lundi 28 mai 2018

ناصر الزفزافي ورفاقه ..سنة على الاعتقال



سنة مرت على واقعة خطبة الجمعة بمسجد الحسيمة، التي صادفت تواجد زعيم حراك الريف ناصر الزفزافي بمسجد حيه، لم يستسغ ترك خطيب الجمعة يكيل كل الاتهامات في حقه وأبناء الريف، وتمرير كل المغالطات في حق حراك شعبي شارك فيه كل بنات وأبناء الريف، لم يقو ناصر على الصمت والانضباط للحديث المروي عند بداية كل خطبة جمعة “من لغا فلا جمعة له .” ليتفرق شمل خطبة صلاة الجمعة، وتنطلق شرارة الاعتقالات في حق شباب الريف لم تهدأ لحدود الآن.
ما حدث خلال خطبة الجمعة كان عليه أن يفتح نقاش عمومي ينخرط فيه كل الديمقراطيون، ويتداعى له كل الفاعلين اتجاه مؤسسات مسؤولة عن الحقل الديني، أضحت كل مرة وعند اشتداد الصراع الاجتماعي يتم استدعاء المساجد للقيام ما عجزت عنه الاطراف الأخرى، وتبقى عشرين فبراير نموذجا على هذا التسخير .
هياج المخزن أخرس وأرعب الجميع، ودفع حتى من عرفوا بأغلب “الحداثيين” زيفا بهذا البلد للإصطفاف جهة المخزن، وتنديدهم بتصرف ناصر الزفزافي الذي كسر صمت الجمعة احتجاجا على خطبة مدعية ومتحاملة على حراك الريف، وغيرها من التعليقات التي حاولت إضفاء الشرعية على الحملة القمعية التي شملت الكل.
تصادف سوء طالع “صلاح لشخم” زعيم معتصم تلارواق، أن استدرج من قبل الوسيط” الوزير الأعرج” الذي رتب لحوار كان في الأصل شباك. نزل لشخم من أعالي إساكن لمدينة الحسيمة في مهمة استكمال جمع وثائق إدارية استعدادا لحوار يوم الإثنين الذي كان بمثابة شباك، غير ما اعتقده صلاح وأهله أنه قد يكون حاسم في مصير أرض جماعة “تلارواق”. قبض على صلاح بعيدا عن معتصمه، لينقل بعد ذالك للدار البيضاء وبعدها سوريالية التهم الموجهة إليه، وما يزال سكان تلارواق للسنة الثانية مستمرين في معتصمهم.
محمد المجاوي، الناسك بقمم جبال الريف، اقتحم حجرة سكنه الوظيفية بالليل في غفلة من الساكنة، وبدل أن يشرق يومه على محيا وجوه صغار حالمة بجبال كتامة المنسية رغم كل البؤس، تم نقله عبر طائرة هيليكوبتير عبر رحلتين، الأولى لكوميسارية الحسيمة، والثانية للدار البيضاء وما رافقهما من تعذيب وإهانات..
محمد جلول لم يكمل بعد شهرا عن استنشاقه نسيم الحرية بعد خمس سنوات سجنا عقب حركة عشرين فبراير ببني بوعياش، ليجد نفسه ثانية في متاهة اعتقال ورحلة صمود ثانية لم تمنحه حتى فرصة استرجاع الأنفاس والوجوه.
المرتضى اعمارشا الفقيه الناشط بحراك الريف المثير للجدل والاختلاف، عرف عند حركة عشرين فبراير، وكانت مساهمته بحراك الريف في غالب الأوقات خارج الإجماع، وعرضته بعض تقديراته للكثير من النقد والاتهامات، وتميز بخلفيته الدينية المتجددة، كان بمثابة ملح الحراك. أراد المخزن لتميزه أن يختار له سجن سلا بشكل منفرد عن رفاقه، وجعل من المزحة تهمة وصلت عقوبتها خمس سنوات.
ظل الرهان اعتقال أكبر عدد ممكن من الشباب، والجموح خيالا في كيل التهم للمعتقلين، ويبقى أصدق تعبير رد من قبل أحد المعتقلين ” بيك أولدي” بعدما أنتهى قاضي التحقيق من سرد صك الاتهام في حقه. اعتقل ناصر الزفزافي زعيم حراك الريف، وما رافقه من اعتداء همجي، ثم تسريب بعض صور لحظة اعتقاله ونقله للدار البيضاء بشكل مخل بكل القوانين والمواثيق. إصرار أهالي الريف نساء ورجالا على الخروج، تصاعد وتوسع بمختلف مناطق الريف للمطالبة من أجل إطلاق سراح المعتقلين طيلة شهر رمضان، والاستجابة لمطالب الحراك الاجتماعي، برغم كل القمع والاعتقالات. طالت الاعتقالات أغلب نشطاء الحراك، لم يستثن منه حتى الأطفال، وتوالت تطورات الأحداث والأشكال التضامنية بالداخل والخارج، وسقط شهداء خلال محطات فارقة في مسار الأشكال الاحتجاجية المسطرة سلفا، لينضاف شهيدين لقائمة الخمسة الذين سقطوا إبان عشرين فبراير، وأصر الحراك الشعبي على مطلب كشف حقيقة وملابسات وفاة الشهداء الخمسة.
سنة مرت عن انطلاق حملة الاعتقالات، الكثير من الشباب المعتقل من لم يتم إلحاقهم بمجموعة عكاشة، جاءت في حقهم أحكام قياسية، وعلى عجل، وبعدها تم توزيعهم على سجون متفرقة، لتبدأ رحلة عذاب العائلات بين أبواب السجون والمحاكم، وتوفير مصاريف التنقل وحاجيات المعتقلين، هي في غير إمكانات عائلات المعتقلين الفقيرة، البعض منها لم تتمكن من زيارة فلذات أكبادها حسب تصريحات عائلة المعتقلين. نزل خبر وفاة بعض آباء المعتقلين كمدا ليضاعف منسوب الألم والغضب، وأصيبت بعض الأمهات بالمرض الخبيث حسرة وألما، ودخل معتقلي حراك الريف في إضرابات متتالية، وصلت حد وضع الجميع يده على قلبه في انتظار سماع فاجعة بسبب سوء معاملة إدارة السجن بعكاشة للمعتقلين بشكل متكرر.
دخل ناصر الزفزافي في إضراب مفتوح عن الطعام، سبق وأن أعلن عنه ضدا تنديدا بممارسة إدارة السجن، وبعد سنة من السجن الانفرادي ، التحق مجموعة من رفاقه المعتقلين، وأسرته الصغيرة رغم المرض الذي يفتك بأفرادها. خفتت حركة التضامن من أجل سراح المعتقلين وتكسير الصمت اتجاه واقع الانتهاكات وشروط الاعتقال، وهو وضع يساءل الحركة الحقوقية أولا، وكل الحركة المتضامنة الذي خفتت، ولم تتمكن من تقوية عودها. بدورها حركة التضامن بالخارج الذي تم الرهان عليها تشتت ودخلت في حروب أساءت لحراك الريف أكثر ما ساهمت في دعمه.
جابر الخطيب
https://anwalpress.com/%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%81%D8%B2%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%B1%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%87-%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84/

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire