vendredi 30 juin 2017

بيان استنكاري حول الاعتداء على الصحفيين و الاطر التربوية بطنجة


بيان استنكاري للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة

حول الاعتداء على الصحفيين و الاطر التربوية

تابعت الجمعية المغربية لحقوق الانسان بطنجة باندهاش كبير الاعتداء الذي تعرض له صحفيين من طاقم جريدة طنجة 24 الالكترونية السيدين يونس الميموني و محمد سعيد الشنتوف اثناء مزاولتهما لمهامهما و تغطيتهما للوقفة الاحتجاجية المنظمة من طرف الاطر التربوية يومه الخميس 29 يونيو 2017 بطنجة و التي عرفت بدورها قمعا همجيا بواسطة الاعتداء البدني و اللفظي من طرف البلطجية و القوات العمومية بحيث تم تفريق المحتجين باستعمال العنف و دون احترام الاجراءات القانونية المتعلقة بفض التجمعات العمومية و قد اسفر ذلك على اصابة الصحفيين و العديد من الاطر التربوية ( يوسف اليوسفي - محمد السهلاوي - ع.الكريم سجار - وردة الزاوي ـ بلال بلحسن ...) بأضرار بدنية بليغة تم نقلهم متن سيارات الاسعاف الى مستشفى محمد الخامس لتلقي الاسعافات الاولية.
لذلك فاننا في فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان بطنجة و من خلال معاينتنا و اطلاعنا على الظروف التي صاحبت منع و قمع المحتجين و وقوفنا على الخروقات المرتكبة نبلغ الرأي العام ما يلي:
ـ ادانتنا الشديدة لاستهداف رجال الاعلام و الصحافة بالاعتداء البدني و اللفظي الممنهج من طرف قوات الامن اما بشكل مباشر او بواسطة تسخير البلطجية و التضييق عليهم اثناء ممارسة عملهم و ذلك بهدف اخفاء الخروقات و التجاوزات المرتكبة من طرف المسؤولين الامنيين و رجال السلطة المحلية و عدم فضحها و ابلاغها للراي العام.
ـ تجديد ادانتنا للقمع الممنهج للمتظاهرين السلميين ، و لتسخير البلطجية من طرف القوات الامنية والذي يكذب بالملموس الشعارات الزائفة حول حقوق الانسان و دولة الحق والقانون.
ـ مطالبتنا الجهات القضائية المختصة بفتح تحقيق حول الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيين يونس الميموني و محمد سعيد الشنتوف اثناء مزاولتهما لمهامهما و حول ما تعرض له الاطر التربوية و متابعة المسؤولين عن هذه الانتهاكات المنافية لقانون التجمعات العمومية و الحريات العامة و المنافية ايضا للمواثيق الدولية لحقوق الانسان.
طنجة 29 يونيو 2017



واااو

mercredi 28 juin 2017

شباب حراك الريـف يبدعون شكلا احتجاجيا وسط بحر الحسيمة

رسالة عاىلات المعتقلين السياسيين الى الشرفاء بعد نهاية الزيارة بسجن عكاشة


تمكنت عائلات معتقلي حراك الريف  بسجن عكاشة صباح يوم امس الاربعاء28.62017 من الوصول الى الدار البيضاء قادمة من الحسيمة، لزيارة ابائهم وراء القضبان  في اليوم الثاني للعيد الاسود بالحسيمة.
وكانت لجنة العائلات قد قررت استئجارحافلة للنقل الجماعي الى البيضاء لزيارة ابنائهم المعتقلين، لكن السلطات المحلية بمدينة الحسيمة كان لها رأي خشبي  يتشبت باساليب العرقلة للحيلولة دون التحرك الى الدار البيضاء، عندما تماطل باشا المدينة في تسلم طلب التصريح بالتنقل للحافلة، واشترط  من لجنة العائلات تقديم الطلب باسم جمعية ما، او اطار ما، لتحمل مسؤولية  الرحلة الجماعية، بينما تمسكت العائلات بتحملها المسؤولية و الصفة الشخصية في تنظيم هذه الرحلة لزيارة ابنائهم ،ومع ذلك  تمادى برفض منحهم الموافقة على تنظيم الرحلة.
 و في نفس الوقت؛ كانت لجنة العائلات في تواصل مع اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالحسيمة والناظورالتابعة للمجلس الوطني لحقوق الانسان، التي قدمت الطلب باسمها وهو ما جعل السلطة المحلية توقع على الموافقة.
 ومع ذلك ستتجد عراقيل أخرى امام العائلات متمثلة في تعنت مندوبية النقل بمنح الموافقة لانطلاق الرحلة، وهذا الوضع أجج غضب العائلات وسبب في تاخيرالرحلة لازيد من ساعة ونصف عن موعدها المقرر.
وبعداستيفاء الزيارة بسجن عكاشة في شروط مختلفة عن الزيارة السابقة التي تابعت مدونة الفضاء العمومي حيثياتها، رصدت الصفحة الخاصة بلجنة عائلات معتقلي حراك الريف  بسجن عكاشة ظروف زيارة العيد هذه بالتدوينة التالية كمصدرموثوق للخبر بالصور والتسجيلات و البيانات:
"هذه حكاية زيارة تاريخية لعائلات المعتقلين السياسيين إلى سجن عكاشة، وهي أول زيارة جماعية قامت بها، عانينا من أجل تحقيقها، وأمام صمودنا كلجنة العائلات وكل الذين ساهموا معنا في تحقيق هذه الزيارة بعد أن قمنا بكراء حافلة سياحية لنقل المسافرين، نجحنا في لم شمل العائلات رغم كل شيء، نجحنا في تقوية عزيمة الأمهات اللواتي كن قويات صامدات، وكان المعتقلون أقوى منا جميعا، وأقوى من سجانيهم، كانت الزيارة بعواطف إنسانية قوية، تمكن فيها كل السجناء من تبادل الحديث مع كل العائلات وكان إدخالهم بشكل جماعي في قاعة واحدة خلال الزيارة مصدر قوة للأمهات اللواتي آمن ويؤمن ببراءة أبنائهن.. شكرا لكم على تضامنكم بدون استثناء، وتقبلوا سلام المعتقلين الذين يحيون كل الشرفاء في كل مكان
الحرية للمعتقلين

انطلقت الرحلة من الحسيمة 23:30 ليلا ووصلت في حدود الساعة 10:30 صباحا 27/06/2017
وقد بدأت رحلة العودة عند الساعة 15:30 من مساء هذا اليوم.. دعواتكم لهم للعودة بسلام

بلاغ سابق عن الرحلة

عقدت عائلات معتقلي الحراك الشعبي بالريف مساء يوم السبت 24/06/2017 على الساعة العاشرة ليلا بمقر الاتحاد المغربي للشغل بالحسيمة، اجتماعا موسعا ضم العديد من أفراد عائلات المعتقلين على خلفية أحداث حراك الريف. وبعد مناقشات مستفيظة عبر من خلالها المتدخلون عن مواقفهم من مجموعة من المبادرات التي يتم الترويج لها والتطورات التي عرفتها مدينة الحسيمة في الآونة الأخيرة. وقد أكدوا بأن طريقة اختطاف أبنائهم هي غير قانونية وشابتها خروقات منافية للقوانين ولمقتضيات دستور 2011 وكذا للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي صادق عليها المغرب. كما عبر المتدخلون في اللقاء عن معاناتهم النفسية التي أصبحت تتفاقم يوما بعد يوم، وعن آلامهم وجراحهم كعائلات من ويلات الاعتقال. وقد صيغت خلاصات الاجتماع التي اتفق عليها الحاضرون في النقاط التالية.
إننا كعائلات المعتقلين:
 ـ نطالب بالإطلاق الفوري لسراح كل المعتقلين السياسيين على خلفية الحراك السلمي بالريف، وإسقاط التهم التي يتم التحقيق فيها معهم، وإلغاء المتابعات.
 ـ نتشبث ببراءة المعتقلين السياسيين من التهم الثقيلة التي تلفق لهم، ونستنكر بشدة طريقة اختطافهم وما رافق ذلك من مداهمات للمنازل في جنح الظلام وترويع الآمنين في مراقدهم.
 ـ ندين التحركات التي قامت وتقوم بها السلطات المحلية بتوظيف أجهزتها وإمكاناتها من أجل التأثير على عائلات المعتقلين واستغلال ظروفهم الاجتماعية والنفسية المزرية التي يمرون بها من أجل توقيع رسائل استعطاف بشكل فردي لتوهيمهم بإطلاق سراح أبنائهم.
 ـ أننا تربطنا بالمعتقلين صلات قرابة، وهم راشدون عاقلون مسؤولون عن أنفسهم، ولا يحق لنا أخلاقيا ولا قانونيا بأن نوقع على أية وثيقة أو رسالة تعنيهم بشكل شخصي ومباشر.
 ـ نستنكر أجواء الاحتقان التي تذكيها الجهات الأمنية عن طريق استفزاز المواطنين في الشوارع، ونطالب بوقف الاعتقالات العشوائية التي تقوم بها تلك الأجهزة، ورفع كل مظاهر العسكرة وإعادة الهدوء إلى المدينة والطمأنينة إلى سكانها. ونعتبر أن المقاربة الأمنية ليست حلا بتاتا ولن تكون كذلك للخروج من هذه الأزمة.
 ـ نستنكر جميع المحاولات التي تبتغي استغلال معاناة المعتقلين وعائلاتهم والمتاجرة بها لتحقيق أهداف سياسية ضيقة.
ـ نحمل الجهات المسؤولة عن هذه الاعتقالات، مسؤولية تردي الوضع الصحي لأمهات وآباء المعتقلين وكذا أفراد عائلاتهم وما قد يترتب عنه من مآسي إنسانية قد تتسبب في حالات الوفاة أو أية أزمة نفسية أو صحية لأحد أفراد العائلة. 
 ـ نذكر الرأي العام الوطني والدولي بالمناشدات التي كان يوجهها نشطاء الحراك قبل اعتقالهم لأعلى سلطة في البلاد من أجل التدخل لإيجاد حد للأزمة والاستجابة للملف المطلبي. وبناءً عليه فإننا نناشد الملك محمد السادس بالتدخل من أجل إيجاد مخرج للأزمة، عن طريق الإفراج عن المعتقلين وإسقاط كل التهم الثقيلة التي تلفق لهم كمدخل أساسي للخروج من هذا المأزق، مع فتح حوار جاد ومسؤول معهم والجلوس إلى طاولة الحوار لوضع حد لمعاناتنا كعائلات، ووضع حد لمعاناتهم كمعتقلين، من أجل تجاوز حالة الاحتقان التي تعرفها المنطقة.
عن عائلات معتقلين حراك الريف
الحسيمة بتاريخ: 25 يونيو 2017





lundi 26 juin 2017

اغنية مهداة إلى معتقلي ومناضلي حراك الريف

ردود فعل فورية ضد تجاوزاستعمال القوة بالحسيمة يوم العيد



لم يتردد مثقفون مغاربة فاعلون على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي، وغيرهم، في التنديد المباشر بالعنف المفرط من قبل القوات العمومية  المغربية المسجل يوم عيد الفطر الاثنين 26.6.2017 لتفريق المحتجين  بمدينة الحسيمة للمطالبة باطلاق معتقلي حراك الريف، من بينهم الكاتب و الباحث عبد الرحيم العلام الذي علق على شريط تم تداوله يرصد تجاوزات غير مبررة في  استخدام القوة باعتبارها انتهاك لحقوق الانسان، يضع المجلس الوطني لحقوق الانسان امام مسؤولياته الاخلاقية  تجاه الدولة  من جهة و المجتمع من جهة أخرى كما جاء في تعليقه:

" أليست هذه جريمة ضد حقوق الانسان؟
ألا يعدّ الإفراط في استعمال العنف ضد المحتجين، انتهاكا لحقوق الانسان؟
ما معنى أن يعتدي أفراد القوة العمومية على مواطن مستلقي على الأرض، والاعتداء بالأرجل على امرأة لا تحمل حجرا ولا حتى لافتة؟
أفتونا يا جماعة المجلس الوطني لحقوق الانسان.
نوروا عقولنا يا أيها الذين اتهموا المحتجين بالعنف والاعتداء على عناصر الامن.
 هل ينقل لنا الاعلام الرسمي هكذا مظاهر، أم يكتفي ببلاغات وصور مديرية الأمن، وبيانات الخارجية المغربية ضد "النظام القمعي في فنزويلا".

في حين؛ كتب الاعلامي كريم حضري بقناة تيلي ماروك المغربية الحديثة في تدوينة له على حسابه بالفيسبوك متسائلاً باستغراب عن مبررات العنف المسجل اليوم بالحسيمة في حق المتظاهرين : "واش الملك أوصى الحكومة خيراً بالحسيمة و أهلها، ولا حرشهم عليهم".

وأضاف بالحرف :" البارح الملك جمع الوزراء و عاتبهم و انتقدهم و عاقبهم من أجل تسريع تحقيق مطالب الناس في الحسيمة و إنجاز المشاريع التنموية؛ و المسؤولين جايين كاينتاقمو من الناس اليوم في الحسيمة؛ ضرباً و جرحاً، تنكيلاً و اعتقالاً".
و عيد زين هذا .

و استنكر  ما يحدث من عنف بالحسيمة بالقول : ‘إنكم لا تزيدونهم إلاّ حقداً و كرهاً و ابتعاداً.
بعد الذي حدث اليوم، و الله يحق السؤال:
واش نتوما حكومة و لا عصابة !؟.

اما كبير خماسي مواسم الانتخابات الياس العُماري رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة ، والعهدة على كلامه، فهو لم يفوت الفرصة دون أي كلام والسلام ، فقد اطلق في تدوينة له لجام شعوره:

" بحقد شديد على وسائل التواصل الاجتماعي التي تحمل لنا الأخبار السيئة يوم العيد. و علق على حسابه بالفيسبوك في شأن ما يحدث بالحسيمة "، ولم يشر الى السبب والمسبب والمسؤول والمسؤولية ، وكأنه شاهد  كابوسا من الرسوم المتحركة في فيلم مرعب:

 "في كل الأعياد التي كنت أمضيها مع العائلة أو الأصدقاء، كنّا نتوصل بالتهاني والأخبار السعيدة، حتى ولو لم تكن هناك أخبار سارة، فإننا لم نكن نتوصل بالأخبار السيئة ونحن في غمرة العيد".

وأردف : "طوال حياتي، وبالخصوص في مناسبات الأعياد التي أتذكرها، لم أشعر بالكراهية الشديدة اتجاه أي شيء جامد أو كائن حي…واليوم في عيد الفطر، شعرت بكراهية وحقد شديدين تجاه التكنولوجيات الحديثة، من هاتف نقال وشبكات التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها وأصنافها، لأنها تنقل لي أسوأ الأخبار".

EspacePublicالفضاء العممومي








مسيرة عبر الجبال نحوالحسيمة لتفادي الحواجز يوم العيد


لحظة رفع الحواجز امام المشاركين في مسيرة الحسيمة بوم العيد



اختطاف المواطنين من الشارع بالحسيمة يوم عيد الفطر

26/06/2017 الحسيمة يوم العيد

اجتيازثروكوت الحاجزالامني بنجاح في اتجاه الحسيمة

dimanche 25 juin 2017

تصريح والدي الزفزافي ليلة العيد

حوار صريح مع سعيد شعوالبرلماني السابق في برنامج مواجهة

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في عيد ميلادها الثامن والثلاثين


بقلم: سليمان الريسوني

قبل أشهر، سأل مذيع في إحدى الفضائيات احمد الهايج، الرئيس الحالي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عن رأيه في قرار حكومي متعلق بحقوق الإنسان؛ وعندما أجابه الهايج بأن القرار إيجابي، قاطعه المذيع وهو يقول: "هذا سكوب.. الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تتحدث بإيجابية عن قرار حكومي!"، فعلق الهايج بهدوء: "نحن لسنا كما يشاع عنا من أننا نعارض من أجل المعارضة، أو نـُسوِّد وجه المغرب.. نحن نتحدث بموضوعية نسبية حسب ما يتوفر لنا من معطيات".
لا أحد ينكر الحضور الفارق والاستثنائي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في المشهد الاجتماعي والسياسي المغربي؛ فهي جمعية كبيرة، حسب مؤيديها، وأكبر من جمعية، حسب منتقديها الذين يقولون إنها تتجاوز إطار حقوق الإنسان إلى المجالات التقليدية للأحزاب والنقابات.
والحق أن كلاّ من مؤيدي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومنتقديها الموضوعيين على صواب في ما يذهبون إليه؛ فعلى المستوى التنظيمي، تعتبر الجمعية أكبر منظمة حقوقية على مستوى العالم العربي وأوربا! إذ يصل عدد منخرطيها إلى أزيد من 14 ألف عضو، موزعين على 100 فرع، وهو ضعف مجموع أعضاء كل المنظمات الحقوقية العربية، وهو رقم يتجاوز عدد أعضاء العصبة الفرنسية لحقوق الإنسان التي تعتبر أكبر منظمة حقوقية في أوربا.
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هي أول منظمة حقوقية في العالم أبدعت مفهوم "جماهيرية النضال الحقوقي"، فقبلها كانت المنظمات الحقوقية حكرا على نخبة محدودة من المحامين الذين يضطلعون بإعداد تقارير تتسم بالعمومية في رصد واقع حقوق الإنسان في البلدان أو الجهات التي يوجدون بها، فكانت الجمعية المغربية سباقة إلى إشراك ضحايا خروقات حقوق الإنسان، بغض النظر عن مستواهم المعرفي في الدفاع عن حقوقهم، دون إنابة أو توكيل.
وعلى المستوى الحركي، خطت الجمعية، على عهد رئيسها الأسبق، عبد الرحمان بن عمرو، خطوة واسعة في اتجاه الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، اتسعت أكثر مع مجيء النقابي عبد الحميد أمين لرئاسة الجمعية في 2001، حيث ستدخل الجمعية طرفا في كبرى المعارك العمالية، من منطلق أنها جمعية شاملة وأن النقابات محض إطارات حقوقية متخصصة في حقوق العمال. كما لعبت الجمعية دورا محوريا في تحريك تنسيقيات محاربة الغلاء وطنيا. أما على المستوى السياسي، فقد أصّلت الجمعية، حقوقيا، وبذكاء لافت، لثلاثة شعارات/ مفاهيم، سياسية، هي: الإمبريالية، والعلمانية، والدستور الديمقراطي.
هذا الحضور والتراكم، الكمي والنوعي، الجاد، جعل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان محط احترام وتقدير كل المنظمات الحقوقية المغربية والمغاربية والدولية؛ فالجمعية تترأس، في شخص رئيستها السابقة خديجة رياضي، الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان الذي يضم 23 منظمة حقوقية، منها القريبة من العدالة والتنمية والعدل والإحسان وحزب الاستقلال؛ كما تترأس الجمعيةُ التنسيقيةَ المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان (24 منظمة حقوقية من المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا وفرنسا)، وتعتبر المرجع الأول لأغلب المنظمات الحقوقية العالمية، وفي طليعتها هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية.
هذه المصداقية وهذا الاحترام اللذان تتمتع بهما الجمعية لدى كل المنظمات الحقوقية، وطنيا وإقليميا ودوليا، لا نجد أي أثر لهما في علاقتها بالدولة المغربية التي لم تكتف بـ"سحل" نشطاء الجمعية في الشوارع، بل تجاوزت ذلك إلى اتهام جمعيتهم في ذمتها المالية والوطنية، دون تقديم بيانات ودلائل على ذلك أو تقديم مسؤولي الجمعية إلى القضاء، هذا من الناحية المالية؛ أما من ناحية المواقف الوطنية، فلم تعمل الجهات التي تتهم الجمعية بمحاباة الانفصاليين إلا على إلقاء كلام عمومي وفضفاض، مع أن موقف الجمعية من قضية الصحراء يبقى معقولا ومقبولا، حيث تطالب الجمعية أطراف النزاع باللجوء إلى "الحل الديمقراطي والفوري للنزاع، والتصدي لكافة الانتهاكات الناتجة عن النزاع مهما كان مصدرها". هذا الموقف الذي "تـُخوّن" عليه الجمعية من طرف بعض المسؤولين وأذنابهم، تُعاتَب عليه، أيضا، من طرف دعاة "حق تقرير المصير" وطنيا ودوليا، وفي مقدمتهم مسؤولون داخل منظمة العفو الدولية الذين يطالبون الجمعية بالتزام الموقف الحقوقي الأممي في هذا الصراع، أي القول بـ"تقرير المصير".
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي هاجمت ادريس البصري وهو في السلطة، وعادت تدافع عنه عندما سُحِب منه جواز السفر؛ الجمعية التي تنادي بالعلمانية وتؤازر المعتقلين السلفيين؛ الجمعية التي تنتقد انتهاكات الدولة في مجال حقوق الإنسان، وتعقد معها اتفاقيات للنهوض بهذه الثقافة... جمعية كهذه من العادي أن تثير قلق مسؤولين لا يتصورون مغربا يضُم إطارا يفكر ويقرر ويتحرك خارج الإطار المحدد سلفا.