mardi 11 octobre 2022

ملاحظات على هامش انجاز فيلم "انوال"/ سعيد العمراني، بروكسيل




فيلم "أنوال"

إلى حدود الان التزمت الصمت ولن ابدي بوجهة نظري تجاه انجاز فيلم "انوال" حول جزء من تاريخ بن عبد الكريم الخطابي لانني أرى اي جدوى للكلام في ضل الضجيج الفايسبوكي المبالغ فيه.
لكن اسمحوا لي ان ابدي ببعض الملاحظات :
اولا، إخراج فيلم انوال اليوم ليس بنهاية التاريخ، بل يمكن ان يكون بداية لعمل أكبر واضخم في السنوات او العقود المقبلة (لماذا لا).
واعون ان الفيلم الذي يمكنه ان يقرب صورة بن عبد الكريم اكثر إلى الحقيقة، سيتطلب مليارات من الدولارات وامكانيات ضخمة وبوارج حربية وطاءرات وذخيرة و سلحة بما فيها تمثيل الاسلحة الكيماوية وهذا مستحيل توفيره في الشروط الحالية.
لذلك عادي جدا ان ينقسم الرأي العام الريفي بين منتقد ورافض ومؤيد لهذا العمل الفني.
1- الرافضون يقسمون إلى قسمين:
القسم الاول: هم الرافضون لكل اجتهاد وإبداع او جديد انهم ماضويون سلفيون متحجرون. وهذا النوع موجود وسيبقى وحتى ان جيء بابرز المخرجين في العالم.
القسم الثاني: لهم تخوفات مشروعة من تشويه صورة عبد الكريم الاسطورة الراسخة في مخيلة اغلبية الريفيين حد التقديس..
2- المؤيدون: هم ايضا ينقسمون إلى نوعين:
الصنف الأول: المطبلون والمصفقون (غير دفع للقدام والسلام).
الصنف الثاني: المتشبثون بحق الاجتهاد والابداع والانتقاد والخق في تدوين الذاكرة والتاريخ ولو بلغة السينما.
3- الصامتون: الملتزمون بالصمت لان احيانا "الصمت حكمة" وان الصورة لم تكتمل بعد. او نتيجة الإبتعاد من المشاكل و الخوف من ابداء الرأي تفاديا من لسعات فصيل "المخونين" الريفيين.
خلاصة القول:
عبد الكريم شخصية عظيمة هذا أمر لا جدال فيه ترك بصمات واضحة في الريف ولدى كل الحركات التحرر العالمية ومكانته عظيمة لدى الريفيين حد التقديس، ومكانة لدى احرار الدنيا كبيرة.
لذلك فتصوير تاريخ بن عبد الكريم امر في غاية الأهمية وشديد الحساسية والخطورة.
أخشى أن يكون الهدف من تصير فيلم حوله يدخل ضمن محاولات تحطيم تلك الصورة في عيون الكثيرين منا، وخاصة ان عبد الكريم انسان بطل نعم، لكن تجربته لا تخلو من الأخطاء في التقدير.
فمثلا عبد الكريم رفص الحكم الذاتي في ضل الحكم الاستعمار الاسباني. ماذا لو قبل المقترح انذاك؟
عبد الكريم قبل "الشهرية" من الملك محمد الخامس ورفض العودة للمغرب. ماذا لو اقترح انذاك الحكم الذاتي للريف مثلا كشرط لعودته للمغرب؟
هذه فقط بعض الأسئلة وهناك العديد منها كعلاقة عاءلة الخطابي بالاسبان قبيل بداية اندلاع الثورة ..الخ.
لماذا رفض دخول مليلية؟
لماذا هاجم الفرنسيين بعد الانتصارات الكبيرة على الجيوش الاسبانية؟
لماذا اختار مصر طمنى بدل بلد اخر مثلا؟
إلى غير ذلك من الأسئلة التي ظلت خلافية بين الباحثين في التاريخ.
الخوف من نتائج فيلم قيد الإنجاز، هو ربما خوف من خدش صورة عبد الكريم امان انعدام الامكانيات تمكن تناول تجربة عبد الكريم من كل الجوانب. كما أن النظام المغربي محال في حقه تعالى أن يرخص لفيلم موضوعي من هذا النوع.
اعتقد علينا ان نقر بان تصوير فيلم حول عبد الكريم ليس حرام، لان حتى الرسول تم تصوير تاريخه في فيلم الرسالة، انا لا أفهم في السينما، ولك مع ذلك اتمنى للفريق المشرف على الاخراج كل النجاح و التوفيق في مهمته بالرغم من كل التعقيدات، و التي تبدو ليست بالهينة وانها محفوفة بالمخاطر،
كما ادعو الرافضون بشكل أعمى لأي مجهود او اجتهاد، ان يتفضلو ان كان بمقدورهم ان يقدموا عمل افضل واكبر .

سعيد العمراني /بروكسيل 

Said El Amrani




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire