lundi 13 septembre 2021

ظاهرة المجتمعات المبوبة شعور بالخوف وانعدام الأمن/ سعيد بوعمامة

 


إن ظاهرة المجتمعات المبوبة (Gated Community)، التي اعتقدنا أنها ظاهرة أمريكية بالولايات المتحدة، لا يعني أنها غريبة أو غير موجودة في الدول الأخرى مثل الأوربية أو في شمال إفريقيا وإنما نجدها في المغرب، وهي أخذة في الانتشار حتى أصبحت تشكل نموذج لنمط الحياة ونموذج لضمان الأمن العام لبعض النخب المتفردة والتي تعيش في نفس المجال الترابي الواحد والموحد بالمعنى الدقيق للكلمة لكن بطريقة خاصة، هل توجد مجتمعات مسورة؟ الجواب: رأينا عددًا قليلاً منها في تنامي مستمر في بعض المناطق الإستراتجية بأطراف المدن المغربية، على هذا الأساس، يمكننا فهم وراء هذه الظاهرة هو الاتجاه الملحوظ بشكل متزايد لأعضاء الطبقات الغنية التي تعيش قمة الهرمي الاجتماعي تسعى إلى حماية نفسها والابتعاد عن الفئات الاجتماعية الفقيرة بهدف ضمان الحياة الهادئة والرغيدة فيما بينها، يعكس هذا السلوك شعورًا قويًا بانعدام الأمن والخوف من "فيروس" عامل القرب - داخل الحي وفي المدرسة - من السكان الذين يعيشون في وضعية غير مستقرة، ويخافون ان يشكلوا في يوم ما التهديد الحقيقي و"العدو الداخلي" لهم.
باختصار، هناك العديد من الناقشات العلمية، تناولت ظاهرة المجتمعات المغلقة او المسورة او المبوبة والتي تتجلى فيما يلي:
1 / التعبير عن الخوف من الآخر، والتي تصل إلى حد مرض الجنون الأمني،
2 / مظهر من مظاهر الخوصصة المتزايدة للمدن،
3 / نتيجة الأزمة في الفضاءات العامة الحضرية وتفاقمها من خلال الفصل الحضري.
هذه الظاهرة نجذها في مدينة طنجة والتي بدأت في الانتشار بشكل ملفت في الآونة الأخيرة، خصوصا في بعض مناطق أطراف المدينة الحضرية لطنجة، ذات النظام البيئي المهم، وموقع استراتجي مميز وجذاب للطبقة الغنية التي تسعى إلى الاستقرار في تلك المنطقة بعيدا عن الضجيج وأنين الفقراء و البؤساء.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire