بيان سياسي صادر عن جبهة النضال العربي الموحد
حول المواجهة العسكرية بين الجمهورية الإسلامية في إيران والكيان الصهيوني المؤقت
تتابع جبهة النضال العربي الموحد بوعي ثوري ومسؤولية تاريخية تطورات الصراع المتصاعد بين الجمهورية الإسلامية في إيران والكيان الصهيوني المؤقت، وتؤكد ما يلي:
أولًا – إنّ موقفنا المبدئي من النظام القائم في إيران قائم على أساس نقد جذري لطبيعته الاستبدادية، ولدوره السلبي في قمع الحريات والقوى التقدمية داخل إيران، كما في توظيفه للبعد الطائفي كأداة لإعادة إنتاج اصطفافات تخدم مشاريع الهيمنة، بدلًا من تعزيز وحدة قوى التحرر. وهو موقف مبدئي نابع من انحيازنا للشعوب في نضالها من أجل التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وفي مقدمتها الشعب الإيراني الشقيق.
ثانيًا – رغم موقفنا المعارض للنظام الإيراني، فإننا نرفض بشكل قاطع أي عدوان صهيوني أو أمريكي يستهدف إيران أو أي دولة أو شعب في منطقتنا، ونعتبر هذا العدوان امتدادًا طبيعيًا للمشروع الإمبريالي الصهيوني الذي يسعى إلى تفكيك المنطقة وإخضاعها تحت أنظمة الهيمنة الرأسمالية.
ثالثًا – نؤكد في هذا السياق أنّ موقفنا يتقاطع مع المواقف المبدئية التي عبّر عنها بعض الرفاق الشيوعيين الإيرانيين من تيارات "الفدائيين" المناهضة للنظام من جهة، والمناهِضة للعدوان الإمبريالي الصهيوني على إيران من جهة أخرى، بوصفه عدوانًا يستهدف مقدرات الشعب الإيراني وحقه في تقرير مصيره، وفي امتلاك الوسائل الدفاعية الرادعة، بما في ذلك الحق في امتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض الردع، ما دامت القوى المعادية تمتلكها وتلوّح باستخدامها. وندعو في هذا السياق القوى الشعبية التقدمية داخل إيران إلى مواصلة نضالها العادل من أجل الحرية والعدالة، بالتوازي مع التصدي لأي عدوان خارجي يستهدف إرادة الشعب الإيراني.
رابعًا – نعتبر أن المعركة الحقيقية في المنطقة هي بين الشعوب والقوى الثورية من جهة، وبين منظومة الاستعمار والتطبيع والرجعية من جهة أخرى، وأنّ الكيان الصهيوني المؤقت سيبقى العدو المركزي لشعوبنا العربية ولكل قوى التحرر في العالم. وأي مواجهة معه، مهما كانت أطرافها، لا يمكن أن تُقاس بمواقفنا الأيديولوجية من الأنظمة، بل بانحيازنا التاريخي لتحرير فلسطين، ودعم كل مقاومة تسعى إلى كسر المشروع الصهيوني وإفشاله.
خامسًا – إننا في جبهة النضال العربي الموحد نُحذر من محاولات جرّ المنطقة إلى اصطفافات مذهبية وطائفية تخدم مصالح القوى الاستعمارية، ونؤكد أن المعركة الحقيقية هي مع الإمبريالية والصهيونية، وأن وحدة شعوب المنطقة على قاعدة التحرر والكرامة هي الرد الحقيقي على كل محاولات التفتيت.
المجد للمقاومة...
الموت للمشروع الصهيوني الإمبريالي...
الحرية للشعوب في تقرير مصيرها...
جبهة النضال العربي الموحد
15 حزيران / يونيو 2025
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire