mercredi 8 janvier 2014

اعتصام جك الـ199: من سليمان خاطر لأحمد الدقامسة


ابرهيم علوش


سليمان خاطر جندي مصري قتل سبعة "إسرائيليين" كانوا جزءاً من مجموعة تتألف من اثني عشر شخصاً حاولوا تجاوز نقطة حراسته المعتادة في جنوب سيناء في 5/10/85. وقد حاولت وسائل إعلام نظام مبارك وقتها أن تصوره كمجنون أو كشخص مختل عقلياً حتى لا يبدو ما قام به كفعل سياسي معارض لمعاهدة كامب ديفيد وللتطبيع مع العدو الصهيوني. وقد حوكم هذا الجندي العربي المصري البطل عسكرياً وتلقى حكماً بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عاماً. وفي اليوم التاسع تحديداً بعد الحكم، أي في 7/1/86، أعلنت وسائل إعلام نظام مبارك أن الجندي سليمان محمد عبد الحميد خاطر قد "انتحر" في ظروف غامضة.

وبعد مرور 27 عاماً على استشهاد خاطر نحتفل بذكراه على رصيف اعتصام "جك" لكي نقول: لا لكل لمعاهدات مع العدو الصهيوني، لا للتطبيع!ّ فإذا كان سليمان خاطر مجنوناً فليحيا الجنون! ولتسقط عقلانية المستسلمين والمتخاذلين و"المعتدلين".

إن سليمان خاطر ليس طفرة فردية، كما أن أحمد الدقامسة ليس مجرد رجلٍ لم يسيطر على انفعالاته وهو يرى الصهاينة يسرحون ويمرحون في منطقة الباقورة العربية الأردنية التي لا تزال محتلة. فكلاهما يعبر عن وجع الأرض وأنين الشعب العربي وعن سخط التاريخ العربي المعاصر في مواجهة الإمبريالية والصهونية وأذنابهما العرب. كلاهما ثار لأمة ولقضية. كلاهما لم يضيع البوصلة. وكلاهما حفظ العهد ولم يتلوث بخطاب "السلام" مع العدو الصهيوني. كلاهما عرف أن لا طريق للتعامل مع أعداء الغزاة إلا البندقية، وأن كل بوصلة لا تتجه للقدس مشبوهة.

وإذ نذكر باستشهاد خاطر فلكي نذكر أيضاً أن كل حراك شعبي أو غير شعبي في مصر والأردن وبقية الوطن العربي لا يضع التناقض مع العدو الصهيوني على راس جدول أعماله هو حراك تحوم حوله عشرات علامات الاستفهام. وكل أجندة في مصر والأردن وفلسطين لا تبدأ من مناهضة كامب ديفيد ووادي عربة واتفاقية أوسلو هي أجندة مخترقة.

نذكر باستشهاد خاطر لكي نحيي بطولته وبطولة أخوته المقاتلين القابضين على جمر البنادق في زمن الردة والثورات الملونة، ولكي نستحضر النخوة في شبابنا بأن من مات ولم تحدثه بالجهاد ضد العدو الصهيوني فقد مات ميتةً جاهلية.

لهذا نهدي اعتصام "جك" الـ199 لسليمان خاطر، ولأخيه في السجن أحمد الدقامسة.


شارك بأطول اعتصام بتاريخ الأردن..

وسنواصل في اعتصامنا الأسبوعي رقم 199، يوم الخميس الموافق في 9/1/2014، من الخامسة والنصف حتى السادسة والنصف مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.

من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.

احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.

موقفك. أرضك. قضيتك.

جك

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire