vendredi 25 mai 2018

بعد مغادرته أسوار السجن أستاذ خريبكة يروي تفاصيل القصة


 مقاربة نفسية تربوية تحليلية لحالة تلميذة واستاذ رياضيات خريبكة

في بداية تشخيص حالة تلميذة واستاذ الرياضيات بخريبكة، لا بد من التذكير باعتبار أن التلميذ هو مركز العملية التعليمية ومحورها ، وعلى هذا الاساس فإن السلوك الذي صدر عن التلميذة يتسم بالانحراف بالدرجة الاولى ،لانه صادر من تلميذة في حق الاستاذ ، وخصوصا ان هذا النوع من الانحراف هو انثوي يؤشر أن صاحبه تلميذة مراهقة ،وهذه المعطيات هي فروق صفية طبيعية ،وبالتالي فخصوصية الطيش قوية جدا ، ومرتفعة بين البنات على الذكور، دون اغفال مسؤولية سلطة الاستاذ داخل فضاء القسم على طول مراحل القاء الدرس في بيئة مدرسية معينة .
ويتجسد هذا الانحراف في غريزة لذة الحاق الأذى بالآخر وخصوصا الأستاذ الذي يقوم مقام الاب ، فتبقى رمزية الاستاذ حاضرة وملازمة لعملية التعلم تجعل النزوع العدواني للمس به هو بالتحديد من أجل التقليل من قيمته في الوسط التربوي داخل فضاء القسم وبالتالي الاستهزاء والسخرية من شخصه، لا لشئ سوى للتعويض عن التخلف الذهني الذي ميز هذا النوع من السلوك المنحرف بهدف فرض شخصية متوهمة بالقوة ،والعنف والعدوانية والازدواجية ،ويصطلح ،على هذا النوع من السلوك في علم النفس التحليلي "بالزملة" وتستعمل اللفظة في العامية المغربية بنفس المضمون النفسي .وفي مثل هذه الحالة المريضة فإن ارجاعها الى وعيها لن يكون كافيا بالحواربل بردعها بمثل ما قام به الاستاذ بصورة صحيحة وملائمة على الرغم من الانفعال أمام هذه الوضعية المشكلة.
ولهذا ؛ فان تدخل الاستاذ بهذا القصد يندرج في مجال الصرامة الضرورية واللازمة ،لان هذا حق المتعلم ، ايضا، بغاية التنبيه والتحذير، تفاديا للتمادي، والحد من آثاره على تكوين الشخصية المتعلم الهشة اصلا، نظرا لانه لا يمكن تفادي هذه الحالة الطارئة داخل القسم أثناء العملية التعليمية أوالتغاضي عنها ،لأنها تخلق النشاز، وتكسرايقاع الدرس، هويمثل عنف ماديا في حق جماعة القسم ،و يتعين دور الاستاذ في ضمان حماية العملية التعليمية من اي عبث محتمل كيفما كان نوعه.
كانت حالة الجانحة تسترعي اكتساب درس جديد ومستعجل بحكم زمن التعلم الافتراضي المختلف عن الزمن العادي، وكان على التلميذة ان تفهمه بحسها العقلي ،ولكن تعذر عليها ذلك ،لانها تبحث عن الفهم الجسدي الحركي الذي ناب عن وظيفة الذهن في التعلم نظرا لعامل القصور، وفي هذه الحالة المريضة، يصبح تدخل الاستاذ بالتعنيف على هذا المستوى تربوي جدا، وهوعبارة عن آلية مهمة جدا يحبذها حتى الآباء ويتوسلون من الاساتذة التصرف على هذا الأساس، مع ان القاعدة تستلزم التهديد بالعنف بدل استعماله في الضرورة القصوى ،وهو عين السياق الذي تندرج في هذه الحالة .
إن هذا النوع من التعنيف فعّال داخل الاسر، و يعتبر شرعيّا في المجتمعات الشرقية، بحكم أن الخوف مكوّن وجداني اساسي ورئيسي لاحترام الآخر، ويمكن من اكتساب الحس المشترك الجماعي، تفاديا لمالا يحمد عقباه من مسلكيات مرفوضة من قبل المجتمع، ويعاقب عليها اشد العقاب لاحقا في وضعيات عدم الاندماج المطلوب والفعّال داخل النسيج الجماعي.
وقد تتطلبت هذه الحالة امكانية تفيعل قدرة التكيف والملاءمة والتعويض للسلوك الغرائزي ،واستبداله بسلوك قيمي هادف ومتطابق مع وظيفة المدرسة التي هي التعليم وليس التربية ،لانها وظيف منوطة بالاسرة ،ولا يمكن التنازل عنها اوالغاؤها في مراحل تكوين الشخصية لكل إنسان في مرحلة تنشئته الاولى.
وعلى هذا الاساس تشكل وساطة المجتمع المدني بمن فيهم التلاميذ من نفس المدرسة و تحركاتهم بتقديم شهاداتهم حول الحاثة لوسائل الاعلام قيمة مضافة تمحورت حول جوهر شفافية العملية التعليمية و مدى تعقدعناصرها وتفاعل مكوناتها وتضامنهم على قاعدة التسامح والغفران والوعي بمنهجية التعلم من الخطأ الضمنية.
وفي جميع الاحوال فإن الاشكال الكبيرالذي يبقى عالقا ومبهما بدون جواب واضح هو جريمة انتهاك حرمة الاستاذ والقسم والمدرسة بتسجيل الشريط ونشره على شبكات التواصل العمومية ، مع ضرورة الكشف عن صاحبه و يجب ان يعاقب لان المقاربة العلاجية المعيارية يجب ان تشمل الجميع بما فيها البحث والتحقيق القضائي وتنوير الراي العام عن شركاء الحمق الصبياني .
الفضاء العموميEspacePublic

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire