تقصى الحقائق واتخاذ
الاجراءات العملية والضرورية فى هذا الصدد. ان شقيقى كان يحب شعبه ، اذن انا اريد
ان اكون صوته ورسالته, اريد ان اوصل مظلوميته الي أى انسان شريف , أود ان أدافع عن
حقه المغصوب واتظلم حقه في أية محكمة واى مكان , اني اريد ان تسمع صوتى الدنيا
وتقوم باتخاذ الاجراءات العملية والضرورية , اريد ان أصرخ بصوت عال حتي يستيقظ أى
ضمير او من يسمعه. لذلك لم اجد حلا سوي الاضراب عن الطعام غير محدد لحد تحقيق كل
مطالبى وهذا ادني ما استطيع ان اعمل به لشقيقى العزيز ناصر و الشهداء الآخرين.
جدير بالذكر إنه بعد مرور 72 يوماً من
الإضراب فإن عدداً من المضربين - حيث طلبهم الملح هو الافراج السريع عن الرهائن
وعودتهم الي المخيم- يعيشون حالة صحية متدهورة.
و مطالبة المضربين في ليبرتى و فى انحاء
العالم من سوئيسرا و انگلترا و آلمانيا واستراليا وكندا هى إطلاق سراح الرهائن
السبعة فوراً و انتشار القوات ذات القبعات الزرقاء التابعة للامم المتحدة فى مخيم
ليبرتى و توفير مستلزمات الامنية و تشكيل لجنة دولية لتقصى الحقائق بشأن كارثة
الانسانية التى وقعت فى الاول من ايلول – سبتمبر و إحالة المسئولين عنها علي
المحكمة.
لهذا امد يد العون الي كل الشرفاء و
الضمائر الحية واتوقع منهم ان يكونوا صوتى و صوت شقيقى الشهيد و الشهداء الآخرين و
ايضاً صوت اخوتهم واخواتهم المحاصرين في ليبرتى.
نيما حبشى
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire