mercredi 25 décembre 2019

حجي المبرور إلى "أوسلو" (من وحي الكريسماس) / رشيد أيلال


L’image contient peut-être : 1 personne, assis et intérieur

حجي المبرور إلى "أوسلو" (من وحي الكريسماس)

بقلم رشيد أيلال
قبل شهور خلت لبيت دعوة جمعية موزاييك بالنرويج التي يرأسها عالم الفلك "المغربي النرويجي" الدكتور حوماد عاشور، لإلقاء محاضرة بالعاصمة أوسلو حول "الموروث الديني بين التمحيص والتقديس"، فكانت تلك أول زيارة أقوم بها لهذه الدولة الاسكندنافية، والتي تركت في نفسي انطباعا صوفيا لن أنساه ما حييت.
فما إن تطأ قدميك مطار النرويج حتى تشعر بتلك الجاذبية الغريبة اتجاه البلد وأهله، الذين يستقبلونك بابتسامة مشرقة كلما التقت نظرتك بنظرة أحد النرويجيين، أو إحدى النرويجيات، بحيوية وحبور لامثيل لهما، تشعرانك بالدفء الكبير، رغم برودة الجو الذي يصل إلى ما تحت الصفر.
وأنا في الطريق إلى العاصمة أوسلو من مطارها الدولي، وقبل أن أدخل المدينة لاحت لي بناية فخمة وضخمة في مدخلها، تستقبلك بكل وضوح، فسألت صديقي الدكتور عاشور عنها، قكان جوابه لي أن تلك البناية الفخمة والضخمة ليست سوى أكبر مسجد للمسلمين في أوسلو، حيث يمارسون طقوسهم الدينية بكل أريحية وحرية، وببحث صغير على غوغل وجدت أن أوسلو المدينة الصغيرة تتوفر على 55 مسجدا، تنتشر في كل أنحائها وأرجائها، ويحج إليها آلاف المسلمين، وببحث أكبر علمت أن الدولة تمنح دعما ماليا لهذه المساجد يصل إلى نحو عشرين مليون دولار سنويا، طبعا هذا الدعم الذي تحصل عليه هذه المساجد، كي يتمكن المسلمون بأوسلو من أداء شعائرهم الدينية الإسلامية الخاصة، في أحسن الظروف، "هذا الدعم" يدفع من جيوب دافعي الضرائب، ومنهم مسيحيون ويهود ولا دينيون وبوذيون وملاحدة ولا أدريون ومثليون وبائعوا خمور وبائعوا لحم الخنزير ومسلمون أيضا، كل هؤلاء يسهمون في أن يؤدي المسلمون طقوسهم وعاداتهم وفرائضهم الدينية في أرقى وأفضل وأحسن الظروف.
في خضم هذا كله، وفي سياق عرضنا هذا لواقع الإسلام في أوسلو، وما يعيشه المسلمون من طمأنينة ورفاه ديني ودنيوي، تعلو الحناجر في هذا الوقت بالضبط من السنة في بعض مساجد أوسلو، خلال خطب الجمعة وفي المحاضرات والندوات والمواعظ والفتاوى منادية بتحريم تهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد، ويشدد الكثير من الفقهاء والوعاظ والأئمة في هذه المساجد التي تأخذ دعمها من أموال الدولة النرويجية، التي ليست إلا تحصيلا لدافعي الضرائب وكثير منهم مسيحيون، على تكفير كل مسلم يقوم بتهنئة هؤلاء الذين يدعمون هذه المساجد، لتصبح القاعدة، تجوز لنا أموالهم بغض النظر عن مصدرها، ويحرم علينا تهنئتهم في أفراحهم!!!
إن الأذى الذي بات يصدر عن كثير من المسلمين في بلدان آوتهم بعد تشرذم، وأعزتهم بعد ذلة ليدق ناقوس الخطر، لأنه لاتفسير لهذه التصرفات إلا أن من يقوم بها لا أخلاق لهم، ولا احترام لمشاعر غيرهم في أنانية مقيتة، لذلك فإني أدعو المسلمين في كل بقاع الأرض كي ينصهروا مع غيرهم في إنسانية بديعة، وليقطعوا الطريق على من يشوه صورة الإسلام والمسلمين، باسم الإسلام، فهؤلاء أصبحوا شوكة في حلق الإنسانية، يؤججون الكراهية في قلوب الناس الذين أحسنوا إليهم، ويتسببون في تنامي ظاهرة الإسلامفوبيا، بشكل رهيب، وأذكر مشهدا رائقا أعجبني في أوسلوا حينما تظافر مواطنوها إناثا وذكورا صغارا وكبارا رفقة الشرطة، ليحموا مساجد المسلمين كي يؤدوا شعائرهم الدينية خلال الأعياد الإسلامية تحسبا لأي اعتداء على المسلمين، فشتان بين أخلاقهم وسلوكنا!!!


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire