mercredi 5 février 2025

حفلة الإضراب العام التنكرية/ حسن أحراث



ماذا بعد الحفلة التنكرية، أي "الإضراب العام"؟!
العيب فينا وليس في شعبنا..

سيمُرّ الإضرابان العامّان ليوم 05 فبراير وليومي 05 و06 فبراير 2025، أو لنقُل مرَّ الإضرابان العامّان، وانتهى الأمرُ و"كفى "النظام" والرفاق شرّ "القتال" أو الجدال. إن فقط الحديث عن إضرابين عامين متزامنين ومتأخرين ومفاجئين (بيه فيه) وبدون تنسيق يُوضّح خلفيتهما غير البريئة، وحتى لا أقول الخبيثة أو الماكرة. أما تناول نسب النجاح أو الفشل بهذه المدينة أو تلك، بتفاؤل أو بيأس اعتمادا على الأرقام المعلنة الخادعة، فلا يعدو غير انخراط في لعبة مكشوفة لتنشيط "سيرك" النظام الذي يتوخى التضليل وبالتالي فرض الأمر الواقع؛ مثال تمرير القانون التكبيلي للإضراب بحلبتي اللعبة المسماة "ديمقراطية" (مجلسي النواب والمستشارين).
إن النضال والتضحية لا يُقاسان بالأرقام المبتذلة، لأن مؤشرات النضال والتضحية تكمنان في الفعل النضالي المتواصل والمنسجم خارج السجن بالمعامل والحقول والساحات الواسعة وحتى داخل السجن. واستمرار معاناة عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس ومعاناة ضحايا النظام بالحوز (ضحايا الزلزال) ومعاناة عمال المناجم ومعاناة العاملات الزراعيات والعمال الزراعيين بشتوكة ايت باها وبمناطق متعددة ببلادنا، تعد المؤشرات الحقيقية لنجاحنا أو فشلنا، سواء كان الإضراب العام أو لم يكن..
ومن باب نضالي وأخلاقي، أنحني إجلالا وتقديرا واحتراما، أمام نضالية وكفاحية الشغيلة وكافة القواعد النقابية والمناضلين النقابيين وغير النقابيين الصادقين، نساء ورجالا، اللتين جعلتا من الإضراب العام، سواء بالنسبة للكنفدرالية الديمقراطية للشغل أو الاتحاد المغربي للشغل أو غيرهما، محطة نضالية متميزة لخدمة قضية شعبنا؛ وهي أدرى بحقيقة ومناورات البيروقراطية على رأس النقابتين المذكورتين، مركزيا وقطاعيا.
فمن السهل "لعن الظلام" في السر أو حتى في العلن، لكن من الصعب تثبيت النور أو على الأقل الدعوة إلى ذلك وفي العلن وبكل ما يتطلبه الأمر من استعداد للمعاناة. إنه من السهل "لعن" البيروقراطية وتجريمها كما النظام القائم بالمقاهي وعلى الصفحات الالكترونية، لكن من الصعب الوقوف أمامها، أي التصدي لها والنظام القائم، بشموخ واعتزاز وبصدر عار..
إن التحدي النضالي الحقيقي يكمن في الوضوح والاستمرارية النضاليين، موقفا وممارسة، من قبل ومن بعد؛ وهو ما يجب نضاليا أن يتحلى بهما المناضلون الحقيقيون..
إن الإضراب العام صار ألعوبة بيد البيروقراطية النقابية، وقد توضّح منذ الآن وحتى قبل الآن مصير نضالات الشغيلة والطبقة العاملة بالخصوص..
نعم، نستطيع أن نفهم مناورات البيروقراطية، لكن إلى متى؟
إن الخطوة الأولى هي فضح هذه المناورات الدنيئة؛
ثانيا، التأكيد على أنها مناورات بتنسيق مع النظام القائم والباطرونا؛
ثالثا، العمل على بناء آليات تجاوزها، وليست الخطوة الأولى غير الاقتناع بأولوية الاشتغال على ورش الأداة الثورية والانخراط في سيرورة بنائها..
إن من يُطبّل بحماس للعفوية ويصفّق لها، من منطلق التذمر ورد الفعل العشوائي، يخدم النظام القائم بوعي أو بدونه؛ لأن المطلوب بالدرجة الأولى هو بناء الحزب الثوري، حزب الطبقة العاملة؛ المنظم والمؤطر للصيغة أو الصيغ النضالية المناسبة للمرحلة التاريخية الراهنة، أي الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية...
ولتكن الانتفاضات الشعبية المجيدة، من انتفاضة الريف سنتي 1958/1959 الى انتفاضة 20 فبراير 2011 وما بعدها، مرجعا لنا وشعلة تنير طريقنا على خطى شهداء شعبنا الماركسيين اللينينيين...
إن العيب فينا وليس في شعبنا...

 

Hassan Aharat

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire