jeudi 26 décembre 2013

اعتصام جك الـ197: أحياء الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس صدام حسين




قبل سبعة أعوام، تدلى البطل الذي واجه الإمبريالية والصهيونية من على حبل المشنقة فارتفع حذاءه فوق رؤوس جلاديه، ووشم اسمه على قلب الأمة العربية للأبد قومياً عربياً صلباً لا يعرف الهوان ولا يتساقط مع أوراق الخريف ولا يقبل التجيير في الربيع المزيف.

إن أهم ما يفعله الذين يحاولون تشويه صدام اليوم، غير ممارسة الأكاذيب والدعاية المضادة المكشوفة، أهم ما يفعلونه في المنهج، هو الانطلاق في تقييم صدام حسين الرئيس الشرعي للعراق وقائد المقاومة العراقية ومؤسسِها، خارج سياق معركة الأمة. ومن هذه البداية المزورة، يحاولون أن يفرضوا علينا التعاطي مع صدام حسين كمجرد، كفردٍ معلقٍ في الفراغ ذي أخطاء أو خطايا، أو كحاكم لإحدى الجزر الضائعة في المحيطات، ليحولوه بعد ذلك إلى شخصية طائفية. إنهم يحاولون أن يقدموا صدام حسين خارج سياق المشروع القومي، خارج سياق التحديات التي تواجهها الأمة، خارج المعركة على النفط ووحدة العراق، خارج صراعنا التاريخي كوطنٍ عربيٍ مع قوى الهيمنة الخارجية، سواء جاءت من الشرق أو الغرب.

إن صدام حسين يمثل ثلاثة أشياء:

فلقد كان أولاً قومياً في منهجه..

وكان ثانياً مقاوماً في نموذجه..

وكان ثالثاً جذرياً في موقفه..

وتلك الصفات الثلاث، بانصهارها فيه، هي ما يعنيه صدام حسين اليوم. ومن يحب صدام حسين لغير هذه الصفات لا يعرف الرجل، ومن يكره صدام حسين وهو يحب تلك الصفات لا يعرف الرجل..

وفي سياق ما يسمى ب"الربيع العربي" الذي أسهم بعض زاعمي الإسلام مع الليبراليين بتشكيله على هيئته الأمريكية كما نراها اليوم، لا بد من الإشارة لجريمة معنوية وسياسية كبرى ترتكب اليوم بحق العروبة ورموزها في العراق وهي جريمة محاولة تجيير القائد القومي خالد الذكر صدام حسين لمصلحة السياسة السعودية والقطرية في هذه المرحلة. فصدام حسين أكبر من أن يجير طائفياً، أو لمصلحة مجلس التعاون الخليجي وسياساته الصغيرة.
وصدام حسين الذي واجه الأمريكان وحلفاءهم في حرب ضروس بين عامي 1990 و2003، ومن ثم كقائد للمقاومة العراقية، والذي واجه حصاراً لم يعرف له التاريخ مثيلاً ولم يتراجع، والذي رفعته المشنقة بدلاً من أن تهوي به، لم يكن من الممكن له أن يقف مع الأمريكان وحلفائهم في معركة تركيع سورية، وما كان من الممكن له أن يرضى عمن يستخدمون اسمه زوراً للتبرير التدخل الأجنبي في الوطن العربي.

أما من يزعم أنه يتأسى بصدام حسين، فنذكره بالمدد العراقي لسوريا في حرب 1973، على الرغم من الخلاف الضاري بين جناحي البعث في سوريا والعراق وقتها، لأن القومي العربي الحقيقي يفكر بمصلحة الأمة أولاً، لا بالحسابات الصغيرة، ومصلحة الأمة تكون بدعم من يخوض معركة وجود الأمة ضد الإمبريالية والصهيونية (بشار الأسد الآن)، وتكون بكشف الغطاء عمن يتحالف مع الإمبريالية والصهيونية (قوى الإسلام السياسي الآن)، بغض النظر عن الذريعة.

لصدام حسين الذي قاد تجربة تعرضت للعدوان والحصار لأنها مثلت مشروعاً قومياً، لصدام حسين الذي رفض الدخول في التسويات مع العدو الصهيوني في أقسى لحظات حصار العراق، لصدام حسين الذي لم يبخل يوماً على المقاومة الفلسطينية بالعون والمدد، لصدام حسين الذي استشهد واسم فلسطين على لسانه، لصدام حسين الذي لم يتردد في الانتقال من كرسي الرئاسة إلى خندق المقاومة على أن يقبل بالتعامل مع أعداء الأمة، لصدام حسين الذي نور ليل العرب بالصواريخ التي القاها على الكيان الصهيوني، لصدام حسين الذي لم يعرف إلا فلسطين الممتدة من البحر إلى النهر، لصدام حسين الذي قاتل الأمريكان وعملاءهم حتى الشهادة، نهدي اعتصام جك الـ197 ونظل نردد دوماً:

كل بوصلة لا تتجه للقدس هي بوصلة مضللة أو مشبوهة أو مخترقة.

شارك بأطول اعتصام بتاريخ الأردن..

وسنواصل في اعتصامنا الأسبوعي رقم 197، يوم الخميس الموافق في 26/12/2013، من الخامسة والنصف حتى السادسة والنصف مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.

من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.

احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.
موقفك. أرضك. قضيتك.


جك

إبراهيم علوش

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire