lundi 5 juin 2017

يا أغنياء المغرب أعطونا درسا في الإنسانية والمواطنة



 
 قبل أن أوجه إليكم ندائي الساذج الذي لا يمكن أن يصدر إلا عن إنسان غبي ومغفل مثلي، أستسمحكم في بسط حقيقة مطلقة، تخصكم جميعا بدون استثناء، يستحيل أن يختلف شخصان حولها، حتى من بينكم : لقد جمعتم ثرواتكم بطرق غير مشروعة، على الأقل منذ أن خضع المغرب للاستعمار إلى الآن، وكدستموها في الأبناك والمجوهرات والعقارات داخل الوطن، وخصوصا خارجه. ألم يحن الوقت كي تتحلون بشيء من الحكمة وقليل من العفة، خدمة للإنسانية والوطنية، التي لا يمكن لأي شعب أن يعيش الاستقرار الأمني المنشود في غيابهما. فندائي بسيط جدا وقابل للتفاعل إذا تحليتم بقيم الإنسانية والمواطنة، لأن شعبنا ووطننا يمران هذه الأيام بظروف صعبة جدا قد تأتي على الأخضر واليابس إن لم تسارعوا إلى الانخراط الفوري والمسؤول في إيجاد الحلول الناجعة والدائمة.
"أيها الأغنياء، تنازلوا للشعب المغربي عن 100% على الأقل من ثرواتكم لضخها في مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، ليس فقط في مناطق الريف التي تغلي حاليا بسبب القهر والظلم والحكرة، وإنما في جميع مناطق المغرب غير النافع التي توجد فوق فوهة بركان ينذر بالانفجار في أية لحظة، وتراجعوا كذلك عن جميع الامتيازات التي تستفيدون منها بدون وجه حق، والتي تسببت في التوزيع غير العادل للثروات ونشرت الفساد في جميع دواليب الدولة وعرقلت التنمية الحقيقية لبلدنا".
 لو استجبتم لهذا النداء، الذي سوف لن يحولكم إلى فقراء بكل تأكيد، لبرهنتم للعالم أجمع أنكم فعلا مواطنون مغاربة حقيقيون بوطنيتكم وإنسانيتكم وحبكم لوطنكم. أما إذا مضيتم على حالكم كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال انتظارا لمرور العاصفة، فإن عاقبتم ستكون في أحسن الأحوال مثل عاقبة الذين سبقوكم ولم ينصتوا إلى أنين شعوبهم، وستكونون الخاسر الأكبر. ففعلوا من فضلكم شعاركم "رابح رابح" الذي ترددونه على مسامع الأفارقة لإقناعهم بمشاريعكم، لأن مقولة المغرب يمثل الاستثناء والنموذج المحتذى به ستذهب مهب الريح لو استمر كل من وزير الداخلية في مقاربته الأمنية، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في زرع الفتن من خلال استغلال الدين لغير الله، للجواب على الاحتجاجات السلمية الهادفة إلى تحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية والتقافية ةالبيئية وتخليق الحياة السياسية في بلدنا العزيز.
 
الحسن محمدي علال
مواطن مغربي غيور على وحدة واستقرار بلده.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire