المخزن حقود
أغلب الذين ناقشوا معي مأساة النقيب محمد زيان، سواء من المسؤولين السابقين والحاليين في الدولة، أو من المعارضين والحقوقيين والصحافيين، أجمعوا على أن المخزن ينتقم من الرجل شر انتقام، لأن المخزن يمقت من كانوا معه وشقوا عليه عصا الطاعة، أكثر مما يكره من عارضوه من البداية.
كنت أسمع هذا وأردد مقولة السلطان العلوي سليمان: "نحن السلاطين من كرهناه قربناه، ومن أحبنا عذبناه، ومن أسعده الله هو من لا يعرفنا ولا عرفناه"، وأقول إن زيان لم يفعل سوى الانتقال من حب السلطان القائم على "التعياشت" والتملق، إلى حب السلطان القائم على النصيحة للسلطان وتنبيه السلطان للخطأ، والدفاع عمن ظلمتهم "أدوات" السلطان في الأمن والقضاء والحكومة... فلماذا يُنكَّل برجل يحب السلطان، أو للدقة بشيخ يحب السلطان. أم أن السلطان متورط في الظلم ومتواطئ عليه وراض به؟
فكرت أيضا في مقولة محمد الساسي: "من يحب الملك يقول له الحقيقة"، وقلت: ما الذي قاله زيان غير الحقيقة، أم أن أذن المخزن التي اعتادت سماع محفوظات المديح وطبول التمجيد، أصبحت تأنف سماع حقيقتها المرة.
تذكرت أيضا ما حُكيَ عن أن الحجاج بن يوسف الثقفي وقف خطيبا في أهل العراق فقال: "منذ ولاني الله عليكم لم يصبكم الطاعون"، فأجابه شيخ أعرابي: "الله أرحم بنا من أن يجمع علينا مصيبتين: أن يصيبنا بك أنت وبالطاعون".
خلاصة القول: المخزن حقود
https://www.facebook.com/share/p/1FiyYCDCZj/
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire