lundi 25 juin 2018

قراءة في المأزق الحكومي ووزراؤها الكذابون/ عبد اللطيف راكز


الأيام القليلة القادمة ،ستشهد تعديلا حكوميا مرتقبا حيث سيحاول ملك البلاد من خلال هذه الخطوة امتصاص الغضب الشعبي من الأداء الحكومي، ومن تمركز سماسرة السياسة على كراسي الوزارات التي أصبحت تنعت الشعب "بالمداويخ "وذلك للأسباب الآتية:

1 ـ انه صبر على آداء الحكومات الفاشلة منذ 1963 فكل الحكومات المتعاقبة على الحكم سواء الاستقلالية ،أو الاشتراكية ،أو التكنوقراطية ،أو الاسلامية، تواطأت مع المخزن ، ومع السلطة في تكريس الواقع السيء الذي يعيشه المغرب حاليا والتي تعتبر أقل تشكلاته:
أ ـ حرمان هذا الشعب من حقه في التعليم المجاني : الخوصصة غلبت على مظاهر هذا التعليم. وتم النداء المطلق لإلغاء مجانيته مقابل الدعوة إلى تعميم اللهجة المغربية في اساليبه. وهنا نتذكر علوش وسيجاله مع الدكتور عبد الله العروي .
ب ـ حرمانه من حقه في الصحة ؛ ولعل مظاهر الفساد التي عمت وزارة الصحة دليل على ذلك ، فإضرابات الأطباء وامتناع المتخرجين على الالتحاق بالمناطق النائية وسعي الغالبية منهم للعمل في القطاع الخاص عوض العام وتكريس سلوك اللامبالاة بالمرضى في المستعجلات بالمستشفيات الكبرى التي تدل الغرف الاستعجالية السويسي وابن طفيل بمراكش ،والمستشفى الكبير بالخميسات ،وكذلك مولاي عبد الله بسلا على قمة العفونة في المعاملة الصحية مع عامية الشعب دليل على ذلك .
ج ـ وحق التعبير والاحتجاج على مظاهر الفساد الإداري والمالي : تعامل معها المخزن بجبروته وقوته تارة وبفبركة القضايا ضد المناضلين كالزفزافي و المهداوي وغيرهم تارة أخرى .
د ـ حرمانه من حقه في الثروات حيث أن البلد يحتوي على مخزون كبيرين هذه الثروات لا تصل إلى جيوب الشعب بل تصل للملك وحاشيته، وكذلك كبار الجنرالات والمسؤولين بالدولة مما أدى لانتشار مظاهر الفساد المالي التي تشهد تقارير جطو بتورط كبار الدولة فيها كإلياس العماري وبن الشماش وأخنوش و الرباح والداودي وغيرهم . ولعل هذه المظاهر الصغرى دليل كاف على هذا الفشل الحكومي الراهن . بيد أن المظاهر الكبرى له نلمسها في ارتفاع مستوى المديونية لدى الدولة وعجزت عن الالتزام بسداد قروضها لدى صندوق النقد الدولي .
وكذلك عملها على الزيادة في الفائدة على هذه الديون . الشيء الذي دعاها للجوء لأساليب الزيادة في الضرائب على القوى العامة في البلد. والسعي في رفع الدعم الذي تقدمه الدولة في مجالات الطاقة وبعض المواد الغذائية للشعب مما أثقل كاهله وجعله يعاني الكثير تحت ضغط هذه الحكومات المتعاقبة التي مثلت نموذج الفشل المطلق على مستوى إلتزاماتها للشعب حيث لم تدفع به إلا إلى اليأس والإحباط والإقبار في السجون بتهم مختلفة ومتنوعة
لقد أثبتت التجربة السياسية الراهنة للأحزاب في علاقتها مع المواطنين فشلها وعدم قدرتها على استتباب الأمن وتحقيق الرفاهية و السعادة للمغاربة، والدفاع عن مصالحهم . بل إن علاقة الشعب بالبرلمان والحكومة علاقة تضادية. ولذلك نداولها والأحزاب المكونة لها إلى فهم المأزق الذي يعيشه المغرب حاليا من جراء تكالب الدول المستعمرة له قديما على وحدته الترابية وسعيها لزعزعة الاستقرار داخل أركانه عبر تشجيع موجات الاحتجاجات والخروج للشارع على الإطاحة بنظامه السياسي في بواسطة إنقلابات واهية أو دعوات الانفصال والاستقلال الذاتي داخل إطار والتي وصلت قمتها في خلق الفتن والنعرات داخل القبائل .
ولعل ذلك يتضح من خلال بروز الدعوات الشيعية الأخيرة لخلق مزارات خاصة بالشيعة بجانب المساجد بالمغرب . كما ندعوها لضرورة وعيها بأن مشروع المقاطعة الذي تبناه المغاربة مؤخرا .
يعبر عن رفضهم للواقع السياسي الحالي بكافة مقوماته والواقع الاقتصادي المزري الذي تعاني منه أغلب فئات الشعب العريضة في حين هناك الاستقلالية خادمة تعيش قمة البدخ والثراء الفاحش على حساب هذه الطبقات الفقيرة . يمكن أن يتطور إلى مقاطعة للممارسة السياسية داخل هذه الدولة بما تعنيه من مقاطعة للانتخابات ولأي قرار سياسي لاحقا يمكن أن يصدر عن هذه الحكومات المشبوهة التي أغرقت المملكة بالولاء الفاحش والقيادات تلو الأخرى في الأسعار وتدجين إرادة الشعب وبرلمانيوها وتزييفها والدفع لمسار الدولة للهاوية عبر وزرائها الفاسدين. الكذابين .
ولعل الدولة ممثلة في جهازها الحاكم وعت بخطورة المقاطعة كسلاح فعال في مواجهة مخاطر التهميش التي تمارسها حكوماتنا ضد إرادة الشعب ووعت بانتشار هذا السلاح بوسائل التواصل الاجتماعي. حيث برزت مؤخرا دعوات لمقاطعة موازين باعتبارها شكل من أشكال الفساد الأخلاقي والتربوي ولتبذير أموال الشعب .
لقد بات من الواضح أن الحكومات التي تعاقبت على المغرب إلى الآن كلها حكومات صورية تأمرت مع المخزن لإدخال هذا الشعب، وسحق إرادته ، وبات واضحا أن خطاباته السياسية كلها رمانة وأصحابها يمثلون ازدواجية الخطاب السياسي فهم من جهة يدعون لخدمة المصلحة العامة ومناهضة الفساد المالي والإداري. وهم من جهة أخرى يتمردون على البلد ويسرقون ثرواتها ويهربون أموالها للخارج . وفي الداخل يعيشون في بدخ لا يعلم تفاصيله إلا الله .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire