mardi 7 avril 2015

وقفة تأمل ومراجعة مع الذات الحقوقية والإنسانية في حقل الهجرة




ان التخبط الذي يعرفه الفعل الحقوقي بالمغرب خصوصا الجمعيات التي تشتغل في قضايا الهجرة ،ومظاهر التشتت الذي نال من العمل المشترك بين العديد من الجمعيات الفاعلة في مجال الهجرة زادها غيا وضلالا ،من خلال انخراطها في السياسة الجديدة للهجرة التي تجاوزت خطاب السياسة المندمجة والإنسانية التي يجب ان تحفظ كرامة المهاجر ، ومن ثم صارت تفقد بوصلتها الحقيقية في الدفاع عن حقوق المهاجرين الاساسية ،   وحينها اتجهت الى الهرولة نحو الواجهات الاعلامية والسياسية ونحو التطبيع  المخزني والى تخمة التمويلات .
الآن يتعرض المهاجرون لعملية تمشيطية واسعة في غابة كوركو طالت اكثر من 1200 مهاجر ، فقد تم ترحيلهم الى عدة مدن مغربية ، الكثير من المهاجرين الذين هربوا بحلمهم وبجلدهم من دول النكبة والفتن الكبرى ، هربوا بآلامهم ومعاناتهم نحو البحث عن غد افضل ،اما الان فهم يصطدمون بواقع اخر اسمه تبخر الحلم وعودة سيزيف من جديد الى مصارعة الصخرة معلنا تحدياته الجديدة ، تبخر الحلم ، وتشتت شمل الجمعيات التي كانت تقف الى جانب ألمهاجرين ، خلال الزمن الجميل للفعل الحقوقي الذي بدأ يخبو ويغيب ويذبل ، في مقابل الزمن الحالي للجمعيات الراكبة على موجة السياسة الجديدة للهجرة الذي بدأ يتقوى بشكل جلي ،ويظهر للقاصي والداني ،لقد انجب الزمن الجميل عدد من النخب من المهاجرين الافارقة  و بعد ذلك ابانوا على علو كعبهم في دول الاستقبال الاوروبية ، وقد تعملوا الكثير من نخب المغرب ،ومن مناضليه  في مجال ثقافة حقوق الانسان .
 لقد اصبح المهاجرين بالمغرب حاليا يتخبطون في مصيرهم البائس وحائرون في وهم الاقامة في المغرب ، وفي نفس الوقت غارقون في حلم الوصول الى الفردوس المفقود ، المهاجرون الان يصنعون جمعياتهم ككعة من الحلوى ليأكلون منها كلما جادت يد الرحمة عليهم ببعض المساعدات البر والاحسان  بالمكافاة عن الايمان الذي ينتابهم بالدفاع عن حقوق اخوانهم في المصير المشترك ،ومن ثم تحول لديهم الفعل الحقوقي و النضالي الى خطاب رنان في الصالونات وفي باحات الفنادق الفخمة .
ولهذا فان التشتت الذي تعيشه كل من الجمعيات المغربية الحقوقية و الجمعيات من اصول افريقية لا تقدم سوى المزيد من الهزائم والخذلان العظيم ،والخاسر الاعظم في خضم هذا الواقع المر ليست  سوى حقوق المهاجربعينها .
إن تشتت الجميع يضع جهود الجميع في مهب الريح ، وتفكك عرى وحدة المجلس والتكامل في اطارالشبكة الاوروافريقية ترك فراغا تملأه الطبيعة بطريقتها الخاصة ،،،
الآن، أين نحن من السياسة الجديدة ومن التسوية الاستثنائية للمهاجرين بدون اوراق، وأين نحن الآن من الفعل الحقوقي والإنساني والاجتماعي فوق التراب المغربي.

سعيد بوعمامة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire