lundi 20 février 2023

حمة الهمامي ينعي الرفيقة العزيزة ريم الحمروني

 


كلمات تدمي القلب
لروحها السٓكينة والسٓلام ...لذكراها الخلود ...ولنا جميعا جميل الصٓبر والسٓلوان

ما أصعب الحياة...
ما أسهل الموت...
ماتت ريمُ الرّيم... ماتت سمراء السمراوات... ماتت الزنبقة الحمراء... ماتت الرفيقة والصديقة والعزيزة ريم الحمروني هذا الصباح... اختطفها اللّعينُ دون مقدّمات... ودون سابق إنذار ليُنْهي حكايات ألف ليلة وليلة...
"وسكتت ريم الرّيم عن الكلام المباح...حين صاح الديك معلنا أن الصباح قد لاح..." لتترك فينا من الجراح جراح...ومن اللوعة لوعات...
عرفتها زمن الشدائد... كانت تأتيني مبتسمة، ضاحكة، وضفائر شعرها المسرّح على الطريقة الإفريقية تنزل على خديها وعلى جبينها...
كانت تأتيني لنقاش أو تسلّم مراسلة لها أو لزوجها رفيق الدرب محمد مزام...
كنت أخاف عليها من أعين البوليس التي لا تنام... ولكنها كانت تهزأ من خوفي عليها...
كانت تبهرني بشجاعتها...كانت دائمة الاستعداد لمعارك الحرّية...بطريقتها الخاصة...من خلال الثقافة وما أدراك ما الثقافة التي ولعت بها ريم وجعلت منها وجها من أشهر وجوه الكوميديا في بلادنا...
كنت أذهب إلى منزلها العائلي لأقابلها وأقابل محمد، وكانت تصحبني أحيانا ابنتي الصغرى سارة التي تقضي الوقت الذي نناقش فيه نحن في اللعب مع صبرا الجميلة...
وكانت تصحبني أحيانا راضية...
كانت راضية تحبّ ريم لأن راضية مثلها مثل ريم ضحوكة، تحبّ النكتة وتكره "الكُبّي"، فلا تسمع، إذا التقيتا، إلا قهقهتهما... "ابتعد عن كل من يعكّر بهجتك...فالحياة قصيرة جدا لتتحمّل الأغبياء..." هكذا كانت تقول الراحلة...
وشاءت الصدف أن يكون إلى جانبي، بالمنزل، يوم إيقافي صبيحة 12 جانفي 2011، يومين قبل إسقاط الدكتاتورية، رفيقي محمد مزام الذي اقتيد معي إلى وزارة الداخلية حيث تعرض للتنكيل والإيقاف ولم يطلق سراحه إلا بعد هروب بن علي...
في صباح ذلك اليوم، يوم سقوط الدكتاتورية، كانت ريم الحمروني إلى جانب راضية أمام وزارة الداخلية للاحتجاج وللمطالبة بإطلاق سراح زوجها... وكان يرافقهما الأستاذ الجليل والمناضل جلول عزونة...
لبؤتان في وجه غيلان "الداخليةّ" التي كان مجرّد المرور أمامها يبعث الرّهبة في النّفوس لما شاع من حكايات حول الأهوال التي تجري وراء جدرانها السميكة والرّماديّة...
سَمِح سقوط الدكتاتورية لريم بإطلاق العنان لمواهبها "المصنصرة" في التمثيل والتنشيط في عدد من الإذاعات والقنوات التلفزية وعلى خشبة المسرح وفي السينما... بقيت ريم هي...هي...ريم الجميلة، المتواضعة، المرحة التي لا تترك لك إلا حلا واحدا وهو أن تحبّها...
أحبّك ياريم...
يا رفيقتي...
ويا صديقتي...
وداعا...وداعا....
ما أصعب الحياة...
ما أسهل الموت...
صبرا يا صبرا ويا محمّد
ولنكن نحن أيضا من الصابرات والصابرين...
حمه الهمامي
19 فبراير 2023

Ali Khemissi


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire