dimanche 11 novembre 2018

بيان مسيرة الكرامة : ضد تثبيت الساعة الإضافية



إن الشعب المغربي خزان لا ينضب لطاقة التغيير التحرري من أجل الديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ورغم مظاهر السكون الظرفية التي تعلو إلى السطح أحيانا، فإن قوته النضالية الكامنة ما تفتأ تعبر عن ذاتها وبالعنفوان والنضج اللازمين، أمام الانتهاكات المتكررة للدولة ولأدواتها التنفيذية في حق الشعب المغربي، والمغطاة من طرف الطبقة الحاكمة المتنفذة والمهيمنة على القرار، والاستفراد بالحكم والاستبداد المخزني الذي بسط يده على الحقل السياسي ومقدرات البلاد الاقتصادية، مع استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وقمع الحريات.
إن استفراد الحكم المخزني بالقرار الارتجالي لفرض تثبيت الساعة الإضافية ضد إرادة الجماهير وأوسع شرائح الشعب المغربي، والذي عبرت الشبيبة التعليمية عن رفضها لإنزاله القسري، بتظاهرات واسعة عمت ربوع كل المغرب، وخلفها الأسر المغربية التي مسها هذا القرار الانفرادي في استقرار عيشها مع فلذات كبدها، ما ولد سخطاً عارماً على الاستبداد بالقرار وعلى كل الاختيارات الجائرة للحكم المخزني، ابتداء من انتهاك جيوب المغاربة بضرب القدرة الشرائية للمغاربة وتحرير الأسعار ما سبب غلاء كل المواد الأساسية، وتوسع هامش الفقر حتى على الطبقة المتوسطة، وكذا ضرب القطاعات الاجتماعية من تعليم عمومي وصحة وسكن ونقل، مقابل استعدادات الحكومة، بأمر من الحكم المركزي لتفويت وخوصصة ما تبقى من مؤسسات حيوية عمومية لتغطية عجز كل صناديق الدولة المنهوبة، وتدبير لاشعبي لحكومة ضعيفة وقد تخلت عن كل صلاحياتها للحكم الفردي، وارتهنت بشكل مقصود لمديونية مهولة سترهن مستقبل الاستقلال الاقتصادي للأجيال اللاحقة، بتثبيت التبعية لدوائر الرأسمال الأجنبي، وما تثبيت الساعة الإضافية إلا تمظهر جلي لنفس التبعية. لم يتبق أمام أجهزة الدولة لتمرير كل هاته المخططات التصفوية لمصالح الأسر المغربية وأوسع شرائح الشعب المغربي، إلا قمع الحريات وبسط سياسة الاعتقالات وانتهاك الحريات على كل القوى الطامحة للتغيير الديمقراطي من أجل سلطة من الشعب وإلى الشعب، كان آخرها سيل المتابعات والاعتقالات التي مست نشطاء الحراك الشعبي المطلبي العارم، والذي رمى بخيرة الشباب المغربي خلف القضبان، امتدت أحكامها لمدد وصلت لقرون في مجملها، كانت أشدها على معتقلي الحسيمة وجرادة، وحتى من بقي خارجها اضطره الإحباط لموجات الهجرة القسرية التي تحصد أرواح شاباتنا وشبابنا.
إن الواجب النضالي أملى علينا كقوى من مختلف المشارب، لكنها في خندق الجماهير الشعبية ومع مطامحها في التغيير الديمقراطي ودفاعا عن الحقوق والمصالح الحيوية لأوسع الشرائح المتضررة من سياسات الدولة الاستبدادية، أن ننزل للشارع وسط دينامية احتجاجات الشعب المغربي، لتعبئة كل طاقاته قصد إسقاط هاته الخيارات الانفرادية ودفاعا عن حق المغاربة في صون كرامتهم واحترام رأيهم، ونعلن للرأي العام ما يلي :
- تشبتنا بإسقاط القرار الانفرادي للدولة بتثبيت الساعة الإضافية، وبضرورة العودة لتوقيت غرينتش.
- إقرارنا بعدالة المطالب التي نزل من أجلها نشطاء الحراك في كل ربوع المغرب، ودعوتنا لتماسك القوى الديمقراطية من أجل انتزاع مطلب السراح الفوري لمعتقلي الحراك، ونحيي بالمناسبة صمود العائلات، واستماتتة الشبيبة التلاميذية في تعبئة انتفاضة الشارع.
- استمرارنا في النضال الوحدوي والمنظم دفاعا عن التعليم العمومي كرافعة للتغيير وللترقي الاجتماعي لبنات وأبناء المغاربة.
- رفضنا لضرب القطاعات الاجتماعية الحيوية للمغاربة : صحة، تعليم، نقل، سكن،... أمام الاستفراد بالثروة والسلطة من طرف قلة من الأسر المستبدة بالحكم.
- استماتتنا في خوض النضال المشترك مع شباب ونساء وشغيلة الشعب المغربي وقواه الحية والشريفة في خندق التغيير الديمقراطي.
- تحميلنا للدولة مسؤولية قراراتها الانفرادية، وخياراتها الجائرة والنابعة من الطبيعة الاستبدادية للحكم، وما ترتب وسيرتب عن ذلك من احتقان اجتماعي وسياسي.
- اعتبارنا مسيرة اليوم مقدمة لمزيد من النضال الوحدوي على أرضية المطالب الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية لبناء مغرب جديد للحريات والكرامة والعدالة الاجتماعية.
عن مسيرة الكرامة.
الرباط، الأحد 11 نونبر 2018
.

















Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire