mercredi 25 mars 2020

المناضل اليوم في مفترق الطرق / حسن أحراث

L’image contient peut-être : une personne ou plus


المناضل اليوم..
المناضل اليوم، تائه.
المناضل اليوم في مفترق الطرق، حيث لا أفق بدون بوصلة. فإن لم يتحد المناضلون اليوم، متى سيتحدون؟!! وإن لم يضح المناضلون اليوم، متى سيضحون؟!!
المناضل اليوم، محاصر. فلا صوت يعلو على صوت "الإجماع".
المناضل اليوم، يعاني حصارا لا يقل شراسة عن حصار النظام.
المناضل اليوم، يحصد فراغات الأمس. المناضل اليوم، يؤدي ثمن المزايدات والصراعات الهامشية والتافهة.
اليوم، رغم ذلك، يوم المناضل...
اليوم، رغم ذلك، يوم تضحيات ونضالات شعبنا وفي مقدمته الطبقة العاملة...
اليوم، رغم ذلك، يوم دروس الماضي وبطولات الحاضر...
فأينما ولى المناضل وجهه سيجد مرآة، مرآة الحقيقة.
مرآة المناضل تقيس درجة اقتناعه ومؤشرات نضاله ومستوى تضحيته. كل مناضل يرى نفسه عاريا. وكذلك الظلامي والشوفيني، والرجعي عموما...
رموز من ورق سقطت أقنعتها، وتجارب هشة تهاوت...
قاوم رفيقي واصمد في خندقك، خندق شعبك.. قل ما يفيد وبدون تردد أو اصمت. ففي صمت المناضل فوائد. إن المحك هو الفعل/الميدان...
يد المناضل ممدودة الى المناضل...
إنه شوط، وسينتهي...
إن الثرثرة اليوم في كل مكان. الكل صار عالما، والكل صار متخصصا ومحللا، والكل صار مناضلا...
اليوم يا رفيقي، يوم الجبناء، فليثرثر كل الصامتين والمتخاذلين...
اليوم فكت عقدة اللسان. يتكلمون في الشيء وفي اللاشيء!!
صمتوا دهرا، وينطقون "كفرا"!!
ألا يخجل من يدعي النضال ويتجاهل في نفس الآن المعارك العمالية القائمة حتى الآن؟!!
ألا يستحيي من يدعو "رفاقه" بصبيانية الى لعبة "الغميضة" أو لعبة "حابة" لمقاومة الفراغ، وبطون الجياع فارغة، بل والساحة النضالية فارغة!!
أليس عارا أن تتناسوا العمال المشردين، وتدعون بزهو وبوجوه سافرة الى التعاون الطبقي؟!!
إن حب الشعب ليس التعاون الطبقي، أبدا. إن حب الشعب ليس ترديد الشعارات الجميلة ودغدغة العواطف وتسويق الأوهام...
إن حب المعتقلين السياسيين ليس التملق أو الاستعطاف، إن حبهم هو النضال الشاق من أجل إطلاق سراحهم.
إن الصراع الطبقي لا يعرف التملق او الاستعطاف...
إن الصراع الطبقي لا يرحم...
لقد صنع النظام "بارشوكات" (PARE-CHOCS) وببغاوات حية ومتجددة من أشباه المناضلين وأشباه اليساريين (سياسيون ونقابيون وجمعويون ومثقفون وإعلاميون وفايسبوكيون...)، ومن الأحزاب السياسية والقيادات النقابية والجمعوية...
أما نحن اليوم، فكما الأمس.. ونحن غدا، كما اليوم..
إن مأساة اليوم تنطق البكم، وتسمع الصم...
وإذ يتهموننا بالمبدئية والصمود والصدق و"قصوحية الراس"، وحتى العدمية، وإنها نعم التهم؛ "فيا ليتهم يعايروننا بما هو عار"...
ملاحظة: أقصد بالمناضل اليوم، المناضل الثوري اليوم والمناضلة الثورية اليوم.
Hassan Aharat

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire