mercredi 28 juillet 2021

حول ما يقع في تونس / على فقير



حول ما يقع في تونس

ملاحظات شخصية حول ما يقع في تونس.
1- يصعب اعتبار ما قام به الرئيس التونسي مبادرة شخصية.
- هناك بشكل مباشر آو غير مباشر تدخل بعض الأطراف "العربية": الإمارات، السعودية ، مصر...المعادية لأممية "الإخوان المسلمين" الرجعية ، و التي يشكل "حزب النهضة" أحد عناصرها النشيطة.
- هناك تعاطف فرنسا، و أطراف امبريالية أخرى التي تعتبر "النهضة" امتدادا لتركيا في المنطقة. و هذه حقيقة يصعب نفيها.
- هناك بالأساس جهاز الدولة (الجيش، البوليس، العدل، ...). إن ثورة 2011 لم تمس جوهر النظام الدكتاتوري.
- هناك سخط شعبي على الأوضاع و التي تتحمل فيها "النهضة" مسؤولية كبيرة.
- هناك ترحاب قوى سياسية و نقابية من اليمين (البرجوازية الليبرالية، فلول النظام السابق...) إلى اليسار( أكبر نقابة عمالية، الحزب الوطني ألديمقراطيي الاشتراكي الماوي...).
2- يجب الإشارة إلى القوى التي تعارض "الانقلاب":
- مختلف القوى الإسلامية الداعمة لحزب النهضة
- قوى يسارية في مقدمتها حزب العمال التونسي الذي ينادي بضرورة إسقاط كليا المنظومة الحاكمة: البرلمان، الحكومة و الرئيس. ففي اعتقادي ليس هناك فرق جوهري بين النهضة و الرئيس قيس. موقف سديد في اعتقادي.
- التيارات الإسلامية عبر العالم، تركيا، قطر...
3- كيف انهارت "النهضة"؟
- رغم خرجات الغنوشي و نداءاته (بهلوانية على شكل بنكيران في المغرب) للجماهير من أجل النزول إلى الشارع لإفشال "الانقلاب"، فان ردود فعل الشارع كانت نسبيا لصالح "الانقلاب"، و ظهرت "قوات النهضة" ضعيفة.
- تناقضات داخلية لحزب النهضة: رئيس الحكومة (من قيادي النهضة") فضل الاعتزال بمنزله و عبر عن استعداده للتعاون مع رئيس حكومة جديد يعينه الرئيس.
- لا شك أن الهواتف الخارجية قد "أقنعت" الغنوشي بضرورة التراجع عن عنترياته و لو مؤقتا. فموازين القوة ليست لصالحه.
4- كانت لدى "النهضة" منذ البداية نزعة تسلطية و هيمنية: تعاطفها الغير المعلن مع التيارات الجهادية، عدم ردود فعل قوية تجاه اغتيال بعض رموز الحركة التقدمية بتونس، التشبث برئاسة البرلمان من طرف الغنوشي الذي يكن العداء لخصومه، تعيين أحد قادة النهضة رئيسا للحكومة. لو كانت النهضة متسلحة بروح ديمقراطية، لعينت شخصيات من وسطها في مراكز تتطلب الانفتاح و المرونة في التعامل مع الأطراف الأخرى.
5- رأي شخصي، رأي يتجاوز ما يجري في تونس.:
في ظروف كهذه لا يمكن الاكتفاء باتخاذ مواقف مبدئية ، بل يجب النزول إلى الشارع لطرح ميدانيا الموقف الثالث، الموقف الصحيح.
فأمام السخط الشعبي، أمام مظاهرات احتجاجية، يصعب اتخاذ موقف "المتفرج" و الاكتفاء ببيانات و بمواقف مبدئيا.
لقد عشنا في المغرب تجربة مرة خلال انتفاضة الريف العظيم. فمختلف التنظيمات التقدمية بالمنطقة اكتفت بالملاحظات العامة، و بمواقف مبدئيا، مما جعل قادة الحراك تتحدث عن دكاكين سياسية، و مما سهل على النظام هزم الحراك.
من المبادئ الأساسية التي يجب على المناضلين و المناضلات ممارستها ميدانيا: التعبير في الشارع عن المواقف الخاصة و محاولة خلق ميدانيا حركة جماهيرية احتجاجية في الاتجاه الصحيح.
الشعوب المغاربية ساخطة على أنظمتها، فعلينا أن لا نكتفي بإعطاء الدروس و بتعبير عن مواقف مبدئية رغم صحتها نظريا.
موازن القوة تبنى في الساحة، في الميدان، و تحت نيران الأعداء.
على فقير، المغرب.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire