vendredi 17 février 2023

حسين مروة: فيلسوف النزعات المادية العظيم / سمير دياب

 


سمير دياب
الرفيق حسين مروة، فيلسوف، نسج خيوط معرفته العلمية بمهارة المفكر المبدع وجدلها بمنهجه المادي رابطاً الماضي بالحاضر، ليشكل عناصر فلسفته في موسوعة (كتاب)
" النزعات المادية في الفلسفة العربية –الاسلامية" الذي حمل في طياته الدليل المادي على أن مفهوم التراث يختلف باختلاف المنهج المستخدم، وباختلاف الموقع الطبقي بين منهجين على طرفي نقيض هما : المنهج المادي الماركسي والمنهج المثالي الميتافيزيقي . فمن موقع الفيلسوف الفكري والطبقي كشف من خلال ربطه للتراث، تطور البنية الإجتماعية وتناقضاتها في تلك المرحلة التاريخية، وأثبت أن ما يتضمنه التراث من مواقف مثالية أو نزعات مادية أو ثورية هي مرتبطة موضوعيا بتطور الواقع الإجتماعي، وأن الصراع الطبقي يشكل حجر الزاوية من أجل التحرر الوطني.
وان معرفة التراث تختلف بإختلاف الموقع الطبقي بين الناظرين فيه، وأن النظرة إلى الحاضر تختلف، أيضاً، بإختلاف هذا الموقع. فهناك حاضر الطبقات والفئات الرجعية الذي هو على موعد مع الأجل يتأجل، وهناك حاضر الطبقات والفئات الثورية الذي هو الممكن ضد القائم وتناقضاته. ولكل من تلك وهذه، حاضرها المتميز، بإختلاف الحاضر بين الطبقات لإختلاف موقعها الطبقي، فيه تختلف علاقة الحاضر بالماضي، وتختلف معرفة الماضي "التراث" لإختلاف النظرة الأيديولوجية – الطبقية للتراث. بالرغم من كونه، كواقع تاريخي واحد. فإن ما تم كشفه حتمته الشروط المادية - التاريخية لحركة التحرر الوطني، آنذاك، التي حتمت ضرورة إنتاج معرفة ثورية للتراث، تنطلق من موقع الطبقة العاملة وأيديولوجيتها التي تحدد علميا الموقف الثوري من قضايا الحاضر. فمن هذا الموقع وضع المفكر حسين مروة الأسس الثورية لعلاقة الحاضر بالماضي المؤسسة لبناء المستقبل الآتي على أنقاض الحاضر الرجعي وقواه.
مسيرة نضال الفيلسوف الشيوعي حسين مروة المعرفية ، تم رصدها، واصدار قرار رجعي - عدمي بإيقافها واغتيال المفكر العظيم حسين مروة، وتم ذلك في 17 فبراير 1987 باقتحام منزله في بيروت، وإطلاق رصاصات ظلامية حاقدة، بعد أن أرتعب أصحاب الفكر الظلامي الرجعي من قوة سلاح هذا "العامل المعرفي" وإنتاجاته الفكرية والسياسية والثقافية التي تصب جميعها في خدمة العلم والسلم والتقدم ، أي في خدمة مشروع حركة التحرر الوطني العربية، وفي المقدمة تحرير فلسطين، وتحرر شعوب العالم المضطهدة .
لقد أيقن المفكر الشهيد حسين مروة أن فكر التخلف هو فعل التخلف والبقاء في ظلام التخلف.
وان فكر العلم هو تقدم في انوار التقدم . وان المنبع الصالح لبناء حضارة الإنسان لا بد من أن تكون خارج سيوف الظلم والتكفير والاستغلال، وخارج بنادق الاستعمار والاحتلال بأشكاله والوانه وصوره.
حقا، "أن العظيم من عاش كالشمس، فأحيا بعمره الاحياء"
إلى فيلسوف الثورة والعلم الشهيد حسين مروة في الذكرى ال36 لاستشهاده، تحية حب ووفاء، وتحية شكر لثروتك العلمية التي تركتها للأجيال التي لا تقدر.
17 فبراير 2023

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire