dimanche 5 novembre 2017

صلاح الوديع: حان الوقت لتغيير الموقف الجبان في التخلي عن المدرسة العمومية


صلاح الوديع؛ يكتب عن مهزلة ورزازات
أستسمحكم هذا الصباح في التعليق على أهم خبر سمعته قبل قليل.
لا يتعلق الأمر ب"زلزال" السعودية ولا بقرار اللجنة المركزية للتقدم والاشتراكية ولا بانتصار الوداد ولا باعتقال مجرمي مراكش.
يتعلق الأمر بورزازات. يتعلق الأمر بفيديو-كارثة. فيديو يوثق لاعتداء مهين، كارثي، إجرامي على أستاذ بالمدرسة العمومية (ثانوية...) من طرف عدد من تلاميذ قسمه. هذا الفيديو قررت عمد المشاركة في ترويجه. لكنني سأحاول مناقشته بشيء من الهدوء ما أمكن.

شاهدت الفيديو مرارا كأنما أتجرع المرارة، لكن ليس من المرارة بدٌ.
وجدت فيه - على الأقل - ما يلي:
 
ـ حالة واضحة توثق لاعتداء متكرر ومستمر في الزمن من طرف تلميذ بالمستوى الثانوي في حق أستاذه 
 
ـ إصرار التلميذ المجرم الرئيسي على تعنيف الأستاذ وإلحاق الأذى به، حيث تهجم في مرة أولى ثم عاد للاعتداء ثم استمر في الضرب على الرغم من تدخل تلميذ أو تلميذين، وهو ما يعاقب عليه القانون طبعا
 
ـ التواطؤ المكشوف مع التلميذ المعتدي من طرف أغلبية أقرانه، ويظهر ذلك في امتناعهم عن التدخل من أجل تخليص الأستاذ من العنف المستمر للتلميذ، وهو ما يعاقب عليه القانون كذلك،
 
ـ احتمال مشاركة تلاميذ آخرين عند سقوط الأستاذ أرضا مما لا يسمح الفيديو بالتأكد منه بوضوح،
 
ـ قيام أحدهم بتسجيل الحادثة كأن الأمر يتعلق بمشهد للإمتاع وليس اعتداء على أستاذ،
... ـ تصرف البعض منهم بتهكم يخفي ارتياحا عميقا لما يجري
الحقيقة، ليس في مقدوري الآن أن أعلق بشكل بارد على هذا الحدث.
لكن ما يمكن أن يصرخ به المرء في هذا الصباح المحزن هو أن إنزال العقاب الإداري والقضائي بالمتورطين والتعريف بذلك مسألة ملحة مستعجلة حتى قبل وضع اليد على بقية مجرمي مراكش. لأن الداء في الحالة الأولى أخطر وأعمق وأنكى...
المسألة الثانية هو أننا نمضي جميعا نحو الجدار بسرعة جنونية، إذا لم نتدارك الأمر الآن...
المسألة الثالثة وهو أن الوضعية الخاصة بالشباب عموما تتطلب وضع خطة كبرى تتوجه إليه حصرا في ما يمكن تشبيهه ب"خطة مارشال" تهم المدرسة العمومية والإعلام والرياضة والثقافة والتجنيد الإجباري العام والصارم والشغل والضرب بيد من حديد على كل تلميذ يتطاول على أي عضو من أسرة التعليم.
نعلم جميعا أعطاب المدرسة العمومية وقد حان الوقت لتغيير الموقف الجبان للعديد منا والمتمثل في التخلي عن المدرسة العمومية وركوب موضات "التعليم الخصوصي"، ونعلم جميعا المجهود المطلوب لعودة المدرسة العمومية للعلب دورها تعليما وتربية وتثقيفا وتأهيلا،
لكن لا يمكن بأي حال تبرير الجريمة المرتكبة في ورزازات بالأعطاب القائمة أو بالسياسات القديمة.
كلنا نعرف – حتى ولو لم نتعلم حرفا واحدا - أن ضرب الآخرين مدان أخلاقيا في جميع الثقافات والديانات والحضارات منذ غابر الأزمان.
رجاء من الذين سيبررون تصرف التلاميذ بمثل هذا أن يمتنعوا عن التفاعل مع هذا الرأي.
أعتذر مسبقا إن عبرت عن هذا الطلب بكل هذا الاحتداد...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire