jeudi 3 juillet 2014

صـــــــــــورة لــــــفضح الـــــــــــــعري الإنـــــــــــساني


ما الذي تريدين قوله أيتها البرلمانية عبر التقاطك هذه الصورة ؟
لا أحد يشك في أنك تلتقطين صورة مع أم وطفلة هما من بين الملايين الذين يعيشون على هامش الهامش في بلدنا المغرب؟
لا أحد يمكن أن يشك وهو يرى انحناءتك إلى جانب طفلة في وضعية هشاشة أنك تريدين التقاط صورة لنفسك وأنت تجودين على طفلة فقيرة..
لا يمكنك أن تدعي أنها صورة التقطت بطريقة عفوية..
لما طلبت من شخص ما أن يلتقط لك هاته الصورة، ما هي الصورة التي أردت أن تروجيها عن نفسك؟؟؟
ـ أنك كامرأة تتعاطفين مع الفقراء و تشفقين عليهم؟ فهل يكون منح كأس ياغورت لطفلة فقيرة تعاطفا ويستحق التشهير؟
ـ أم أنك كبرلمانية، تتعاطفين مع فقراء البلد الذي يؤدي لك من ضرائب مواطنيه مبلغا خياليا فقط لأنك وصلت - ولا ندري كيف كان الطريق الموصل - إلى البرلمان ؟ حتى إذا قبلنا بمنطق الشفقة والإحسان ، فهل كوب من الياغورت يفي بالغرض؟
ـ أم هي سياسة الحزب الذي تمثلينه "الاتحاد الاشتراكي" الذي كان يعتبر نفسه إلى عهد قريب حزب "القوات الشعبية"؟ هل بالتقاطك صورة مخجلة تعتبرين أنك تتواصلين وتتعاطفين مع القوات الشعبية ؟ لما كان هذا الحزب فعلا حزب القوات الشعبية والطبقات الكادحة كان يمثلهم ويتكلم بأصواتهم عاليا من أجل الدفاع عن حقوقهم وانتزاع مكتسبات لصالحهم من كل الجهات المعنية؟ 
هذه الصورة المخجلة بكافة المعاني، لا تعري واقع حزب الاتحاد الاشتراكي فقط، بل واقع التردي والانحدار الذي وصلت إليه الممارسة السياسية في بلدنا،،لو كان حزب القوات الشعبية لا زال يحترم فقط بعض المبادئ التي قام عليها ونادى بها، لو كان حزب القوات الشعبية لازال وفيا لعطاءات مناضليه ومناضلاته الكبار الذين ضحوا من أجل جعله قوة سياسية قوية وفاعلة في مرحلة معينة،،لكان مصيرك أيتها البرلمانية الموقرة، بكل بساطة، هو الطرد من هياكله،،،
لكن والحال ليس كما نتمناه أو نتوقعه،، فها هي صورتك التذكارية مع شقاء فقراء هذا الوطن تجول في الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي دون رقيب أو حسيب.
سينكرك التاريخ لأنك لا تمثلين النساء اللواتي أخذت معهن تلك الصورة، ولا تمثلين حتى نساء الطبقة التي تنتمين إليها، كما أنك وأنت تضعين نظاراتك الشمسية، لا تمثلين سوى صورة البؤس الإنساني وانهيار القيم الأخلاقية والسياسية التي بدونها لا يمكن لفقراء هذا البلد أن يسترجعوا مواطنتهم وكرامتهم..
أسماء بندادا 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire