mercredi 19 octobre 2016

قراءة في تاريخ الشهيد وديع حداد/خالد حجار




خالد حجار




ما زلت أعيد قراءة تاريخ هذا البطل،
إنه الشهيد وديع حداد؛
كلما أقرا تاريخه ادرك انني على حق أن فلسطين لم تنجب بطلا مثله بعد، بالامس كانت ذكرى العملية لبطولية في القدس والتي صرع فيها ابطال احرار تتلمذوا في مدرسته صرعوا الإرهابي زئيفي وأرخت الاغنية الفلسطينية هذه العملية في انصع صفحات تاريخ البطولة للشعب الفلسطيني.


https://www.youtube.com/watch?v=iMxzfOEcjxA

الشهيد وديع حداد لم يستطع فكرا او حزبا او جماعة أو قوة احتوائه أو احتواء نضاله أو تسخيره لغير فلسطين والنضال من اجلها كنضال قومي مرفوض تجزئته، ليست هذه الايام ذكرى رحيله ولكن كلما مرت ذكرى فيها بطولة مميزة دائما اتذكر هذا القائد. 
ترى لو كان وديع حداد بيننا ماذا سيقول لابناء المرحلة ؟؟؟
اتخيل نفسي امامه سائلا هذا السؤال : من هو برأيك ليس عميلا او متواطئا أو مهادنا أو مساوما اليوم ؟؟؟ أظنه سيتهم نفسه لانه سمح ببقاء هؤلاء أحياء ، أو لانه سمح لطبيعة الصراع أن تصل لهذا الحد.
لفلسفة هذا القائد أبعاد اخرى لا يدركها الثوريون من غير ابناء العروبة ، وليس هذا طرحا عنصريا فالثوريون سواء عندي بكل المصطلحات ، ولكن للثوري القومي العروبي زيادة في الانتماء للفكر الثوري النابع من عمق المعاناة ، واي منا يدرك المؤامرة التي امتدت منذ سايكس بيكو وتقسيم الوطن العربي لفرض الهيمنة عليه وزرع الكيان الصهيوني في فلسطين ولغاية اليوم ممتدة ، يدرك ان من يفكر بالعمل الثوري لتحرير فلسطين فقط هو قصير القامة الثورية ، وإن العمل على تحرير فلسطين كعمل نسعى من ورائه إلى اسقاط مؤامرة سايكس بيكو ونتائجها والعمل على المستوى القومي نحو الحرية والاشتراكية والوحدة هو الثوري طويل القامة.
أظن انني تعلمت هذا كله من قراءتي لتاريخ هذا البطل وفلسفته ، وتعلمت ايضا ان كل من يسعى لدويلة فلسطينية هادفا من ورائها ان يجلس على كرسي رئاسي أو وزارة ويلهث وراء بناء المؤسسات وما اسموه بالمشروع الوطني هو إما مريض او مشبوه ولا يصلح أن يكون ضمن الثوريين ، فليست فلسطين إلا معركة ممتدة ومتواصلة يليها مئات المعارك ويسبقها مئات المعارك والتحرير يعتبر جسرا لمرور الثوريين نحو الحرية والاشتراكية والوحدة ، أو العكس ، فتحرير أي بقعة عربية من الهيمنة وقيام دولة قومية ثورية يعني فتح باب امام الثوريين لخوض معركة فلسطين. 
جدلية قد نختلف فيها طويلا ، فتحرير فلسطين في رؤية الزعيم الخالد ناصر ياتي بعد اسقاط رؤوس المؤامرة الرجعية وطرد قوى الهيمنة الاستعمارية من جسد الوطن العربي ، حينها يستطيع الوطن العربي النهوض وخوض معركة فلسطين ، ولا اظن ان القائد القومي الفلسطيني وديع حداد يختلف مع هذه الرؤيا وإن صاغ نهجا ثوريا يضرب عمق العدو الصهيوني فيصيب رأس الهرب في الامبريالية راعية المشروع السايكس بيكاوي الذي أنشا الكيان الصهيوني، أقصد ان ضرب الكيان الصهيوني هو ضرب للامبريالية براسها وإن كان الكيان الصهيوني أحد أذنابها. 
فلسفة تكاد أن تسمعها في تاريخ هذا القائد أو أزيز الرصاص الذي انطلق تلبية لنداء هذا القائد او اوامره كان ناصر واضحا في نهجه وفكره واهدافه فرسم لكل الثوريين طريق الانتصار ، هذا ما اكدته الشعوب الثائرة التي استطاعت أن تنتصر بالدم والثورة وليس بالمفاوضات والحلول السلمية التي ترعاها الامبريالية ، ولا يوجد ثورة في العالم كله اعتمدت دعم الامبريالية لها ، لهذا كان نهج ناصر واضحا وصادقا ، أما في قراءتي لفلسفة وديع حداد التي ارفض كل الرفض ان توصف بالتطرف والغلو، اقول ان وديع أيضا كان واضحا وصادقا ولكنه ليس فقط يرفض لغة التسوية والمفاوضات بل يرفض الاهداف المرسومة من قبله إذا تحققت عن طريق المفاوضات ، وطبعا ومعروف مسبقا أن أهداف الثوري القومي لن تتحقق عن طريق المفاوضات يوما وقد اعلنها ناصر مرارا بأن ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة وأن الصراع مع هذا العدو هو صراع وجود وليس صراع حدود. 
من يؤمن بنهج ناصر ستفضي به الطريق إلى فلسفة هذا القائد الذي لن تنجب مثله فلسطين بعد، أظنني اخالط في نفسي غلوا أراه صوابا وواقعيا ولكي أعتدل في قولي أقول : لكل رؤيته ويبقى وديع حداد القائد الشهيد الذي لا مثيل له في الواقع الذي اعيشه.
خالد حجار


 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire