mercredi 5 septembre 2018

المدرسةُ ستنتجُ فقراء اللغة العربية


عبدالرحيم هيري

قرأت اليوم نصا في كتاب مدرسي قررته وزارة التعليم المغربية، كان النص يروم اغناء قاموس المتعلم، لكنني حين تصفحت النص هالني خلوه من أي اغناء، وغناه بألفاظ لن تفيد المقبل على تعلم اللغة العربية شيئا.
" سآكل لك الحلوى،" فبغض النظر عما تحمله الجملة من ايحاءات ، فافتقارها لقاموس غني يضمن لنا الإستمرار والتطور، يجعلها جملة ضمن الجمل والنصوص التي لن تنتج لنا إلا جيلا فقيرا لغويا أفقر من هذا الجيل الحالي.
نعم تطورت اللغة العربية بالدخيل من الألفاظ واغتنت، لكن بشروط منها أن الدخيل تم تعريبه ليمشي ممشى اللفظ العربي، ولم يبق كما هو لفظا غريبا تم اقحامه في اللغة العربية.
ودور النحت اللغوي هذا مجاله، حيث يتكلف علماء اللغة بنحت المفردة نحتا لغويا حتى يصير لها اشتقاق، إذ اللفظة العربية التي لا اشتقاق لها لا تعتد عربية، فالإسم مشتق من فعل، والفعل مشتق من اسم بغض النظر عن أصل الإشتقاق هل هو الإسم أم الفعل.
وما نحتْ له البرامج التعليمية
" المستحدثة أو المعدلة أو الإصلاحية " لا يدخل في باب النحت ولا الإشتقاق، مما يجعل لفظ " البغرير " يبقى لفظا غريبا عن اللغة العربية لأن لا اشتقاق له مثله مثل الكثير من الألفاظ التي اقحمت اقحاما في الكتب المدرسية التي تروم خلق لغة وسطا تُعتمد في تدريس اللغة العربية.
" البغرير" كيف لي أن أوصل المصطلح لإبن سوس وهو الذي لا وجود للإسم في لغته ولا وجود له في ثقافته؟
ثم إننا حين نصل بالتلميذ إلى مستوى الإشتقاق، ماذا سنقول له عن كلمة " البغرير" ، ما أصلها؟ وما جذرها ؟ وماذا كان عمل اللغويين في تعريب الكلمة؟
لسنا ضد الدخيل، ولكننا ضد ليّ عنق هذا الدخيل دون الإلتزام بالقواعد الحاملة للغة العربية.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire