mercredi 5 novembre 2025

"خذوا الحكمة من أفواه السفهاء" الخوفَ جعل الصهيونية أسطورةً في عقول الجبناء / علي انوزلا


 
نعم، كان يُقال قديمًا "خذوا الحكمة من أفواه السفهاء"، واليوم تثبت الأحداث صدق هذه المقولة. فعندما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه نشأ في عالمٍ تدور فيه السياسة حول إسرائيل "حيث كانت كلمة واحدة سيئة عنها كفيلة بإقصائك من السياسة، بينما اليوم كلمة واحدة جيدة عنها تُقصيك منها" لم يكن مخطئًا. والزلزال السياسي الذي هزّ نيويورك ليلة أمس خير دليل على صواب كلمته، وعلى عمق تلك الحكمة المتوارثة.

انتصار #زهران_ممداني المسلم، اليساري، والمنتقد الصريح لإسرائيل، هو انتصارٌ لجيلٍ جديدٍ من الأميركيين الذين تجرّؤوا على تحدي اللوبي الصهيوني في عقر داره، في قلب عاصمة سلطته المالية وقوته السياسية وجبروته العالمي.

إنه أيضًا انتصار للرواية الفلسطينية التي أعادت حرب الإبادة الصهيونية في غزة إحياءها في الوعي العالمي، فبفضل تضحيات عشرات الآلاف من الشهداء، تزلزل الوعي الأميركي وتحرر تدريجيًا من عقدة الخوف من انتقاد سلطة اللوبي الذي ظل لعقود يتحكم في القرار السياسي الأميركي يصنع الرؤساء ويٌتوّج الملوك.

هذا الانتصار ليس سوى الخطوة الأولى في طريقٍ طويلٍ لدحر شعبوية ترامب وغطرسته، تلك التي تتغذى على التملق للوبي الصهيوني وتستمد منه شرعيتها الزائفة.

وهو آخرا، وليس أخيرا، انتصارٌ يحمل رسالةً إلى كل القوى الديمقراطية الحرة في العالم، بأن الإرادة قادرةٌ على كسر المحظورات وصنع المستحيل، وبأن الخوفَ من الصهيونية وأتباعها وأذنابها هو ما جعلها تبدو أسطورةً في عقول الجبناء والعملاء الذين يحكموننا.


https://www.facebook.com/share/p/1FKX1gGSJh/

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire