لا يحب طاعة الثابت
وليد حوراني في " آن آربور " حيث يقيم من سنين . .
قذفت به السماء في أقاصي " ميشيغان " مذ تخرّج من معهد تشايكوفسكي بمدينة موسكو في الاتحاد السوفياتي السابق . .
يتقلّب في هجرته الطويلة ويأنس بإيقاع آلته وشهوته ونزوته ودمعته . . وحده يحرس وحدته متوّج على عرش البيانو : يؤلّف ويعزف ويطلق السحريّ شهداً يتقطّر . .
في كل مرّة نأتي إلى المدينة الجامعيّة حاملين صفصاف البلاد يشع الحنين إلى الوصال ويطلق موج الرحيل إلى الجبل البعيد على صهوة البيانو الكبير . . يسرح في أفلاك النَفْس على بساط النغم ولا يخشى أن يقول كل ما لديه . .
ينكّب على كتابة قصته بحبر قلمه ولا يريد من قصته أن تمسّ السطح وترتدّ عن الأعماق . .
وليد قديس يرى ما لا يُرى . .
حياته سمفونية بجمالها ومأساتها تتكرّر فيها الإشارة إلى الحوادث كأنّ كل حادثة " موتيف " في السمفونية تعزفها كل مرّة آلة مختلفة . .
رغبات لا تُحَد . .
أحاسيس لا يكبحها زمام . .
غمرة من الحب تخلط بين الفرحة الكبرى والأسى العميق تأتي كلّها متوالية
لا يحب طاعة التقاليد
طاعة الثابت
- لست واثقاً من شيء سوى قدسيّة خلجات القلب وصدق الخيال
الخيال لا لإدراك الجمال فحسب ، بل لخلاص النفس البشريّة .
وليد حوراني مؤلف وعازف لبناني تَرَسّّلَ وأقام في اللاهناك واللاهنا . .
يكفيك يا صديقي الجميل أن تعزف حتى تنقذ لحظة إنسانيّة حارة من الضياع .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire